67 استهدافاً لسوريات على خلفية عملهن في الشأن العام

مقتل 13843 امرأة خلال عشر سنوات

احتفال باليوم العالمي للمرأة في القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
احتفال باليوم العالمي للمرأة في القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

67 استهدافاً لسوريات على خلفية عملهن في الشأن العام

احتفال باليوم العالمي للمرأة في القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
احتفال باليوم العالمي للمرأة في القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

سلط تقرير حقوقي يصدر اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الضوء، على جانب من الانتهاكات والمضايقات التي تتعرض لها المرأة العاملة في الشأن العام في سوريا، خارج سيطرة مناطق النظام، بما يصل إلى توثيق 67 حالة.
ويتحدَّث تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن تعرض بعض النساء اللواتي انخرطن في الشأن العام وعملنَ في الأنشطة السياسية والإعلامية والإغاثية، وعاملات في توثيق الانتهاكات أيضا، إلى الاستهداف على أساس الجنس، والتضييق عليهن، بشتى الوسائل، لدفعهن إلى التخلي عن العمل، إضافة إلى فرض حالة من تقييد حرية الحركة واللباس. وتضمَّنت عمليات الترهيب، إرسال رسائل تهديد بالقتل أو الخطف، أو الاعتداء عليهن أثناء عملهن، أو التهديد بالاعتداء على مراكز عملهن أو على أسرهن. كما تعرضت نساء لتوجيه تهم ملفقة لاستدعائهن إلى القضاء أو التهديد بملاحقتهن، والضغط على أسرهن لإجبارهن على التوقف عن العمل، والفصل من الوظائف أو الكيانات المحلية التي حصلن على عضوية فيها. كما لجأت بعض الجهات إلى تلطيخ سمعة النساء في المجتمع المحلي، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لهذا الغرض.
ووثق التقرير، إجبار ناشطات وعاملات، على توقيع تعهد بعدم استدعائهن إلى القضاء، مقابل التوقف عن النشاط أو العمل، وعدم التصريح بما تعرضنَ له أثناء التحقيق، كما تم رصد حالات قتل لنساء على خلفية عملهن. وفي كثير من الأحيان، تعرضت النساء لتهديدات من قبل أكثر من طرف، خلال تنقلهن بين مناطق السيطرة، بشكل خاص بين مناطق سيطرة قوات الجيش الوطني- المعارضة المسلحة، ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام. وأدت هذه الانتهاكات إلى تعرض نساء للقتل، وإجبار بعضهن تحت تلك الضغوطات، إما لترك العمل وإيقاف أنشطتهن، أو التقليل والحدّ منها. كما أجبرت تلك التهديدات والمضايقات، البعض على الهروب بالنزوح والسفر نحو مناطق أخرى.
يقول مدير عام الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إن التقرير يعتمد على ما تمكَّن الفريق من توثيقه، خلال سنة، وهي 67 حالة مثبتة، في كل من محافظات إدلب وحلب والرقة والحسكة ودير الزور، جميعها تقع خارج المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وإن التقرير اعتمد على شكاوى وصلت من الناشطات الضحايا، مرفقة بنسخ من رسائل نصية وصوتية، وغيرها مما يوثق التهديدات أو التحقيق معهن.
ويتابع أن هناك العديد من الحوادث التي لم يتم توثيقها؛ نظراً لخطورة هذا الموضوع على النساء، وعلى أسرهن، ومصدر رزقهن، ولم يتم تضمين مناطق النظام السوري وممارساته في هذا المجال في هذا التقرير. هذا ويضمن التقرير 11 رواية حصلت عليها الشبكة عبر حديث مباشر مع الشاهدات، استخدم في معظمها أسماء مستعارة، مع إخفاء المعلومات التي تُشكل خطورة أمنية على الشاهدات، كالجهة التي يعملون فيها أو مكان الإقامة، بناء على طلبهن ومنعاً من تعريضهن للمضايقات أو الملاحقة الأمنية.
في شأن متصل، اعتبر تقرير حقوقي للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المرأة السورية من أبرز الخاسرين في السنوات العشر الأخيرة، وقد وثق مقتل 13843 امرأة سورية منذ انطلاقة الثورة السورية في 15 من مارس (آذار) 2011 وحتى الأول من مارس الجاري. قتلت قوات النظام منهن ما نسبته 75.6 في المائة. بينما قتلت الطائرات الروسية 9.5 في المائة. وطائرات التحالف 5.1 في المائة. وقتلت القوات التركية وطائراتها نسبة 0.93 في المائة. وحرس الحدود التركي 0.3 في المائة. وتوزعت بقية الضحايا على الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي تسببت بمقتل 1.45 في المائة، بينما المجموعات الجهادية قتلت 1.9 في المائة. وكان نصيب قوات سوريا الديمقراطية بنسبة 1.4 في المائة. وقتل «تنظيم داعش» 415 مواطنة بنسبة 3 في المائة.
عشر سنوات من الأحداث المرعبة، طالها ما طال الرجل أيضا، من الاعتقال التعسفي والظلم الذي غالبا ما ينتهي بالقتل، إضافة إلى فرض حالات التضييق والقمع من قبل التنظيمات على النساء والاعتداءات الجنسية والاغتصاب والتنكيل، كأداة ضغط وإجبار على الاعتراف، من قبل النظام السوري من جهة والفصائل المسلحة.
من ناحية أخرى، أظهرت دراسة قام بها صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن ما يقارب 145 ألف عائلة سورية، تكون المرأة هي ربة العوائل والمسؤولة الوحيدة عن تأمين كافة مستلزماتها. إذ وضعت سنوات الحرب، النساء، أمام واقع العمل لسدّ الفجوة الناتجة عن الظروف الاقتصادية المرهقة، وأحياناً كنّ المعيل الوحيد في ظل غياب قسري للرجل، بين اعتقال أو موت أو هجرة، أو انخراط في الحرب مع أحد أطراف النزاع، وهو ما شكّل شيئا فشيئاً تقبلاً اجتماعياً لعمل المرأة نتيجة الظروف الاجتماعية الاستثنائية، بعد أن رفضته أسرٌ سورية لسنوات.
وتشن قوات النظام حملات اعتقال واسعة للنساء، كورقة ضغط على المعارضين الذين يواجهون النظام، شأنه شأن بعض أطراف المعارضة (المسلحة) التي تستعمل هذه الورقة للضغط. ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري فقد بلغت حصيلة حالات الاحتجاز التَّعسفي والتغيب القسري للمرأة منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 (154984) امرأة.
ورصدت تقارير أخرى الفظاعات التي يرتكبها النظام والفصائل المسلحة في السجون والأفرع الأمنيّة، ضد المعتقلات على خلفية سياسية، وعلى رأسها الاعتداء والعنف الجنسي كأداة حرب للقمع وكسر إرادة السوريين.
كما يتحدث تقرير المرصد، بشكل تفضيلي عن أوضاع النساء في المخيمات والنزوح. وعن التزايد الملحوظ في نسب الأمية بين النساء.


مقالات ذات صلة

رائحة الأمهات تُعزّز قدرة الرضّع على تمييز الوجوه

يوميات الشرق رائحة الأم تُهدّئ الرضّع (جامعة بروك)

رائحة الأمهات تُعزّز قدرة الرضّع على تمييز الوجوه

كشفت دراسة فرنسية عن استعانة الرضّع برائحة أمهاتهم لتعزيز قدرتهم على إدراك الوجوه وتمييزها من حولهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة دنيا سمير غانم في لقطة من فيلم «روكي الغلابة» (إنستغرام)

البطولة النسائية تسجل بصمة في أفلام موسم الصيف بمصر

سجلت البطولة النسائية بصمة في أفلام موسم الصيف بمصر، ومن أبرز الفنانات اللاتي يقمن بأدوار البطولة الفنانة المصرية دنيا سمير غانم.

داليا ماهر (القاهرة )
صحتك سلس البول الإجهادي يشير إلى فقدان التحكُّم في المثانة (جامعة يوتا)

دواء جديد لعلاج السلس البولي لدى النساء

أفادت دراسة يابانية بأنّ دواء تجريبياً أظهر فاعلية وأماناً في علاج النساء المصابات بالسلس البولي الإجهادي. ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية الإصلاحي مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد (إكس)

جامعة إيرانية تفصل ابنة زعيم الإصلاحيين وتوقفها عن العمل

فصلت جامعة إيرانية نجلة زعيم التيار الإصلاحي، مير حسين موسوي، ومنعتها من مزاولة التدريس نهائياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يطرح الفيلم الأردني «انشالله ولد» مجموعة من القضايا الاجتماعية والقانونية المرتبطة بالمرأة العربية (صور المخرج)

«انشالله ولد»... عندما تضع السينما الأردنيّة المرأة في عين العدسة وتتبنّى قضاياها

«انشالله ولد»... أمنية بسيطة تخبئ بين حروفها أسئلة عميقة مرتبطة بأحوال المرأة العربية. بصدق وبلا مواربة، يطرح الفيلم الأردني «انشالله ولد» مجموعة من تلك الأسئلة

كريستين حبيب (عمّان)

الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أول هجوم مميت ضد إسرائيل بطائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب وأدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، بالتزامن مع إبلاغ سفينة شحن في خليج عدن عن تعرّضها لهجوم دون إصابات، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عنه.

وتشنّ الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما تزعم أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلحة.

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

بدا الأمر هذه المرة مختلفاً مع إفاقة السكان في تل أبيب على دوي انفجار المسيّرة التي يرجّح الجيش الإسرائيلي أنها مطوّرة من طائرة «صماد 3» ذات المكونات الإيرانية.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن جماعته استهدفت أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب) بواسطة طائرة مسيّرة جديدة اسمها «يافا»، زاعماً أنها قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية، وأنها حققت أهدافها بنجاح.

وهدّد المتحدث الحوثي بأن تل أبيب ستكون منطقة غير آمنة وستكون هدفاً أساسياً في مرمى جماعته التي ستركز على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، مدعياً وجود بنك أهداف عسكرية وأمنية حساسة.

وكانت الجماعة في الأسابيع الماضية تبنّت منفردة ومشتركة مع فصائل عراقية مدعومة من إيران هجمات سابقة ضد سفن في ميناء حيفا وأخرى في البحر المتوسط، دون أن يكون لها أي أثر، وذلك ضمن ما تسميه الجماعة المرحلة الرابعة من التصعيد.

صورة وزّعها الحوثيون لاستهداف إحدى السفن في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

ومع هذه التطورات يشكك مراقبون يمنيون في قدرة الجماعة الحوثية على تنفيذ هجمات مؤثرة في إسرائيل، ولا يستبعدون أن يكون الهجوم الأخير تم تنفيذه من مناطق أخرى غير يمنية، بتخطيط إيراني، في حين قامت الجماعة بتبنيه لدرء خطر الرد الإسرائيلي على طهران.

ومنذ أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وجدت الجماعة الحوثية فرصة لتبييض جرائمها ضد اليمنيين ومحاولة التحول لاعباً إقليمياً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين، مع الهروب من استحقاقات السلام واستغلال التطورات لتجنيد مئات الآلاف بذريعة الاستعداد لمحاربة إسرائيل بينما أعين قادة الجماعة مصوّبة على بقية المناطق اليمنية المحررة.

حصاد الهجمات والضربات

مع استمرار الهجمات الحوثية ضد السفن، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الجمعة، بأن سفينة أُصيبت بمقذوفات مجهولة على بُعد 83 ميلاً بحرياً، جنوب شرقي مدينة عدن اليمنية دون إصابات.

وفي بيان متلفز، تبنى المتحدث العسكري الحوثي، يحيى سريع، الهجوم الذي قال إنه استهدف السفينة «لوبيفيا» لعدم التزام الشركة المشغلة لها بالحظر الذي فرضته جماعته على الموانئ الإسرائيلية؛ وهو ما يرفع عدد السفن التي تعرّضت للهجمات إلى 171 سفينة.

وكان الجيش الأميركي أفاد، الخميس، بأن قواته نجحت في تدمير صاروخين أرض - جو وأربع طائرات حوثية من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن هذه الأسلحة تقرّر أنها تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وقد تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وتبنى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، الخميس، مهاجمة 170 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي، كما أقرّ بتلقي أكثر من 570 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، معترفاً بسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً، جراء الضربات.

حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» حلّت محل الحاملة «أيزنهاور» للتصدي لهجمات الحوثيين (أ.ب)

وأصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 30 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وأثّرت الهجمات على مصالح أكثر من 55 دولة، وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)

وتسبّب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني، التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشّة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

وتقول الحكومة اليمنية إن الحل ليس في الضربات الغربية الدفاعية ضد الحوثيين وإن الوسيلة الأنجع هي دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وجميع مؤسسات الدولة المختطفة وإنهاء الانقلاب المدعوم إيرانياً.

وفي أحدث تصريحات لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، الخميس، دعا الجماعة الحوثية إلى «تحكيم العقل والتعاطي الإيجابي مع المساعي الحميدة لإحلال السلام، (...) والتوقف عن المتاجرة المكشوفة بأوجاع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».