موجة حوثية تستهدف مدارس صنعاء لتجنيد المعلمين والتلاميذ

عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
TT

موجة حوثية تستهدف مدارس صنعاء لتجنيد المعلمين والتلاميذ

عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

أفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية عادت قبل ثلاثة أيام لتنفيذ موجة جديدة تستهدف مدارس العاصمة لتجنيد المعلمين والتلاميذ لإسناد جبهات الجماعة وتعويض الخسائر البشرية في صفوف مقاتليها، لا سيما في جبهات مأرب والجوف.
وتحدثت المصادر عن بدء الجماعة حملة التجنيد والجباية بحق منتسبي هذا القطاع في عموم مدارس صنعاء العاصمة ومدن أخرى تحت سيطرتها، بالتزامن مع إخضاع التربويين والطلبة من صغار السن في عموم المدارس لتلقي دورات طائفية نهاية كل أسبوع.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الجماعة نهب رواتب المعلمين في مناطقها تحدثت المصادر عن تدشين الجماعة نزولاً ميدانياً إلى المدارس، تحت اسم: «حملة الإنفاق ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال»، حيث طالت الحملة عشرات المدارس الحكومية والخاصة بصنعاء، وألزمت الجماعة من خلالها العاملين في الحقل التربوي والطلبة على التعهد بالالتحاق بمعسكرات التجنيد والتبرع بالمال.
واتهمت المصادر التربوية الجماعة بأنها تسعى من وراء معاودة استهداف مؤسسات التعليم لجني المزيد من الأموال على حساب الطلبة ومعلميهم المحرومين من رواتبهم منذ سنوات، وكذا لحشد مقاتلين جدد ليكونوا وقوداً للحرب التي تواصل الميليشيات إشعالها في أكثر من جبهة. وأكد معلمون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» نزول لجان حوثية، يتقدمها مديرو إدارات ووكلاء في التربية عينتهم الجماعة، ومسؤولون على مستوى مكاتب التربية بالعاصمة ومديرياتها إلى المدارس، لإلقاء محاضرات تدعو إلى دعم الجبهات بالمقاتلين، وتقديم المال من أجل تحقيق النصر، وفق زعم قادة الجماعة.
في غضون ذلك، عبّر عاملون تربويون في صنعاء عن سخطهم وسخريتهم في الوقت ذاته من دعوة القيادات الحوثية لهم عبر تلك الحملات لتقديم الدعم للمجهود الحربي. وقال بعضهم لـ«الشرق الأوسط»: «كيف يمكن لهذه الجماعة الإرهابية أن تطلب منا ترك مهمة تعليم الطلبة والالتحاق بصفوفها؟ وكيف تسمح لنفسها أيضاً بأن تطلب منا تقديم المال لصالح جبهاتها، بينما هي تواصل حتى اللحظة سرقة ونهب رواتبنا منذ سنوات؟».
وأوضح التربويون أن الميليشيات تعمل على الانتقام منهم، نتيجة ما قالوا إنه مواصلة تعليمهم للطلبة في المدارس رغم كل الظروف، حتى لا يُتركوا فريسة أو لقمة سهلة بيد الجماعة. وتواصلاً للجرائم المتكررة بحق قطاع التعليم بمناطق السيطرة الحوثية، تحدث العاملون التربويون عن استمرار إلزام المعلمين وطلبة المدارس الحكومية في صنعاء بتلقي محاضرات طائفية يلقيها معممو الجماعة داخل قاعات مخصصة كل يوم أربعاء.
وعلى صعيد استمرار معركة الجماعة في تفخيخ العملية التعليمية، تحدث طلاب وأولياء أمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن مديري مدارس حوثيين منحوا قبل أيام الطلبة في مدارسهم 15 درجة في كل مادة، مقابل أن يأتي كل طالب بوالدته أو ولي أمره للمدرسة لتلقي دورات فكرية.
وكانت تقارير محلية وأخرى دولية أكدت أن الجماعة، حليف إيران في اليمن، لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم بمناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل الكراهية، ويعمل على تفخيخ العقول وغسلها بالفكر الحوثي الطائفي.
وكان خبراء الأمم المتحدة، أكدوا، في تقرير لهم، أن الجماعة أعاقت البلاد عشرين عاماً، من حيث التنمية والوصول إلى التعليم، في حين أشار تقرير التنمية البشرية إلى أن اليمن كانت قد قطعت مراحل متقدمة في القضاء على الجهل، وتحرز تقدماً في التعليم، وبلغ إجمالي الالتحاق بالمدارس الابتدائية نسباً غير مسبوقة عام 2013.
وتعمل الميليشيات منذ انقلابها على إحياء التخلف والجهل، ومارست في المقابل سياسة تدميرية تجاه قطاع التعليم، حيث وضعت الكثير من التحديات والمعوقات أمامه، من بينها تجميد الإنفاق العام على التعليم وإيقاف دفع الرواتب التي مثلت أخطر التحديات أمام العملية التعليمية، إلى جانب استهدافها للمدارس واستخدامها لأغراض عسكرية، وإغلاق أكثر من 2500 مدرسة، وحرمان مئات آلاف الطلبة من التعليم.
وفي وقت سابق، اتهمت الحكومة اليمنية الجماعة بالتدمير الممنهج للتعليم، من خلال حرمان نحو مليوني طفل من التعليم وقتل وإصابة 3900 من العاملين في القطاع التعليمي، وتعرض قرابة 3600 معلم للاعتقال والإخفاء القسري، وانخرط أكثر من 20 في المائة من المعلمين بممارسة أعمال قتالية نتيجة توقف رواتبهم.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.