«العدالة والتنمية» المغربي يعقد مجلسه الوطني لتقييم «التطورات السياسية»

توقف جلسة البرلمان جراء حضور جميع نواب الحزب وعدم احترام تدابير «كورونا»

TT

«العدالة والتنمية» المغربي يعقد مجلسه الوطني لتقييم «التطورات السياسية»

قرر حزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي في المغرب، عقد دورة استثنائية لمجلسه الوطني (أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر) «لتقييم التداعيات السياسية للتطورات الأخيرة» المرتبطة باستقالة رئيس المجلس الوطني للحزب إدريس الأزمي، احتجاجاً على مشروع قانون حول تقنين القنب الهندي، وكذلك التصدع الذي شهدته الأغلبية الحكومية بعد تصويت أحزاب منها على اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية وإلغاء العتبة الانتخابية.
وجاء في بيان للأمانة العامة للحزب صدر أمس أنها «تثمن» قرار مكتب المجلس الوطني بعقد دورة استثنائية للمجلس، معتبرة أنها ستكون فرصة لتحديد الموقف السياسي «اللازم والملائم» من التطورات المرتبطة بالتصويت على القاسم الانتخابي وإلغاء العتبة في الانتخابات، معتبرة أن ذلك شكل «نكوصاً» على عدد من المكتسبات المتحققة منذ اعتماد دستور 2011.
ولم يحدد بعد تاريخ اجتماع المجلس الوطني لكن الأمانة العامة عبرت عن استعدادها «للتشاور مع مكتب المجلس حول التاريخ والشكل المناسبين لعقد دورته»، التي سيتم فيها تقديم رؤية المجلس «لتدبير المرحلة وما تراه من مبادرات للتفاعل مع المستجدات الأخيرة»، والتي من شأنها «تعزيز مشاركة الحزب في تحصين المسار الديمقراطي لبلادنا»، واتخاذ «المبادرات» السياسية والقانونية والدستورية المتاحة، في حالة ما إذا تم الإقرار النهائي لقاعدة القاسم الانتخابي على أساس المسجلين «وباقي المقتضيات التراجعية» في النظام الانتخابي الخاص بالجماعات الترابية (البلديات والجهات).
إلى ذلك، شهدت جلسة عمومية بمجلس النواب خصصت أمس للمصادقة على القوانين التنظيمية المتعلقة بالانتخابات توقفاً بسبب حضور جميع برلمانيي «العدالة والتنمية» وعددهم 120، قصد التصويت ضد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين وضد إلغاء العتبة الانتخابية. وذكر مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط» أن سبب التوقف يعود لرفض رئيس المجلس الحبيب المالكي إعطاء انطلاقة الجلسة التشريعية بسبب عدم احترام فريق «العدالة والتنمية» للتدابير الصحية التي تقتضي تقليص الحضور في الجلسة. وأفاد المصدر بأن الدستور ينص على ضرورة توفر تصويت أغلبية مطلقة لأعضاء المجلس على القوانين التنظيمية في الجلسات العمومية وعددهم 395 نائباً ونائبة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.