الأردن يفتتح قنصلية في الصحراء المغربية

وزيرا خارجية الأردن والمغرب خلال افتتاح القنصلية في العيون أمس (الشرق الأوسط)
وزيرا خارجية الأردن والمغرب خلال افتتاح القنصلية في العيون أمس (الشرق الأوسط)
TT

الأردن يفتتح قنصلية في الصحراء المغربية

وزيرا خارجية الأردن والمغرب خلال افتتاح القنصلية في العيون أمس (الشرق الأوسط)
وزيرا خارجية الأردن والمغرب خلال افتتاح القنصلية في العيون أمس (الشرق الأوسط)

افتتح وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي قنصلية لبلاده في مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، لتصبح القنصلية العشرين التي تفتتح في الصحراء خلال عامين.
وأشرف الصفدي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، صباح أمس، على حفل افتتاح القنصلية، بحضور والي (محافظ) جهة (منطقة) العيون الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات، ورئيس مجلس الجهة حمدي ولد الرشيد، وبرلمانيّي ومنتخبي المنطقة.
وقال بوريطة إن قرار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بفتح قنصلية في مدينة العيون «ترجمة عملية لعدد من المواقف الثابتة» الأردنية تجاه الرباط «في كل ما تتخذه من خطوات لحماية مصالحها الوطنية ووحدة أراضيها وأمنها، وتثبت سيادتها على كامل التراب المغربي».
وأضاف أن البلدين فتحا أمس «صفحة أخرى مشـرقة في تاريخ علاقاتهما الثنائية»، مسجلاً «بكل اعتزاز توالي افتتاح القنصليات العامة للدول الشقيقة والصديقة في الأقاليم الجنوبية في تعبير واضح وصريح عن موقف دولي داعم لمغربية الصحراء ولوجاهة الموقف المغربي إزاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل».
ولفت إلى أن علاقات الأردن والمغرب حافظت «على متانتها وتميزها في ظرف عربي وإقليمي شديد الدقة والحساسية»، معبراً عن العزم الكبير على المضي في «جعل هذه العلاقة نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية - العربية».
وأشار إلى التنسيق والتشاور السياسي «الدائم والمستمر في عدد من القضايا الإقليمية والدولية» وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مذكراً بما قاله العاهل المغربي الملك محمد السادس بأن فلسطين «في نفس مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة».
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أن افتتاح قنصلية بلاده في العيون «يشكل استمرارية وترجمة للعلاقات الراسخة بين البلدين»، مشيراً إلى أن المملكتين لهما «رؤية واحدة» فيما يخص القضايا الإقليمية، مشدداً على أن «قضيتنا الأساسية هي القضية الفلسطينية ونعمل مع المملكة المغربية على تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة». وأشار إلى «بوادر إيجابية لتحريك مبادرة السلام».
وهناك 11 قنصلية في العيون و9 في الداخلة، من دون احتساب القنصلية الأميركية التي تجهز مقرها. وحذا الأردن باختياره العيون مقراً لقنصليته، حذو الإمارات والبحرين وجزر القمر والغابون وساحل العاج وبوروندي وزامبيا وأفريقيا الوسطى وساوتومي وبرنسيب وإسواتيني. أما القنصليات العامة في الداخلة فهي لغامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو وبوركينا فاسو وهايتي والكونغو.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.