حزب «الشعب» التونسي يطالب بـ«تجديد» النخب لحل الأزمة الدستورية

TT

حزب «الشعب» التونسي يطالب بـ«تجديد» النخب لحل الأزمة الدستورية

دعا نجد الخلفاوي، المدير التنفيذي لحزب «الشعب يريد» التونسي، أمس، إلى تجديد الطبقة السياسية؛ بهدف حل الأزمة السياسية المستفحلة في تونس، وأبرزها أزمة اليمين الدستورية، وقال إن حزبه الجديد «لا يتبع رئيس الجمهورية قيس سعيد، رغم أنه يضم شباناً شاركوا في حملته الرئاسية لسنة 2019»، مؤكداً أن العلاقة «انتهت بين الطرفين»، على حد قوله.
وبخصوص برنامج وأهداف الحزب الجديد، أوضح الخلفاوي، خلال اجتماع هيئته التأسيسية، أمس، أن «الشعب يريد» لا يتبنى فكرة تغيير نظام الحكم في البلاد، من نظام برلماني معدل إلى نظام رئاسي، لكنه يرى في المقابل أن حل الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية «يكمن أولاً في تجديد الطبقة السياسية برمتها، وتعديل القانون الانتخابي لتتشكل أقطاب سياسية فاعلة».
وشدد الخلفاوي على أن حزبه «لا يمثل رئيس الجمهورية، ولا ينساق لأفكاره ورؤيته للواقع السياسي في تونس»، بدليل أنه ندد بتعامل مديرة الديوان الرئاسي مع عدد من المدونين، وتوظيفهم في تسريبات مختلفة للضغط على الخصوم السياسيين وتوجيه الرأي العام، ودعا رئيس الجمهورية لاتخاذ موقف في هذه القضية.
يذكر أن حزب «الشعب يريد» تأسس في 14 يناير (كانون الثاني) 2020، وحصل على الرخصة القانونية في شهر يوليو (تموز) من السنة ذاتها، غير أنه لم ينظم أي نشاط سياسي خلال الفترة الماضية. في سياق ذلك، يرى مراقبون أن الرئيس سعيد يستفيد بصفة غير مباشرة من بعض الأحزاب، التي تدافع عن أفكاره، وتتبنى جزءاً مهماً من برنامجه الانتخابي، من خلال تشكيل تنسيقيات على المستويين الجهوي والمحلي، والتفاوض مع السلطة على حساب الأحزاب السياسية التقليدية، وبقية المنظمات الاجتماعية والحقوقية. ويعتبرون أن هذه الأحزاب قد تؤشر لوجود قوة سياسية ثالثة، يقودها الرئيس سعيد، وقد تكون جاهزة في انتخابات 2024، لمنافسة حركة النهضة (إسلامية) والتيار الدستوري (ليبرالي).
ولا تشمل الأحزاب المحسوبة على رئيس الجمهورية حزب «الشعب يريد» فحسب، ذلك أن عدداً من أنصار سعيد، الذين لم يوافقوه الرأي في رفض الانضمام إلى أحزاب سياسية، كوّنوا عدة أحزاب تتبنى الشعارات التي رفعها إبان حملته الانتخابية، ومن بين تلك الأحزاب «حركة الشعب يريد»، و«حركة 13 أكتوبر»، تاريخ الإعلان عن فوز قيس سعيد بالدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لسنة 2019. في الوقت الذي توجه فيه عدد آخر من أنصار الرئيس إلى تشكيل تنسيقيات، تولت قيادة الاحتجاجات في الجهات، والتفاوض مع الطرف الحكومي، لكن فاعلية هذه الأحزاب وبقية التنسيقيات لا تزال محدودة.
في غضون ذلك، طالبت هيئة الدفاع عن نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، بتأجيل الجلسة التي كانت مقررة أمس في محكمة الاستئناف للنظر في طلب الإفراج عنه. وأكد نزيه السويعي، عضو هيئة الدفاع، أنه طلب التأجيل للاطلاع على طلبات النيابة العامة، ومعرفة أسباب الاستئناف الذي تقدمت به المحكمة، ورفضت من خلاله الإفراج عن القروي، مقابل كفالة مالية قدرت بـ10 ملايين دينار تونسي.
من جانبه، أكد محسن الدالي، نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، أن القروي لم يغادر سجن المرناقية (الضاحية الغربية للعاصمة التونسية)، موضحاً أنه لم يؤمن مبلغ الكفالة بعد.
يذكر أن قاضي التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي قرر في 24 من فبراير (شباط) الماضي الاستجابة لطلب الدفاع بالإفراج المؤقت عن القروي المثير للجدل، مقابل ضمان مالي قدر بـ10 ملايين دينار تونسي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.