تَوافق مصري أردني فلسطيني على خلق البيئة المؤاتية لمفاوضات السلام

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ (أرشيف - رويترز)
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ (أرشيف - رويترز)
TT

تَوافق مصري أردني فلسطيني على خلق البيئة المؤاتية لمفاوضات السلام

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ (أرشيف - رويترز)
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ (أرشيف - رويترز)

أعرب وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين، سامح شكري وأيمن الصفدي ورياض المالكي، اليوم الأربعاء، عن تطلعهم لانخراط الأطراف الدولية المعنية بفاعلية في ملف عملية السلام.
جاء ذلك خلال اجتماع تشاوري عقده وزراء الدول الثلاث اليوم في القاهرة، في إطار التنسيق بين مصر والأردن وفلسطين، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ.
وقال المتحدث، في بيان صحافي، إن الوزراء الثلاثة «أثنوا في بداية اللقاء على ما تشهده مجالات التعاون من تطورات ملموسة، وما تعكسه دورية انعقاد اجتماعات التشاور الثلاثي من رغبة صادقة في الدفع قدماً بالعلاقات بين مصر والأردن وفلسطين في مختلف المجالات، فضلاً عما توفره من منصة مهمة لتنسيق المواقف الإقليمية والدولية وخاصة إزاء القضية الفلسطينية».
وأكد الوزراء أهمية البناء على ما شهدته الفترة الماضية من زخم استهدف تحريك ملف عملية السلام على مسارات عدة، وأشادوا بمخرجات الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، وما تمخض عنه من قرارات، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح المتحدث أن «اللقاء شهد اتفاقًا على أهمية الاستمرار في العمل خلال الفترة المُقبلة من أجل خلق البيئة المؤاتية لمفاوضات جادة وبناءة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف إنهاء الجمود الحالي، والسعي نحو التوصل إلى السلام الشامل والعادل والدائم الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
كما شدّد الوزراء على ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية لإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التأكيد أن عمليات الاستيطان تقوّض فرص التوصل لحل الدولتين، فضلاً عما تُمثله من انتهاك لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وأعرب شكري عن دعم مصر لكل الخطوات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية لإنجاح الحوار الفلسطيني، متطلعا إلى أن تساهم الانتخابات المُقبلة في إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني.
ووفق المتحدث، اتفق الوزراء في ختام اللقاء على استمرار التنسيق والتشاور خلال الفترة المقبلة من أجل تحقيق المصالح المشتركة والعمل على إعادة إحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».