ميركل والعبادي يحذران: «داعش» تشكل خطرا على العالم كله

ألمانيا تورد أسلحة لإقليم كردستان بقيمة 13 مليون يورو ومائة مدرب عسكري

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال استقبالها رسميا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في برلين أمس (رويترز)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال استقبالها رسميا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في برلين أمس (رويترز)
TT

ميركل والعبادي يحذران: «داعش» تشكل خطرا على العالم كله

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال استقبالها رسميا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في برلين أمس (رويترز)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال استقبالها رسميا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في برلين أمس (رويترز)

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن «قتل الرهينتين اليابانيين والطيار الأردني في الفترة الأخيرة يظهر أن تنظيم داعش لم يهزم بعد وأن ألمانيا ستدعم العراق بالتدريب والمعدات العسكرية في حربه على التنظيم المتشدد».
وقالت ميركل للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في برلين: «العراق يواجه حربا مأساوية مما دفع الحكومة الألمانية لاتخاذ قرار بدعم قوات البيشمركة بالتنسيق مع الحكومة المركزية العراقية بالتدريب وكذلك بالسلاح من أجل وقف حد لوحشية تنظيم داعش» حسبما نقلت «رويترز».
وأكدت المستشارة الألمانية عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء العراقي مدى أهمية مكافحة «داعش» بالنسبة لأمن أوروبا، وقالت: «إننا شهود على فظائع لا يمكن تصورها.. زعزعة استقرار منطقة بأكملها على هذا النطاق الواسع يؤثر أيضا على ألمانيا وأوروبا»، موضحة أن مكافحة «داعش» تمثل «تحديات ضخمة».
ومن جانبه، أكد العبادي أنه لا يمكن كسب الحرب ضد «داعش» إلا بالمساعدة الدولية. وقال: «من المصلحة الدولية اختصار تلك الحرب، لذلك فإننا بحاجة إلى دعم مستمر للتغلب على (داعش) نهائيا». ونبه إلى تأثير المقاتلين الأجانب الذين يقول إنهم لا يشكلون تهديدا للعراق وحده بل للعالم كله.
وقال العبادي: «داعش لها قدرات قتالية رهيبة تسبب المزيد من الخسائر بين السكان العراقيين وهناك مقاتلون أجانب يسببون تدميرا هائلا للبنية العراقية وللمواطنين العراقيين. هؤلاء يسببون ليس خطرا على العراق والمنطقة بل خطرا على العالم». وأضاف: «كلما يستمر هذا الصراع تتولد قدرة إضافية لـ(داعش) لتهديد السلم والأمن العالميين. هناك مصلحة حقيقية للعراق ومصلحة حقيقية للمجتمع الدولي لإنهاء (داعش). نحن نستطيع أن نستمر في إنهاء (داعش). ولكن دون دعم دولي حقيقي هذا الصراع سيطول وليس في مصلحة العالم أن يطول هذا الصراع». واستقبل العبادي في برلين أمس بمراسم استقبال رسمية.
ومن المقرر أن تلتقي ميركل غدا السبت على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني.
وتعتزم ألمانيا توريد أسلحة إضافية إلى الأكراد في شمال العراق بقيمة 13 مليون يورو لدعمهم في قتالهم ضد تنظيم داعش حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس.
وجاء في قائمة نشرتها وزارة الدفاع الألمانية أمس في برلين أن من بين الأسلحة التي ستحصل عليها قوات البيشمركة الكردية 30 سلاحا مضادا للدروع من طراز «ميلان» مزودا بـ500 صاروخ، بالإضافة إلى 203 مدافع بازوكا وأكثر من 4 آلاف بندقية اقتحام 6.5 مليون ذخيرة من الطلقات و10 آلاف قنبلة يدوية و10 مركبات مدرعة من طراز «دينجو» و10 مركبات مساعدات طبية من طراز «يونيموج». يذكر أن الجيش الألماني أرسل أسلحة وذخائر بقيمة 70 مليون يورو العام الماضي للقوات المسلحة الكردية.
تجدر الإشارة إلى أن تقديم مساعدات عسكرية للأكراد أمر خلافي بين الأوساط السياسية في ألمانيا، حيث يرى بعض الساسة أن الحكومة الألمانية تحيد بذلك عن مبدئها في عدم توريد أسلحة إلى مناطق النزاعات. ويتم تبرير هذا الاستثناء بتهديدات الحرب الأهلية في العراق.
وتسلح 10 آلاف جندي كردي من إجمالي نحو 100 ألف جندي بالدفعة الأولى من واردات الأسلحة الألمانية الخريف الماضي. وكانت قوات البيشمركة الكردية أكدت أكثر من مرة أن الأسلحة التي بحوذتها غير كافية لقتال ميليشيات «داعش» المسلحة بأسلحة حديثة. يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاغ) أقر الأسبوع الماضي إرسال نحو مائة مدرب عسكري ألماني إلى شمال العراق. ويوجد هناك حاليا 29 مدربا عسكريا من الجيش الألماني.
وتشمل قائمة المعدات العسكرية التي تعتزم ألمانيا توريدها لشمال العراق أيضا ملابس ومواد طبية وقطع غيار.
يذكر أن ألمانيا خصصت بجانب واردات الأسلحة والمعدات العسكرية للعراق 53 مليون يورو للمساعدات الإنسانية و66.5 مليون يورو للمساعدات التنموية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.