إيران تحذّر من «إغلاق نوافذ الفرص» إذا أدينت في «الوكالة الدولية»

صحيفة محسوبة على المتشددين تشير إلى أن روحاني أوقف إنتاج اليورانيوم

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يجري مباحثات مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الأسبوع الماضي في طهران (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يجري مباحثات مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الأسبوع الماضي في طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران تحذّر من «إغلاق نوافذ الفرص» إذا أدينت في «الوكالة الدولية»

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يجري مباحثات مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الأسبوع الماضي في طهران (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يجري مباحثات مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الأسبوع الماضي في طهران (إ.ب.أ)

حذرت طهران، أمس، من «إغلاق سريع لنوافذ الفرص» في المسار الدبلوماسي لإحياء الاتفاق النووي، إذا واجهت خطوات تعاكس توقعاتها، وذلك قبل أيام قليلة من تصويت مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مشروع قرار أوروبي يندد بتخلي طهران عن البرتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وكرر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أمس، التحذير من أن صدور قرار ضد بلاده في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيؤدى إلى إعادة النظر في اتفاق مؤقت مع الوكالة الدولية للتحقق المشروط من أنشطة الضمانات.
واختارت الدول الأوروبية الثلاث في الاتفاق النووي تشديد اللهجة حيال إيران، ودعت أعضاء مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماعهم المنعقد هذا الأسبوع، إلى تبني مشروع قرار يندد بتعليق طهران بعض عمليات التفتيش، وتعرب فيه عن «قلقها البالغ» من تعليق إيران بعض عمليات التفتيش، وتدعوها إلى «الاستئناف الفوري» لكل برامج التفتيش المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
وقلصت إيران عمليات التفتيش، بدءاً من الأسبوع الماضي، بعدما وافقت إدارة حسن روحاني على تنفيذ قانون أقره البرلمان الإيراني، للضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن للعودة عن العقوبات، والتراجع عن سياسة الضغوط القصوى التي اتبعها سلفه دونالد ترمب لتعديل سلوك طهران.
واتخذت طهران، منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، خطوات جديدة على طريق فك ارتباطها بالاتفاق، مع انتقالها إلى مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، وإنتاج اليورانيوم المعدني. والأسبوع الماضي، أوقفت التفتيش الإضافي مع الوكالة الدولية، لكنها أبرمت قبيل تقليص التعاون مع المفتشين «اتفاقاً تقنياً» مع المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي، يتيح مواصلة بعض النشاطات لفترة تصل إلى 3 أشهر.
وعد ربيعي أن الاتفاق المؤقت «رسالة واضحة لجهة حسن نيتنا، ومنح الدبلوماسية فرصة». ودعا في مؤتمر صحافي، أمس، الأعضاء المشاركين في الاتفاق النووي إلى «اتخاذ خطوة مقابلة لإظهار حسن نواياهم»، محذراً من أن «الخطوات التي تعاكس توقعاتنا ستكون لها نتائج عكسية على المسارات الدبلوماسية، وقد تغلق سريعاً نوافذ الفرص»، مشدداً على أن إيران «تتوقع من كل الأطراف التصرف بعقلانية وحذر (...) نحن لا نزال ملتزمين بالدبلوماسية». ورأى أنه «لا داعي للقلق» من وقف البرتوكول الإضافي، بعد الاتفاق الأخيرة مع الوكالة الدولية. وقال إن بلاده «ستعيد النظر في البيان المشترك الأخير» مع الوكالة الدولية.

مطالب برفع التخصيب إلى 60 في المائة
والاثنين، حذرت إيران، في مذكرة غير رسمية موجهة إلى الدول الأعضاء في الوكالة، من أن القرار قد يدفع إلى «وضع حد» للاتفاق المؤقت الذي تم إبرامه مع غروسي.
وفي الأثناء، طالبت صحيفة «وطن أمروز»، المحسوبة على المتشددين في التيار المحافظ، في عددها الصادر أمس، الحكومة الإيرانية باتخاذ «خيارات» أكثر من تخليها عن الاتفاق المؤقت، داعية إلى رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، واستئناف إنتاج معدن اليورانيوم، إذا أدانها مجلس حكام الوكالة الدولية.
وقالت الصحيفة: «إلى جانب تجاهل الاتفاق المؤقت مع الوكالة الدولية، يجب على إيران أن ترد على قرار الوكالة الدولية بخيارات أخرى، مثل التحرك نحو تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة التي أشار إليها المرشد في خطاباته الأخيرة، إضافة إلى أن إنتاج معدن اليورانيوم الذي أوقف مؤقتاً بأوامر الرئيس روحاني يجب استئنافه بقوة».
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن «وقف» إنتاج معدن اليورانيوم بأوامر من الرئيس حسن روحاني، دون أن يكشف توقيت ذلك، وما إذا كان تراجع إيران يقع ضمن تفاهمات جرت خلف الأبواب المغلقة بين طهران والوكالة.
وأثار إنتاج معدن اليورانيوم لأول مرة في البرنامج النووي الإيراني مخاوف دولية من تغيير مسار البرنامج الإيراني، نظراً لإمكانية استخدامه في تطوير أسلحة نووية. والأسبوع الماضي، قال مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، إنه بإمكان إيران زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة بسرعة نسبية. وفي وقت سابق، قال المرشد علي خامنئي إن طهران قد تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة إذا احتاجت البلاد ذلك.

تباين بين أطراف الاتفاق
وقالت مصادر دبلوماسية في العاصمة النمساوية إنه سيتم طرح مشروع القرار الأوروبي المدعوم من الولايات المتحدة للتصويت الجمعة المقبلة، غير أنه لا يحظى بالإجماع بين الأطراف الآخرين للاتفاق النووي، في ظل تحفظ روسي وصيني. لكن دبلوماسياً قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنها «مسألة مصداقية» بالنسبة لمجلس حكام الوكالة الذين لا يمكنهم الرضوخ لـ«ابتزاز الإيرانيين»، رغم أن ذلك يمكن أن يهدد فرص إنقاذ الاتفاق في المستقبل القريب، وأضاف أن «هذه المجازفة من الواجب اتخاذها».
ودعا المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أول من أمس، إلى «الحفاظ» على عمليات التفتيش التي تجريها هيئته في إيران، وعدم تحويلها إلى «ورقة مساومة» خلال المفاوضات. ووصف تعليق عمليات التفتيش بـ«الخسارة الهائلة».



كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

في الوقت الذي يُجمع السياسيون الإسرائيليون على الشكوك إزاء سياسة القادة الجدد لسوريا ما بعد بشار الأسد، ويُحذِّرون من سيطرة الفكر المتطرف ويساندون العمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتحطيم الجيش السوري، ويعدّونها «خطوة دفاعية ضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات والأخطار»، بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.

وقال د. شيلون، وهو مؤلف عدة كتب في السيرة الذاتية لقادة إسرائيليين ومُحاضر في جامعات أميركية وإسرائيلية، إن «سقوط سوريا، إلى جانب وقف النار المحفوظ تجاه (حزب الله) المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة -وإن كانت جزئية- لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في موقف تفوق استراتيجي. فإذا كان يبدو في بداية الحرب أن الحديث يدور تقريباً عن حرب الأيام الستة للعرب وأن إسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال والجنوب والشرق... يبدو الآن أن الجرة انقلبت رأساً على عقب. السؤال الآن هو: ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي؟

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» (أرشيفية - وفا)

وأضاف شيلون، في صحيفة «هآرتس»، الخميس: «لقد سبق لإسرائيل أن وقفت أمام تفوق مشابه، وفي حينه أيضاً لم يُستغَل كما ينبغي. في 2011 بدأ الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها جزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. (حزب الله) أخذ يغرق في حينه في الحرب الأهلية في سوريا لكن بدلاً من استغلال الوضع ومهاجمته فضَّلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا. الربيع العربي جلب أيضاً فرصاً سياسية. لكن بدلاً من الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه، اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما سمّاه (العصر الذهبي) لإسرائيل، واتهم معارضيه بأنهم (محللون). المسألة الفلسطينية دُحرت بالفعل في حينه إلى الزاوية إلى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث إنه باستثناء (اتفاقات إبراهام)، التي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترمب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها».

ومن هنا استنتج الكاتب أن على إسرائيل أن تستغل هذه المرة ضعف المحور الإيراني والتطلع إلى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل إنهاء الحرب، بالتوازي مع تغيير حكم «حماس»، المنهار على أي حال، إلى سلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، إلى جانب وجود دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه إلى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الآن بالتحديد، حين يكون واضحاً للفلسطينيين أيضاً أن «حماس» فشلت وأعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما أن الأمر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم. ويمكن التفكير أيضاً في مبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة، فمنذ الآن الإيرانيون والروس والأتراك والأميركيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجأ نحن بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ فإذا كان هذا يبدو شيئاً من الخيال، فإنه يمكنه أيضاً أن يكون مبادرة حتى أهم من زيارة السادات، وذلك لأنه إذا ما استجاب الجولاني للدعوة فإنها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة سوريا.