السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بمواصلة خطة «الضم»

رغم معارضة واشنطن للخطوات الأحادية

فلسطينيون يواجهون أمس القوات الإسرائيلية التي تستعد لهدم بيتهم في يطا جنوب الخليل (أ.ف.ب)
فلسطينيون يواجهون أمس القوات الإسرائيلية التي تستعد لهدم بيتهم في يطا جنوب الخليل (أ.ف.ب)
TT

السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بمواصلة خطة «الضم»

فلسطينيون يواجهون أمس القوات الإسرائيلية التي تستعد لهدم بيتهم في يطا جنوب الخليل (أ.ف.ب)
فلسطينيون يواجهون أمس القوات الإسرائيلية التي تستعد لهدم بيتهم في يطا جنوب الخليل (أ.ف.ب)

رفضت السلطة الفلسطينية كل أشكال وأساليب وإجراءات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مطالبة بمواقف أممية أوضح وأكثر حزماً.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن أشكال وأساليب وإجراءات الاستيطان تتعدد، والنتيجة واحدة، وهي الضم، مضيفة: «إن هذه الأساليب التي تمارسها دولة الاحتلال لتعميق وتوسيع سرقتها للأرض الفلسطينية كثابت مستمر في الفكر الصهيوني، تجذرت ميدانياً منذ أن تولى اليمين الحكم في إسرائيل، تارة من خلال الإعلان عن أجزاء من الأرض الفلسطينية كمحميات طبيعية أو توسيع المحميات القائمة، ومن ثم تخصيصها للبناء الاستيطاني، وتارة أخرى الإعلان عن أجزاء من الأرض الفلسطينية مناطق عسكرية وأمنية مغلقة وميادين للمناورات، يتم طرد المواطنين الفلسطينيين منها ويحظر عليهم الاقتراب من أرضهم، وغيرها من الأشكال الاستعمارية التوسعية التي تضمن سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية. كما هو الحال في مصادرة آلاف الدونمات لشق الطرق والشوارع الاستيطانية الضخمة، بالإضافة إلى تدمير أجزاء أخرى من الأرض الفلسطينية، والسيطرة على جميع المناطق المصنفة (ج)، وحرمان الفلسطينيين من التوسع العمراني والبناء فيها، بحجة أنها مناطق تخضع لقوة الاحتلال».
وأضافت الخارجية: «إن هذه الصورة القاتمة تعكس حقيقة حياة الفلسطيني اليومية وواقعه المؤلم، الذي يزداد سوداوية جراء الانتهاكات والجرائم المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، من إعدامات ميدانية وهدم للمنازل والمنشآت، وإخطارات أخرى بالهدم، وتصعيد اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومواشيهم ومراعيهم، كما يحدث في الأغوار وفي بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس.
وأدانت الوزارة بأقسى العبارات، الاستيطان بجميع أشكاله، بما فيها عمليات هدم وتخريب المنازل والمنشآت والممتلكات الفلسطينية، واعتبرتها حرباً حقيقية مفتوحة ضد الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة «ج» التي تشكل المساحة العظمى من الأرض الفلسطينية. وشددت على أن سياسة الاحتلال الإحلالية تهدف إلى ابتلاع أوسع مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية، وهي تتعمق وتتصاعد يوماً بعد يوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، في استخفاف إسرائيلي واضح بالمقولات والمواقف الدولية والقرارات الأممية التي لا تنفذ ولا تحترم.
وجاء بيان الخارجية في وقت أقرت فيه السلطات الإسرائيلية، تعديلات لمشروع قدمته بلدية الاحتلال بالقدس، قبل ثلاثة أسابيع، لبناء 930 وحدة استيطانية جديدة ضمن خطة شاملة لتوسعة مستوطنة «بسغات زئيف» المقامة على أراضي عدة قرى شمال شرقي القدس، منها بيت حنينا وحزما وعناتا، وباستثمارات تقارب 400 مليون شيكل.
وتأتي الخطة ضمن خطة أوسع لتعزيز مستوطنات «رمات شلومو» في شمال المدينة، و«جيلو» و«جفعات همتوس» في جنوب المدينة. وتضمنت الخطة التي يقودها رئيس البلدية المحسوب على اليمين موشيه ليون: «تطوير الفضاء العام، والحياة المجتمعية، والتعليم، والرياضة، والثقافة، والترفيه، إلى جانب تنفيذ حلول نقل متقدمة وإصلاح لتعزيز الأعمال المحلية». وأكد ليون في ملاحظاته على الخطة، الاثنين، أنه سيتم تمديد الخط الأحمر للسكك الحديدية الخفيفة، وسيربط الخط شمال «بسغات زئيف» بالمحطة المركزية في شارع يافا بالقدس الغربية.
والخطوة الإسرائيلية جاءت رغم مطالبات أميركية لإسرائيل، بالامتناع عن أي خطوات أحادية من شأنها أن ترفع التوتر وتصعب التوصل إلى حل الدولتين. وصرح الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، ند برايس، بأن واشنطن تعارض أي خطوة تبعد حل الدولتين. وأضاف: «إن موقفنا لم يتغير وهو ثابت، لقد شجعنا إسرائيل، على تجنب الخطوات الأحادية الجانب التي تؤدي إلى تفاقم التوترات وتجعل من الصعب الحفاظ على قابلية حل الدولتين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.