إنسان «نياندرتال» تمتع بقدرات سمعية شبيهة بتلك الموجودة لدى البشر

صورة لنموذج يمثل رجل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)
صورة لنموذج يمثل رجل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)
TT
20

إنسان «نياندرتال» تمتع بقدرات سمعية شبيهة بتلك الموجودة لدى البشر

صورة لنموذج يمثل رجل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)
صورة لنموذج يمثل رجل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

كان لدى إنسان «نياندرتال» البدائي نظام سمعي جيد شبيه بذاك الذي يتسم به الإنسان المعاصر، وفقاً لدراسة علمية رأت في ذلك دليلاً إضافياً على أنه، مثل ابن عمه الإنسان العاقل، كان يتمتع بقدرة تواصل فاعلة.
لطالما انقسم علماء المستحاثات البشرية حيال القدرات الإدراكية لإنسان «نياندرتال»؛ إذ دافع بعضهم عن فكرة أن سلالة البشر الحاليين؛ أي الإنسان العاقل، هي الوحيدة التي طورت قدرة على تصور الرموز والتعبير عنها من خلال استخدام الكلام.
وذكّر فريق علماء الإحاثة، بقيادة مرسيدس كوندي فالفيردي، المختصة في علم الصوتيات الحيوية في جامعة «ألكالا» الإسبانية، بأن علم الآثار يوثق مزيداً من «السلوكيات المعقدة لدى إنسان (نياندرتال)».
وبات معلوماً اليوم أن هذه السلالة البشرية التي يعود آخر أثر لها إلى نحو 40 ألف سنة، كانت تعرف؛ على غرار الإنسان العاقل، كيف تواري موتاها الثرى، وتتقن أيضاً طريقة صنع الأدوات المعقدة.
ويقول عالم المستحاثات البشرية الفرنسي، برونو موراي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «أسلافنا كانوا يتشاركون (مع سلالات بشرية أخرى مختلفة عنا بالمورفولوجيا (مثل نياندرتال)، القدرات عينها على الانخراط في أنشطة رمزية وتشاركها».
ومجرد إنتاج أدوات يستلزم وجود قدرات إدراكية «تترجم لغة يتم النطق بها بصورة مشابهة على الأقل أو قريبة جداً من تلك الموجودة لدينا»، وفق الباحث.
ولتحديد ما إذا كان إنسان «نياندرتال» قادراً على استخدام لغة، يتعين التأكد مما إذا كان قادراً على وضع رموز لتحديد مفاهيم معينة، وما إذا كان يملك القدرة الجسدية على إنتاج لغة وتصورها لإيصال هذه الرموز، وفق معدي الدراسة التي نشرتها مجلة «نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن».
ولهذه الغاية، أعاد الباحثون افتراضياً إنشاء القنوات السمعية الخارجية والوسطى لخمسة أفراد من فصيلة إنسان «نياندرتال» عاشوا في فترة تتراوح بين ما قبل 130 ألف سنة و45 ألفاً. واستخلص الباحثون قيماً تحدد مدى قدرتهم على فهم الأصوات، خصوصاً نطاق الترددات.
وتوضح الأستاذة الجامعية كوندي فالفيردي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه كلما كان النطاق أوسع «زادت القدرة على استخدام أصوات مختلفة وبات التواصل أكثر فاعلية».
وقارن الباحثون هذه المستويات بتلك المسجلة لدى مجموعتين من الأفراد من البشر المعاصرين ومن الأسلاف الأوائل لإنسان «نياندرتال» والذين عُثر على نماذج عدة منهم في شمال إسبانيا ويعود تاريخها إلى 430 ألف سنة.
وخلص الباحثون إلى أن إنسان «نياندرتال» كان يتشارك القدرات السمعية عينها مع الإنسان العاقل، خصوصاً في ما يرتبط بسماع أصوات بنطاق تردد أعلى مقارنة مع الأسلاف.
وترتبط هذه النطاقات المرتفعة بالقدرة على تكوين أحرف ساكنة، وهي خاصية مهمة في التواصل اللغوي تميّز البشر عن أساليب التواصل لدى قردة الشمبانزي وكل الثدييات تقريباً والتي تستند على الأحرف المصوتة.
وأشارت الدراسة إلى أن الأحرف الساكنة «تكتسب أهمية خاصة لتحديد معنى الكلمات».
وخلصت الدراسة إلى أن تطور القدرات السمعية لدى إنسان «نياندرتال» لفهم الأصوات يعني أنه كان يعرف كيفية إصدارها. وقد تبيّن للباحثين وجود «نظام تواصل صوتي بالتعقيد والفاعلية عينيهما كذلك الموجود لدى البشر».
وتقول كوندي فالفيردي إن إنسان «نياندرتال»؛ «كان قادراً على نقل معلومة شفوية بسرعة ومع نسبة خطأ ضعيفة». كما تبدي اعتقادها بأنه «فيما لو سمعنا اثنين من إنسان (نياندرتال) يتحادثان خلف ستار من دون رؤيتهما، فقد يخيل لنا أننا نسمع شخصين من بلد آخر لا نفهم لغتهما».
ويصف عالم الاستحاثات البشرية في «المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي» في باريس، أنطوان بالزو، عبر وكالة الصحافة الفرنسية، المقالة العلمية بأنها «مثيرة للاهتمام وتعتمد مقاربة حذرة». كما يثني على توصية الباحثين بضرورة «مقارنة هذه النتائج مع تلك العائدة لبشر من سلالة الإنسان العاقل القديم». ويشير إلى أن مفتاح فهم عالم «نياندرتال» يكمن في «أوجهه الثقافية التي تكتسب أهمية كبيرة».



حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
TT
20

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)

قامت «نقابة الموسيقيين» المصرية خلال الأيام القليلة الماضية بحملة موسعة ضد «تجاوزات» أغنيات المهرجانات بالحفلات والإصدارات الخاصة، خصوصاً بعد رصد ومتابعة عدد منها، وبدأت الحملة بمؤدي المهرجانات حمو بيكا، بعد تداول فيديو منسوب له عبر مواقع «سوشيالية»، وهو يغني كلمات اعتبرها البعض غير لائقة، بل وتسيء لإحدى مؤسسات الدولة.

ووفق بيان لـ«نقابة الموسيقيين»، فإن بيكا الذي يمارس نشاطه الفني كأحد حاملي تصريح شعبة «الأداء الصوتي»، تم إيقاف تصريحه وتحويله للشؤون القانونية للتحقيق العاجل، وذلك على خلفية ظهوره بإحدى الحفلات وغنائه كلمات لا تليق، كما شددت النقابة في بيانها على أنها لن تتهاون تجاه أي تجاوز أو إساءة، لا سيما فيما يتعلق بالثوابت المجتمعية أو مؤسسات الدولة.

ولم يتوقف الأمر عند بيكا، الذي دافع عن نفسه عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، عقب قرار إيقافه، متذرعاً بأن الأغنية موال قديم، وأنه لم يقصد الإساءة، وأوضح خلال منشوره أن «الكثير من المطربين يقومون بغناء هذه الأغنية في حفلاتهم»، واستشهد بفيديوهات لبعض منهم، من بينهم المطرب الشعبي رضا البحراوي.

بدورها أعلنت النقابة، في بيان رسمي، التحقيق مع المطرب الشعبي رضا البحراوي بعد الاطلاع على الفيديو المنسوب إليه أثناء غنائه الكلمات نفسها التي قدمها بيكا في إحدى حفلاته، حيث أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لـ«نقابة الموسيقيين»، بأن النقابة لن تتهاون مع أي تجاوز.

حمو بيكا (حسابه بموقع فيسبوك)
حمو بيكا (حسابه بموقع فيسبوك)

وأوضح عبد الله، في بيان، أن عدم إيقاف البحراوي عن العمل أسوة بإيقاف حمو بيكا، يعود لكون الإيقاف عقوبة في حد ذاته، ولا يجوز توقيع عقوبة من دون تحقيق، طبقاً لنص المادة 12 من اللائحة التنفيذية لقانون النقابات الفنية الثلاث، الذي ينص على أنه يحق لمجلس النقابة إيقاف عضوية المنتسب في أي وقت، بينما لم تنص على إحالته للتحقيق، لكن في حالة العضو العامل فالقانون يشترط إحالته للتحقيق أولاً.

وبجانب بيكا والبحراوي، أعلنت «نقابة الموسيقيين»، مؤخراً التحقيق مع مؤدي المهرجانات عصام صاصا، بعد انتقادات واسعة طالت بعض أعماله الأخيرة، ورصد تجاوزات في كلمات أغنياته، ومن بينها أغنية «محكمة ودخلنا على المفرمة»، التي طرحها صاصا عبر قناته الرسمية بموقع «يوتيوب»، وحققت أكثر من 12 مليون مشاهدة خلال أسبوعين.

من جانبه، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، تعليقاً على تجاوزات بعض مؤدي المهرجانات: «لا يمكن لأحد الدفاع عن الخطأ بأي شكل من الأشكال، ومن أخطأ فعليه تحمل نتيجة ذلك»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعميم بارتكاب إساءات أو تجاوزات على كل مطربي المهرجانات لا يجوز، خصوصاً أن ثقافة البعض منهم محدودة، ولا يعلمون جيداً خطورة ما يقدمون، وبرغم ذلك فإن الجهل بالشيء لا يمنع من العقوبة».

رضا البحراوي (حسابه بموقع فيسبوك)
رضا البحراوي (حسابه بموقع فيسبوك)

وتطرق الشناوي إلى وقائع قديمة، قائلاً: «إن محمد عبد الوهاب وأم كلثوم تعرضا لاتهامات من إحدى المؤسسات الدينية بسبب كلمات أغنياتهم؛ لذلك فإن الخطأ لا يقتصر على مؤدي المهرجانات أو المطربين الشعبيين فقط، لكن ربما يكون هناك غيرهم؛ لذلك فمن يتجاوز في أعماله يجب محاسبته ومعاقبته، من دون وصم فئة بعينها».

وبعيداً عن الغناء، تحفظت الأجهزة الأمنية بمصر على حمو بيكا قبل أشهر عدة؛ بتهمة «حيازة سلاح أبيض»، و«الهروب من تنفيذ أحكام قضائية»، إلا أنه خرج بعد قضاء العقوبة في فبراير (شباط) الماضي، بينما قضى عصام صاصا فترة حبسه 6 أشهر مع الشغل في واقعة قيادة سيارة تحت تأثير المخدرات.