البرلمان البلجيكي يوافق على قرار للاعتراف بفلسطين.. لكن بشروط

المعارضة رفضته لأنها تريد اعترافًا فوريًا

البرلمان البلجيكي يوافق على قرار للاعتراف بفلسطين.. لكن بشروط
TT

البرلمان البلجيكي يوافق على قرار للاعتراف بفلسطين.. لكن بشروط

البرلمان البلجيكي يوافق على قرار للاعتراف بفلسطين.. لكن بشروط

صوت البرلمان البلجيكي، مساء أول من أمس، لصالح قرار يسمح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك بعد جلسة نقاش استمرت 3 ساعات. وجاء في نص القرار بأنها «اللحظة المناسبة لهذا الأمر».
وصوت نواب الائتلاف الحكومي لصالح القرار، بينما عارضته أحزاب المعارضة، في حين امتنع حزب «فلامز بلانغ» اليميني المتشدد عن التصويت. وكان مشروع القرار، الذي جرى التصويت عليه، قد تقدمت به أحزاب الائتلاف الحكومي الحالي (الكتلة الفلامنية، والليبرالي الفرانكفوني والديمقراطي الفلاماني، والليبرالي الفلاماني)، وجاء بغرض تحقيق مسار سياسي هام يتضمن إجراء عملية تفاوضية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وجاء في نص القرار أن «الاعتراف بدولة فلسطينية لن يكون في غضون ساعات، لكنه سيكون مرتبطا بتقييم العملية التفاوضية، وبالتالي ستكون الدولة الفلسطينية جزءا من عملية السلام وليست مكافأة في نهاية الطريق». وأشار القرار إلى أن وجود سلطة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية يمثل أحد العناصر الأساسية، مع التأكيد على بقاء الاعتراف بحدود 1967، وأن أي تغيير في هذا الاتجاه لا بد أن يتم بموافقة الجانبين في عملية تشاورية.
وكانت المعارضة البلجيكية قد طالبت بأن يكون الاعتراف فوريا بالدولة الفلسطينية، وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي جرت الموافقة على هذا القرار بنصه الحالي في لجنة الشؤون الخارجية بعد مناقشات طويلة بين أحزاب الحكومة، وأحزاب المعارضة التي وجدت أن القرار لم يصل إلى الدرجة والمرحلة التي تريدها، أي الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، ولذلك وصفته بشكله الحالي بأنه «الأضعف بين القرارات المماثلة التي اتخذت حول هذه القضية داخل الاتحاد الأوروبي»، ومنها قرارات صدرت في برلمانات آيرلندا، وبريطانيا، وفرنسا، والدنمارك، وإسبانيا، فضلا عن السويد التي اعترفت رسميا بالدولة الفلسطينية.
وحول هذا الاعتراف المشروط علق البرلماني ديرك فان ديرمالين من الحزب الاشتراكي الفلاماني المعارض بقوله إن «هذا القرار يتضمن أمورا غير قابلة للتحقيق إلا بموافقة إسرائيل»، وأضاف بأن هناك دولا تشعر بالذنب التاريخي اتجاه اليهود، ولذلك فإنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية إلا بعد أن تحصل على الضوء الأخضر من إسرائيل. واستطرد ديرمالين موضحا: «طالما أن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي فلسطينية فإن الاعتراف لن يتحقق».
من جهته، قال وواتر ديفريند من حزب الخضر المعارض إن «الكتلة الفلامنية اختارت نصا للاعتراف بالدولة الفلسطينية ولكن بشروط، ولن تستطيع الحكومة أن تفعل في الأمر شيئا». ورد البرلماني بيتر ديروفر بالقول إن القرار مهم جدا، ويهدف إلى قطع الطريق على المتطرفين من الجانبين حتى لا يتلاعبوا بهذا الملف.



اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
TT

اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)

يعوّل الكثير من قادة الاتحاد الأوروبي على العلاقة الخاصة التي بدا أنها تترسخ يوماً بعد يوم، بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. لا، بل قد تعدّ علاقتها «الخاصة» أيضاً مع إيلون ماسك، حليف ترمب، الذي بدا أن الحكومة الإيطالية تجري محادثات مع شركته «سبيس إكس» بشأن صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار تتعلق بخدمة الإنترنت «ستارلينك»، مدخلاً لتخفيف التوتر الذي بلغ أقصاه في الأيام الأخيرة، بعد تبادله الاتهامات والانتقادات مع الكثير من القادة الأوروبيين.

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)

ترمب وميلوني

ترمب كان التقى ميلوني، قبل يوم من تصديق الكونغرس الأميركي على فوزه في الانتخابات، لإجراء محادثات غير رسمية. وهو ما عدَّه المراقبون تأكيداً للتوقعات واسعة النطاق، بأن الزعيمة الإيطالية اليمينية المتشددة ستكون جزءاً لا يتجزأ من علاقة الاتحاد الأوروبي بالبيت الأبيض بعد تولي ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني). ووصف ترمب ميلوني، بعد محادثاتهما، بأنها «امرأة رائعة اجتاحت أوروبا حقاً».

ورغم أن علاقتها بترمب، قد تطورت في الواقع على خلفية معتقداتهما الشعبوية اليمينية، لكن مما لا شك فيه أن علاقتها بالملياردير ماسك، الذي بات يلعب دوراً كبيراً بعد اندماجه بحركة «ماغا» (لنجعل أميركا عظيمة)، قد تمكنها من ترسيخ علاقتها مستقبلاً بالحركة التي بناها ترمب، وباتت تفيض خارج الولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

جسر دبلوماسي

وفي الواقع، لم يتمكن سوى عدد قليل من القادة الأوروبيين من كسب مثل هذا الود لدى ترمب، مثل ميلوني، حيث يتوقع أن تلعب دور «جسر دبلوماسي» بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية. وأضافت أن ميلوني، التي طوّرت ملفاً آيديولوجيا «غامضاً استراتيجياً»، فاجأت منتقديها بتطوير علاقات دافئة مع قادة أوروبيين أكثر وسطية، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. في المقابل، فإن هذا الغموض يضع ميلوني في وضع جيد لجلب «الترمبية» إلى أوروبا مع تحول القارة نحو اليمين على أي حال، كما زعم كاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز».

إيلون ماسك (رويترز)

ومع ذلك، تواجه ميلوني مهمة موازنة علاقاتها الأميركية، مع القضايا الاقتصادية التي تهم إيطاليا. فهي لا تستطيع تحمل إبعاد حلفاء الاتحاد الأوروبي من خلال الميل إلى اليمين كثيراً، على حساب مصالح البلاد. ويزعم منتقدوها، سواء في إيطاليا أو في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن صفقة «ستارلينك» المقترحة، ستجعل روما تعتمد بشكل مفرط على إيلون ماسك. وذكر موقع «بوليتيكو» أن أحد الأعضاء الألمان التقدميين في البرلمان الأوروبي، كتب قائلاً إن الصفقة المقترحة، «تسلم الحكومة الإيطالية والدفاع والاتصالات العسكرية إلى فاشي بدائي لا يمكن التنبؤ به». إن صداقة ميلوني الواضحة مع ماسك تتعارض بشكل متزايد مع الطريقة التي ينظر بها القادة الأوروبيون الآخرون إليه.

الرئيس إيمانويل ماكرون متحدثاً في إطار الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم بقصر الإليزيه الاثنين (رويترز)

تحذيرات واتهامات

في الأيام الأخيرة ومع تصاعد نفوذه بشكل كبير في السياسة الأميركية، وسعيه للتأثير على الخارج، عبر انتقاده عدداً من زعماء العالم من خلال منصته «إكس» ذات التأثير الكبير، اتهم القادة الألمان والفرنسيون والبريطانيون ماسك بالتدخل السياسي وحتى التدخل في الانتخابات.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، ما عدّه «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة؛ وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها ماسك لحكومته، مقترحاً سجن ستارمر، ومتسائلاً عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة «تحرير» حليفتها.

وحث بعض كبار الساسة من الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة حلفاء ترمب بشكل خاص على إعادة التفكير في علاقته بإيلون ماسك بعد تعليقاته هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».

وتساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمام السفراء الفرنسيين عمن كان ليتخيل قبل عقد من الزمان «أن مالك إحدى أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم سيدعم حركة رجعية دولية جديدة ويتدخل مباشرة في الانتخابات». لم يذكر ماكرون، الذي كانت تربطه في الماضي علاقة مع ماسك بالاسم، لكن كان واضحاً من هو المقصود.

ماكرون وترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند اجتماعهم في قصر الإليزيه مساء 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

ابتعد عن ديمقراطيتنا

وقوبلت تعليقات ماسك بغضب من الزعماء الألمان، حيث اتهمته برلين بمحاولة التأثير على الانتخابات المبكرة في البلاد الشهر المقبل في تعليقه على منصته، ومقال رأي كتبه يشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتشدد.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يظل «هادئاً» وسط انتقادات شخصية من ماسك، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، لكنه يجد أن «أكثر ما يثير القلق» أن ماسك خاض في السياسة الألمانية من خلال «دعم حزب مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي هو في أجزاء متطرف يميني، ويدعو إلى التقارب مع روسيا بوتن ويريد إضعاف العلاقات عبر الأطلسي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

وحذَّر روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار، ماسك من التدخل في سياسة البلاد، قائلاً له: «سيد ماسك، ابتعد عن ديمقراطيتنا».

بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، الاثنين، إن «هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأمور بين الديمقراطيات والحلفاء»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وقال إنه «يجد من المقلق أن يتورط رجل يتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة في الشؤون الداخلية لدول أخرى بشكل مباشر».