أحزاب يمنية تندد بـ«التراخي الدولي» إزاء الميليشيات

TT
20

أحزاب يمنية تندد بـ«التراخي الدولي» إزاء الميليشيات

نددت الأحزاب اليمنية الموالية للشرعية، أمس، بما وصفته بـ«التراخي الدولي» إزاء الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، داعية الحكومة، في بيان رسمي، إلى حسم المعارك في مأرب، وتزويد الجيش بكل متطلبات النصر لدحر الميليشيات.
ونددت الأحزاب المنضوية تحت تكتل «التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية» بما تقوم به ميليشيات الحوثي من هجوم إرهابي على محافظة مأرب المكتظة بالملايين من المدنيين، واستهداف الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية.
وقالت الأحزاب، في بيانها: «إن هذا التصعيد الحوثي الأرعن الذي يقف خلفه النظام الإيراني، في ظل الجهود الدولية الساعية إلى السلام، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الميليشيات ماضية في حربها على الشعب اليمني، وزعزعة الأمن والسلم في المنطقة، وأنها لا يمكن أن تجنح للسلام».
ودعا البيان إلى «الالتفاف حول الجيش في مأرب ومختلف الجبهات، والالتحاق بصفوفه لمواجهة العدوان الإيراني»، كما طالب الحكومة بـ«تقديم أوجه الدعم كافة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتوفير كل ما يسندهم في معركتهم الحاسمة ضد الحوثيين».
وفي حين عبرت الأحزاب اليمنية عن «استغرابها من الموقف المتراخي للمجتمع الدولي إزاء هذا التصعيد الحوثي، المتمثل في استهداف مدينة مأرب المكتظة بالسكان بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة، والاستهداف الإجرامي لمخيمات النازحين»، حذرت «مما سيترتب عليه من مخاطر إنسانية كارثية من جهة، ومن تهديد للاستقرار والسلم في المنطقة برمتها».
وتابع البيان قائلاً: «لقد تعاطت الحكومة الشرعية مع دعوات المجتمع الدولي، وآخرها الدعوات الأميركية، بإيجابية من أجل إنهاء الحرب وإحلال السلام وفق المرجعيات المحددة، وعلى أسس عادلة مستدامة، فيما رأت الميليشيات الحوثية قرار إزالتها من قوائم الإرهاب ضوءاً أخضر للتصعيد والقيام بمزيد من الهجمات التي تستهدف المدنيين، حيث فهمه الحوثيون على أنه مؤشر لممارسة إرهابهم دون ضغوط، وهو ما يضع الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة إزاء هذا التصعيد الهمجي المسكوت عنه».
ودعا تحالف الأحزاب اليمنية «الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية للقيام بدورها في وقف التصعيد العسكري والهجمات الإرهابية التي تستهدف اليمنيين وجوارهم، والضغط على الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران للرضوخ لقرارات الشرعية الدولية، وتحميلهم المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد الإجرامي».
وأضاف البيان أن «هذا الإمعان الهمجي في الهجوم على مأرب، مع استهداف الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، من قبل ميليشيات الحوثي التي تنفذ عملياتها الإرهابية بالاشتراك مع عناصر (حزب الله) اللبناني (…) إنما يأتي في إطار محاولات النظام الإيراني توسيع نطاق المعركة في المنطقة، وربطها بملفه النووي وحرسه الثوري، الذي يمثل تحدياً سافراً للجهود الدولية نحو إحلال السلام، ولقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الشأن باليمن، وآخرها القرار (2564) الذي أدان ذلك التصعيد العسكري وتلك الهجمات، وطالب بإيقافها دون شروط مسبقة».
وأكدت الأحزاب في بيانها «تأييدها لموقف الحكومة اليمنية المساند لموقف المملكة العربية السعودية، وبيان وزارة خارجيتها الرافض للضغوط الأميركية، وما تتعرض له بسبب مواقفها المناهضة للمشاريع الإيرانية التخريبية في المنطقة».
وأشارت إلى أنها «تثمن دور المملكة في قيادة تحالف دعم الشرعية الذي جاء بطلب من الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، وما تقدمه من دعم في المجالات كافة، من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن».
وجاء بيان الأحزاب اليمنية غداة رسالة بعث بها نواب البرلمان اليمني إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه ورئيس الحكومة، شددوا فيها على «تحريك جبهات القتال المتوقفة كافة، وتوفير العتاد والسلاح للجيش، لتفويت الفرصة على ميليشيات الحوثي لتجميع عناصرها وتوجيههم إلى جبهات مأرب والجوف».
وشدد البرلمانيون كذلك على أهمية توفير العتاد والسلاح والذخيرة لجبهات مأرب والجوف حتى يتمكن المقاتلون من التحول من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم، مشيرين إلى ضرورة سرعة دفع رواتب أفراد وضباط الجيش الوطني في مأرب والجوف المتأخرة، مع انتظام دفع هذه المرتبات مستقبلاً.
وفي معرض تحذيرهم من إمكانية نجاح الهجمات الحوثية باتجاه مدينة مأرب، قال النواب في رسالتهم إن «خذلان جبهات مأرب والجوف في هذه المرحلة الفارقة (...) سيشكل انتكاسة حقيقية للشرعية وكل الشعب اليمني، تتحمل نتائجها قيادات الشرعية».


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.