خرج قادة اليمين الإسرائيلي في حملة هجوم على المحكمة العليا في القدس الغربية، لأنها ألغت قرار لجنة الانتخابات المركزية، بشطب ترشيح المواطنة العربية، ابتسام مراعنة منوحين، نائبة في لائحة حزب العمل الانتخابية. واعتبروا القرار «رضوخاً للإرهاب». فيما قررت المحكمة بأغلبية 8 قضاة ضد واحد، أن «هناك تصريحات مزعجة للمرشحة مراعنة، ولكنها لا تصل إلى درجة منع خوضها الانتخابات، ليقرر الجمهور بشأنها».
وكانت الأغلبية اليمينية في لجنة الانتخابات المركزية، قد قررت بأكثرية 16 ضد 15 نائباً، شطب ترشيح مراعنة منوحين، وهي مواطنة عربية متزوجة من يهودي يساري، وانضمت حديثاً لحزب العمل وتم انتخابها في المرتبة السابعة من قائمة الحزب. ومنذ ترشيحها، يهاجمها نواب الليكود الحاكم وحلفاؤه من أحزاب اليمين المتطرف. وقد وقف معها النواب العرب وجميع نواب أحزاب الوسط واليسار. وحسب القانون الإسرائيلي، لا يعتبر قرار لجنة الانتخابات، نهائياً، إذ يجب أن تبت في قراراتها المحكمة العليا. وقد طالب حزب «عوتسما يهوديت» بقيادة إيتان بن غبير، الذي يسير على طريق حزب كهانا المحظور، بشطب مراعنة، بسبب منشور لها قبل 7 سنوات، قالت فيه إنها لم توقف سياراتها عندما أطلقت صفارة الحداد على ضحايا النازية، وكتبت بشكل تهكمي يومها أنها قادت سيارتها باستمتاع في شارع فارغ. فاعتبر الأمر استخفافاً بضحايا النازية. وقال «جاي بوسي»، محامي الدفاع عن حزب العمل ومراعنة، إنه «لا يوجد أي مبرر لشطب ترشيح مراعنة؛ خصوصاً أنها اعتذرت، وكتبت أن تصريحها هذا كان شططاً بائساً وغير موفق».
يذكر أن بن غبير، حاول أيضاً أن يصدر قراراً بشطب قائمتين عربيتين أخريين، هما «القائمة المشتركة» برئاسة أيمن عودة، والحركة الإسلامية، برئاسة منصور عباس، لكن حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، امتنع عن التصويت، فصوتت الغالبية ضد الشطب.
ويحاول اليمين الإسرائيلي استغلال هذا القرار لمواصلة معركته ضد سلطة القضاء وضد العرب، وهما أكثر جهتين يكرههما جمهور المتطرفين. وهو بذلك يحاول حصد الأصوات، في وقت يبدو فيه أنه يفشل في حسم المعركة الانتخابية لصالحه. فلم يبق سوى 3 أسابيع لموعد الانتخابات المقرر يوم الثلاثاء 23 مارس (آذار) الحالي، والاستطلاعات تبين أن اليمين سيفوز بغالبية الأصوات، لكنه لا يضمن تشكيل الحكومة. وحسب آخر الاستطلاعات، الذي نشر أمس (الاثنين)، تحصل أحزاب اليمين مجتمعة على أكثرية 78 من مجموع 120 مقعداً، موزعة على النحو التالي؛ الليكود بقيادة نتنياهو 28، «تيكفا حداشا» (أمل جديد)، برئاسة غدعون ساعر، 13 مقعداً، اتحاد أحزاب اليمين «يمينا» برئاسة نفتالي بنيت، 11 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان 7، «شاس» لليهود المتدنين الشرقيين 8، «يهدوت هتوراة» لليهود المتدينين الأشكناز 7، تحالف الصهيونية الدينية الكهاني 4 مقاعد. ولكن هناك عدة أحزاب يمين تعهدت للناخبين بإسقاط حكم نتنياهو، وهي حزب ساعر وحزب ليبرمان وحزب بنيت، ومجموع مقاعدها 31 مقعداً.
وحتى لو انضم حزب نفتالي بنيت، إلى معسكر نتنياهو، فإن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة، لأن رصيد المعسكر سيكون 59 نائباً.
بيد أنه في المقابل، لا يستطيع معسكر مناهضي نتنياهو، أيضاً، تشكيل حكومة. فهو يضم أحزاباً ترفض التحالف مع القائمة المشتركة للأحزاب العربية، مثل حزبي ساعر وليبرمان. وعليه، فإذا خرجت انتخابات الكنيست بنفس نتيجة هذا الاستطلاع، فإنها ستقود إلى تعثر جديد يفضي إلى انتخابات أخرى، ستكون الخامسة في غضون سنتين.
المحكمة الإسرائيلية تلغي قرار شطب مرشحة عربية
المحكمة الإسرائيلية تلغي قرار شطب مرشحة عربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة