«أرامكو» تبيع خام العربي الخفيف لآسيا بأعلى تخفيض منذ 1989

بمقدار 0.90 دولار لشهر مارس

«أرامكو» تبيع خام العربي الخفيف لآسيا بأعلى تخفيض منذ 1989
TT

«أرامكو» تبيع خام العربي الخفيف لآسيا بأعلى تخفيض منذ 1989

«أرامكو» تبيع خام العربي الخفيف لآسيا بأعلى تخفيض منذ 1989

بالنسبة لزبائن أرامكو السعودية الذين سيحملون نفطها من ميناء رأس تنورة في شهر مارس (آذار) المقبل، فإنهم سينعمون بتخفيضات كبيرة، وخاصة أولئك الذين يرغبون في شراء خام العربي الخفيف؛ إذ إنهم سيحصلون عليه بتخفيض هو الأعلى منذ عام 1989. أما باقي زبائن الشركة في أميركا والشرق الأوسط وأوروبا فلن يحصلوا على أي تخفيضات خلال الشهر.
وأعلنت أرامكو في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس قائمة الأسعار لشهر مارس التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، والتي أوضحت فيها الشركة أنها زادت التخفيض على سعر خامها العربي الخفيف للمشترين الآسيويين في مارس بمقدار 0.90 دولار مقارنة مع فبراير (شباط)، ليكون أقل بواقع 2.30 دولار للبرميل عن متوسط خامي عمان ودبي.
ولم يكن هذا التخفيض مفاجئا للسوق الآسيوية؛ إذ إن التجار هناك قد توقعوا في أكثر من استبيان خلال الأسبوع الماضي أن يزداد حجم التخفيض بين 0.80 دولار و1.5 دولار عن الذي قدمته الشركة في فبراير نظرا لحالة الضعف الشديدة التي يمر بها نفط دبي.
وأوضح تجار آخرون ومحللون أن التخفيضات أيضا كانت متوقعة نظرا لأن السعودية تسعى للحفاظ على حصتها في آسيا وبخاصة في الصين، حيث تراجعت حصتها السوقية في عام 2014 لصالح نفوط أخرى مثل النفط الروسي أو النفوط القادمة من أميركا اللاتينية، أو حتى من بعض دول أوبك مثل العراق وإيران. وفي الربع الرابع من العام الماضي زادت الصين وارداتها من نفط روسيا بنحو مليون طن فيما تراجعت وارداتها من النفط السعودي بنحو 35 ألف طن خلال الفترة نفسها.
ويشهد سعر نفط دبي الذي تسعر‏ على أساسه السعودية والكويت والعراق وإيران نفطها إلى آسيا حالة من الضعف بسبب تراجع الطلب، وهو ما أدى إلى زيادة حالة التأجيل (الكونتانقو) لدبي مما يعني أن أسعاره الحالية أقل من أسعاره المستقبلية. وقدرت شركة بلاتس لتسعير النفط أن يكون الكونتانقو في فبراير عند 1.21 دولار للبرميل مقارنة بشهر يناير (كانون الثاني).
ومن الأمور التي يتوقع لها المحللون أن تكون سببا في التخفيض لآسيا تراجع الفرق في السعر بين خام دبي وخام برنت؛ إذ يصل الفرق الآن لصالح برنت إلى 3 دولارات تقريبا بحسب المعلومات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط». هذا الفرق يعني أن النفوط المسعرة على أساس برنت والمتجهة إلى آسيا ستزداد تنافسيتها مع النفوط المسعرة على أساس دبي مع تقارب السعر بين الخامين. وفي يناير الماضي كان الفرق قد اتسع ليقترب من 5 دولارات للبرميل قبل أن يهبط إلى مستواه الحالي.
ومن وجهة نظر المحلل الكويتي عصام المرزوق وهو تنفيذي سابق في مؤسسة البترول الكويتية لقطاع أوروبا، فإن التخفيض الذي قدمته السعودية لآسيا يعكس حالة السوق الحالية التي يغلب عليها وفرة المعروض بشكل كبير.
ويقول المرزوق لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أتصور أن السعودية كانت تتوقع أن الأسواق سوف تستقر مع الوقت بسبب استقرار إنتاج أوبك وانخفاض الإنتاج من مناطق الإنتاج الأخرى، لكن هذا لم يحدث إذ إن العرض لا يزال يزداد أسرع من الطلب، وهذا الوضع أدى إلى زيادة في الكونتانقو على النفوط المستقبلية».
ويضيف المرزوق أن موسم الصيانة في المصافي الآسيوية قد اقترب مع دخول مارس وقد يكون هذا سببا في أن تحاول السعودية ضمان حصتها في السوق هناك، إذ إن الطلب سيزيد كثيرا عن العرض مع توقف المصافي عن شراء النفوط.
وتقول شركة «جي بي سي للاستشارات» في مذكرة أمس اطلعت عليها «الشرق الأوسط» إن أرامكو اعتادت في السنوات الأخيرة أن تخفض أسعار نفطها بين فبراير ومارس؛ نظرا للانخفاض الموسمي على الطلب في آسيا.
وشرحت «جي بي سي» كذلك سبب رفع أرامكو أسعار بيعها إلى الولايات المتحدة، قائلة إن السوق هناك بدأ بتفضيل النفط السعودي على النفوط الأخرى المتنافسة.
ورفعت أرامكو سعر البيع الرسمي لشحنات الخام العربي الخفيف لشمال غربي أوروبا بواقع 70 سنتا في مارس مقارنة مع الشهر السابق وهو ما يقل 3.95 دولار للبرميل عن سعر المتوسط المرجح لبرنت.
أما بالنسبة للزبائن في الولايات المتحدة فإنها حددت سعر شحنات الخام الخفيف للولايات المتحدة عند 0.45 دولار للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخامات عالية الكبريت في مارس بزيادة 15 سنتا مقارنة مع الشهر السابق.



نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)
يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)
TT

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)
يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

مع تنامي حركة السفر والسياحة، ورغم التحديات التي تواجه انطلاق الأعمال والمشروعات المحلية والإقليمية والدولية، فإن شركة «في إف إس غلوبال» كشفت عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام. وتستعد الشركة أيضاً لمساعدة الحكومات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن عملية تقديم طلبات التأشيرة.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «في إف إس غلوبال»، زوبين كاركاريا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أدرنا إجراءات التأشيرة لبرنامج رواد السياحة (Trailblazers) التابع لوزارة السياحة السعودية، الذي يهدف إلى إرسال 100 ألف طالب إلى أوروبا؛ للتدريب في مجالات السياحة والسفر».

وأضاف كاركاريا: «تهدف استراتيجيتنا إلى توفير قيمة طويلة الأمد للأطراف المعنية جميعاً، بما في ذلك الحكومة السعودية والمواطنون السعوديون، مما يسهم في تحقيق رؤية المملكة نحو خلق اقتصاد متنوع ومستدام، من خلال تطبيق بعض حلولنا الحديثة لأعمالنا في المملكة».

وأضاف كاركاريا: «تعدّ السعودية سوقاً رئيسيةً لأعمال (في إف إس غلوبال)، لذا قمنا بتوسيع حضورنا وعروضنا في المملكة على مر السنين من خلال شراكات استراتيجية؛ لتسهيل تقديم خدمات التأشيرة للمسافرين؛ مثل اتفاقيتنا الأخيرة مع غرف التجارة وصندوق الاستثمارات العامة وأرامكو».

وتابع كاركاريا: «تلتزم (في إف إس غلوبال) بشكل صارم باتفاقات مستوى الخدمة مع عملائها من الحكومات، حيث تدير المهام غير القضائية، والإدارية المتعلقة بطلبات التأشيرة وجوازات السفر والخدمات القنصلية».

وأضاف: «مع تنامي السفر الدولي في بعض الأسواق الناشئة الكبيرة، برزت الحاجة إلى خدمات متخصصة تلبي احتياجات الحكومات ومقدمي طلبات التأشيرة حول العالم. هذا الأمر دفعنا لابتكار نهج يحقق فائدة مشتركة للطرفين، حيث نتولى بموجبه الإجراءات الإدارية كافة، اللازمة لتقديم التأشيرات».

ووفقاً لكاركاريا، فإن «في إف إس غلوبال» تتمتع بشراكة طويلة الأمد مع العملاء من الحكومات في منطقة الاتحاد الأوروبي، وتعمل بشكل وثيق معهم في البلدان التي نعمل فيها لتقديم خدمات طلبات التأشيرة. ولفت إلى الزيادة المستمرة في الطلب على السفر الدولي، والحصول على التأشيرات بشكل تصاعدي.

المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «في إف إس غلوبال» زوبين كاركاريا (الشرق الأوسط)

تجاوز التحديات

وقال كاركاريا: «كان التحدي الأوَّلي خلال أعوام جائحة (كوفيد - 19)، التي أثرت بشكل مباشر على قطاعات السفر والقطاعات المرتبطة به، هو التعامل مع بيئة الأعمال المتقلبة. لقد أدركنا في وقت مبكر جداً خطورة الأزمة، وأيضاً الفرصة لتحويل عملياتنا وتطوير مؤسستنا لمواجهة المستقبل».

وأضاف: «على سبيل المثال، بحلول أبريل (نيسان) 2020، تم إغلاق 3196 مركزاً لتقديم طلبات التأشيرة بشكل مؤقت من أصل شبكتنا العالمية البالغ عددها 3384 مركزاً؛ استجابةً للأزمة العالمية».

واستدرك قائلاً: «لكن في غضون 7 أشهر فقط، استأنفنا العمليات في 1600 مركز لتقديم طلبات التأشيرة، وهو ما يمثل أكثر من نصف شبكتنا العالمية، مما مكّننا من تقديم خدماتنا لأكثر من 50 عميلاً من الحكومات عبر 129 دولة. وقد تم ذلك مع تطبيق تدابير وإجراءات الصحة والسلامة الجديدة لضمان سلامة الموظفين والمتقدمين للحصول على التأشيرة».

وأضاف: «على الرغم من أن موجة التعافي في سوق السفر عالمياً بدأت في عام 2021، فإن الظروف ظلت شديدة التقلب حتى نهاية عام 2022. ومع ذلك، فإن التدابير التحويلية التي اتخذناها في عام 2020 ساعدتنا بشكل كبير على إدارة هذا التقلب العالي، مما وضعنا في مكانة قوية جداً لتحقيق التعافي القوي الذي شهدناه منذ عام 2023».

دعم أعمال الحكومات

وقال كاركاريا: «على مدى السنوات الـ23 الماضية، لعبنا دوراً حاسماً في تمكين الحكومات المتعاملة معنا من إدارة النمو المتسارع في طلبات التأشير بطريقة فعالة من حيث التكلفة، وآمنة للغاية».

وتابع: «قمنا أيضاً بتطوير حلول مبتكرة موجهة نحو الحكومات المتعاملة معنا، مثل (LIDProTM)، التي تتيح لهم معالجة طلبات التأشيرة من مواقع متعددة عبر مركز مركزي إلكتروني». وأشار إلى أن «في إف إس غلوبال» تمثل الشريك المعتمد لـ67 عميلاً من الحكومات، في ظل انتشار الشركة في 151 دولة.

تطوير خدمات التأشيرة بالسعودية

وقال كاركاريا: «ندعم السفر إلى المملكة من خلال تقديم خدمات التأشيرات السعودية منذ عام 2023. ومن خلال شراكتنا مع الشركة السعودية لحلول التأشيرات والسفر، نقوم بتشغيل وإدارة مراكز خدمة التأشيرات السعودية في 45 دولة حول العالم».

ووفقاً لكاركاريا، فإن «في إف إس غلوبال» تتمتع بشراكة قوية مع الحكومة السعودية؛ حيث تعمل بشكل وثيق مع السلطات لضمان الامتثال لجميع القوانين والمبادئ والإرشادات التوجيهية المحلية. وعبّر عن تطلعه لتوسيع شبكة العمليات في جميع أنحاء المملكة من خلال إنشاء مواقع عمل دائمة ومؤقتة.

وأضاف: «نحن ملتزمون بدعم خطط المملكة الطموحة في تطوير ونمو السياحة، من خلال توسيع خدمة التأشيرة السعودية بالشراكة مع شركة التأشيرة السعودية وحلول السفر. كما أننا بصدد تعيين مديري علاقات للجهات الحكومية والخاصة الرئيسية».

وقال كاركاريا إن «السعودية أطلقت أخيراً التأشيرة التعليمية بهدف الارتقاء بقطاع التعليم، من خلال دعم المؤسسات التعليمية الدولية لإنشاء فروع على الأراضي السعودية وجذب الطلاب الدوليين للدراسة والإقامة في المملكة».

وأضاف أن «في إف إس غلوبال»، ضمن قطاعها التعليمي، «ستساعد المؤسسات الدولية على إنشاء فروع لها في المملكة. كما نساعد الطلاب السعوديين المحتملين على متابعة مسيرتهم المهنية في مختلف الجامعات الدولية، من خلال خدمات الإرشاد المهني والتوظيف».

وبحسب كاركاريا، أنشأت شركة «في إف إس غلوبال» عمليات مركز تقديم طلبات التأشيرة الخاص بها في السعودية في عام 2005؛ حيث قدمت خدمات التأشيرة وجوازات السفر نيابة عن 31 حكومة من خلال شبكة تضم 95 مركز تقديم طلبات التأشيرة.

وتنتشر شركة «في إف إس غلوبال»، في 14 موقعاً، بما في ذلك الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، وحائل، والجبيل، ومكة، وجازان، والقصيم، والخرج، وتبوك، والمدينة المنورة، ونجران، والجوف.

مواكبة التكنولوجيا

قسم من الموظفات في مركز تأشيرات الرياض يُظهر تمكين عمل المرأة بوصفه هدفاً استراتيجياً (الشرق الأوسط)

وقال كاركاريا: «نحن نرى إمكانات هائلة في الذكاء الاصطناعي لتسريع وتحسين إجراءات تقديم طلبات التأشيرة، وتعكس شراكتنا مع (معهد الذكاء الاصطناعي المسؤول) التزامنا القوي بتوظيف هذه التكنولوجيا بشكل موثوق وأخلاقي، مع تطبيق أعلى معايير الأمان».

وأضاف: «الأمر الأهم هو أننا ملتزمون باستخدام الذكاء الاصطناعي وفقاً للوائح والإجراءات التي تطبقها الحكومات في البلدان التي نعمل معها. ونحن على استعداد لمساعدة عملائنا من الحكومات على دمج الذكاء الاصطناعي في عملية تقديم طلبات التأشيرة».