قبل شهور من الانتخابات الرئاسية، أفادت مصادر في التيار الإصلاحي بأن الرئيس الأسبق محمد خاتمي وجه رسالة إلى المسؤول الأول في البلاد، «المرشد» علي خامنئي، تتضمن مقترحات وحلولاً للسنوات العشر المقبلة في إيران.
ويخاطب خاتمي خامنئي، في رسالة من 37 صفحة، حول الظروف التي تواجه البلاد، معلناً في الوقت نفسه أنه «لم يكن مطلقاً ضد الثورة أو نظام الحكم». وطعن مدير مكتب الرئيس الإصلاحي، وشقيقه علي خاتمي الذي نقل الرسالة إلى مكتب خامنئي، في صحة المعلومات المتداولة من الرسالة، وقال إنها «تكهنات إعلامية»، لكن عضو اللجنة المركزية في حزب «اعتماد» الإصلاحي محمد جواد حق شناس أكد صحة الرسالة، لافتاً إلى أنها تتضمن «حلولاً ومقترحات وهواجس» خاتمي إزاء العقد المقبل في إيران. وعد حق شناس أن «الارتباط المتواصل المبرمج دون انقطاع مع المرشد من متطلبات المجتمع والتيار الإصلاحي»، داعياً إلى إقامة جلسات تشاورية تجمع الإصلاحيين بخامنئي، وعدها نقصاً لحزبه، وقال: «لو لم نتمكن من الحضور، على الأقل يجب نقل وجهات النظر خطياً إلى المرشد»، مضيفاً أن ذلك «يحظى بأهمية بالغة».
وكان خاتمي رئيساً لإيران لولايتين امتدتا ثمانية سنوات من أغسطس (آب) 2017 حتى أغسطس 2005، قبل أن تفرض عليه السلطات قيوداً منذ فبراير (شباط) 2011، منعت بموجبها صورته واسمه من وسائل الإعلام، على خلفية إجراءات اتخذت ضد الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بعد رفضهما الاعتراف بفوز محمود أحمدي نجاد، في انتخابات الرئاسة 2009، الأمر الذي أطلق شرارة أكبر احتجاجات بعد ثورة 1979، باسم «الحركة الخضراء».
ولم يجمع أي لقاء بين خامنئي وخاتمي منذ عشر سنوات مضت، على خلفية تلك القيود. وفي وقت سابق من هذا الشهر، مرت الذكرى العاشرة على فرض الإقامة الجبرية ضد موسوي وكروبي، بالتزامن مع تخفيف مزيد من القيود عنها. وحصل موسوي في الآونة الأخيرة على حق استخدام الهاتف، وأجرى اتصالات بأسر عدد من ضحايا الاحتجاجات، كما واصل كروبي جلساته مع مقربيه. ومع ذلك، رفضت الداخلية الإيرانية طلباً لحزبه لإبقائه في منصب الأمين العام. وهذه من المرات النادرة التي يوجه فيها خاتمي رسالة إلى خامنئي، قياساً بالرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي وجه رسائل كثيرة إلى خامنئي الذي يرفض استقباله منذ 4 سنوات.
وأثار تسريب رسالة خاتمي تكهنات حول إمكانية ترشحه للانتخابات، رغم أن مقربين منه نفوا الشهر الماضي أي نوايا لخاتمي في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويقلب التيار الإصلاحي هذه الأيام أوراق المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، في ظل التكهنات التي ربطت عدداً كبيراً من المسؤولين الحاليين، مثل وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالانتخابات الرئاسية، رغم نفي الأخير ترشحه.
وتجاهلت أغلب الصحف الإصلاحية الصادرة أمس ما نسب إلى خاتمي، وما تسرب من رسالته. وذلك في وقت وجهت فيه صحيفتان مقربتان من «المرشد الإيراني» انتقادات حادة إلى خاتمي. وكررت صحيفة «كيهان» انتقاداتها الحادة ضد كبير الإصلاحيين. وكتب رئيس تحريرها، حسين شريعتمداري، في مقال افتتاحي تحت عنوان «ليس أمام خاتمي إلا طريق واحد للعفو»، واصفاً سلوك الرئيس الأسبق بـ«المخادع».
ونقلت الصحيفة من مصادر مقربة من الإصلاحيين عن خاتمي قوله «هواجس إزاء الثورة» وأنه «لم يكن إطلاقاً ضد الثورة والمرشد ونظام الحكم». وقال شريعتمداري في مقاله: «إذا كان خاتمي ينوي حقاً التعبير عن ندمه والاعتذار، عليه أن يعلن هذا الأمر صراحة»، وأن «يشهر التوبة بطلب العفو من النظام والناس». وكتب أن خاتمي «يدين بالاعتذار الرسمي للنظام والناس بسبب الخيانات التي ارتكبها في فتنة 2009». وأضاف المقال: «توبة من هذا النوع، والتعهد بالإصلاح والتعويض، من شروط طلب الإصلاحات».
أما صحيفة «فرهيختكان»، المنبر الإعلامي لجامعة أزاد الإسلامية (الحرة) المحسوبة بعد رحيل علي أكبر هاشمي رفسنجاني على علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي للشؤون الدولية، فقد نشرت صورة خاتمي وسط صفحتها الأولى، واقتبست عنوان رواية «الجريمة والعقاب» للروائي الروسي فيودور دوستويفسكي.
ورأت الصحيفة فيما نسب إلى خاتمي بشأن موقفه من الثورة والمرشد ونظام الحكم، على بعد 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية، أمراً «ذا مغزى». ورغم أن الصحيفة استبعدت نشر محتوى الرسالة وكشف مضمونها الموثق من أحد المطلعين، فإنها أشارت إلى إمكانية الاستناد إلى ما تسرب من الرسالة، وتوقيت تسريبها لوسائل الإعلام، وافترضت موازنة بين رسائل مشابهة من أشخاص بارزين، للمضي قدماً في التكهن حول أهداف الرسالة.
وأشارت الصحيفة إلى انهيار القاعدة الشعبية للإصلاحيين بسبب أداء الرئيس الحالي حسن روحاني، وسردت نتائج استطلاع رأي تظهر تقدم رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، فضلاً عن تأخر خاتمي مقابل رجال دين تتداول أسماؤهم للانتخابات، مثل وزير الداخلية الأسبق على أكبر ناطق نوري. وألقت باللوم على خاتمي في أحداث انتخابات 2009.
وفي مقال آخر، قالت الصحيفة إن خاتمي أصبح نشطاً للانتخابات المقبلة، على خلاصة تصور بعض المحافظين. وقال الناشط الإصلاحي مصطفى تاجزاده، عبر «تويتر»، إن «رسالة خاتمي لم يقرأها أحد. لكن بشكل إجمالي، أعلم أنها تتضمن تحليل مفصل عن الظروف وطرق التغلب على المشكلات والخروج من الأزمة»، وأضاف: «لا أعلم إذا كان القائد يرى نفسه غني عن المقترحات المفيدة أو يفكر في شأن الرسالة، ولا ينسى أن الأوان قد يفوت قريباً».
وكتب الصحافي فريدون مدرسي، عبر «تويتر»، أن رسالة خاتمي «تظهر المواجهة بين الإصلاحيين المعتدلين والراديكاليين»، وأضاف: «المتطرفون يدركون مرة أخرى أن خاتمي ليس معهم، وأن الطريق الذي يسلكونه عبثي مدمر، وتمرد سينتهي بالإصلاحات إلى الموت».
7:57 دقيقة
خاتمي يوجه رسالة لخامنئي تتضمن «مقترحات وحلولاً» للعقد المقبل
https://aawsat.com/home/article/2833651/%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D8%AA%D8%AA%D8%B6%D9%85%D9%86-%C2%AB%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8B%C2%BB-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A8%D9%84
خاتمي يوجه رسالة لخامنئي تتضمن «مقترحات وحلولاً» للعقد المقبل
خاتمي يوجه رسالة لخامنئي تتضمن «مقترحات وحلولاً» للعقد المقبل
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة