«حماس»: سنجبر إسرائيل على عدم التدخل في الانتخابات

تجمع في خان يونس مساء الجمعة في ذكرى سنة على مقتل محمد الناعم برصاص القوات الإسرائيلية التي زعمت أنه كان يزرع متفجرة على الحدود بين غزة وإسرائيل (د.ب.أ)
تجمع في خان يونس مساء الجمعة في ذكرى سنة على مقتل محمد الناعم برصاص القوات الإسرائيلية التي زعمت أنه كان يزرع متفجرة على الحدود بين غزة وإسرائيل (د.ب.أ)
TT

«حماس»: سنجبر إسرائيل على عدم التدخل في الانتخابات

تجمع في خان يونس مساء الجمعة في ذكرى سنة على مقتل محمد الناعم برصاص القوات الإسرائيلية التي زعمت أنه كان يزرع متفجرة على الحدود بين غزة وإسرائيل (د.ب.أ)
تجمع في خان يونس مساء الجمعة في ذكرى سنة على مقتل محمد الناعم برصاص القوات الإسرائيلية التي زعمت أنه كان يزرع متفجرة على الحدود بين غزة وإسرائيل (د.ب.أ)

قالت حركة «حماس» إنها تملك من الأدوات ما سيمنع إسرائيل من التدخل في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة في مايو (أيار) المقبل. وجاء في تصريحات لطاهر النونو، مستشار رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، بثتها قناة «الأقصى» التابعة للحركة، إن «حماس قادرة على إجبار الاحتلال الإسرائيلي على عدم التدخل في الانتخابات الفلسطينية»، مضيفاً أن «لدى الحركة من البدائل والوسائل ما يمكنها من ذلك، والاحتلال أكثر من يعرف هذا الأمر».
واعتبر النونو أن إسرائيل «قلقة من الانتخابات المرتقبة» بسبب أن «فوز حماس سيعزز من ثقتها بنفسها». وتابع: «نعلم يقيناً أن الاحتلال يسعى لتفصيل الانتخابات ونتائجها على مقاسه، وهو ما لا يمكن أن يظفر به». ولم يحدد النونو ما هي الأدوات التي ستستخدمها الحركة لمنع إسرائيل من التدخل في الانتخابات، كما لم يشرح ما هي طرق تدخل إسرائيل في الانتخابات. لكن الحركة كانت اتهمت إسرائيل بالتدخل عبر اعتقالات تقوم بها في الضفة الغربية لقيادات وناشطين من «حماس»، إضافة إلى أن هاجس منع إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس أو السماح للمقدسيين بالمشاركة، يعد تدخلاً آخر من وجهة نظر الفلسطينيين.
ولا يعرف كيف يمكن لـ«حماس» وقف الاعتقالات أو إجبار إسرائيل على إجراء الانتخابات في القدس في نهاية المطاف. وفي مرات سابقة في قضايا متعلقة بغزة كانت الحركة تستخدم التصعيد الميداني جزءاً من الضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالبها.
وتستعد الفصائل الفلسطينية ومستقلون لخوض غمار المنافسة في الانتخابات التشريعية التي تجرى للمرة الأولى هذا العام منذ 16 عاماً وسط مخاوف قائمة من إلغائها في آخر لحظة.
ويخشى الفلسطينيون أن تؤدي خلافات متزايدة بين حركتي «فتح» و«حماس» بعد خلافهما حول آبار غاز غزة والمعتقلين السياسيين، إلى تقويض هذه الانتخابات. لكن الحركتين أكدتا مجدداً أمس أنه لا يمكن وقف قطار الانتخابات تحت أي ظرف.
وشددت حركة «فتح»، أمس، على أنها مصرّة على تجاوز كل العقبات التي يمكن أن تواجه العملية الانتخابية، معتبرة الانتخابات «ممراً إلزامياً، وخطوة استراتيجية لإنهاء الانقسام والوصول للحرية والاستقلال».
وقال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم «فتح»، أسامة القواسمي، إن «الانتخابات القادمة لها أثر داخلي على صعيد المؤسسات الفلسطينية والتشريعات والرقابة، ولها أبعادها السياسية على صعيد إنجاز الوحدة بين شطري الوطن وإنهاء الانقسام، وبسط سلطة القانون الواحد والمؤسسة الواحدة، ولها دلالات سياسية هامة على الصعيدين الإقليمي والدولي». أما طاهر النونو، مستشار رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، فأكد أيضاً أن «لا قرار لدى حماس بالعودة إلى الوراء»، وأنها «ستكون جزءاً من العملية الديمقراطية التي من شأنها إعادة ترتيب النظام السياسي الفلسطيني». وذكر النونو أن «حماس» ستحدد شكل مشاركتها في العملية الانتخابية «ليس وَفق مصالحها الحزبية، بل بناءً على مصلحة فلسطين ككل؛ لأجل إنجاز التوافق الوطني على قاعدة الثوابت الوطنية». وتابع: «نحن الآن في حالة حوارات مع الفصائل الفلسطينية حول شكل المشاركة بين منفردة أو تشاركية أو توافقية، وهذا تحكمه الحوارات والمصلحة التي تقدّرها الحركة». وعد أن البُعد القانوني في العملية الانتخابية مهم وأساسي، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل محكمة الانتخابات من قضاة مستقلين، وأنها ستكون الوحيدة المسؤولة عن قضايا الانتخابات بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وشدد المستشار الإعلامي لإسماعيل هنية على أن «حماس» لا تدخر جهداً في تذليل العقبات أمام تحقيق الوحدة الفلسطينية. وقال إن الحركة جزء من المسار الوطني والعملية الديمقراطية التي من شأنها إعادة بناء النظام الوطني الفلسطيني.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.