«النواب» الليبي يحدّد موعد جلسة منح الثقة للحكومة

لجنة برلمانية تعترض على تمسك دبيبة بالاتفاقات مع تركيا

المنفي ونائباه الكوني واللافي أثناء وصولهم إلى سبها (وكالة الأنباء الليبية)
المنفي ونائباه الكوني واللافي أثناء وصولهم إلى سبها (وكالة الأنباء الليبية)
TT

«النواب» الليبي يحدّد موعد جلسة منح الثقة للحكومة

المنفي ونائباه الكوني واللافي أثناء وصولهم إلى سبها (وكالة الأنباء الليبية)
المنفي ونائباه الكوني واللافي أثناء وصولهم إلى سبها (وكالة الأنباء الليبية)

طرأ أمس تغير ملموس ولافت للانتباه في موقف لجنة بمجلس النواب الليبي، بشأن التعاطي مع الحكومة الجديدة المرتقبة، التي يترأسها عبد الحميد دبيبة، الذي جاء استباقاً لجلسة دعا إلى عقدها المستشار عقيلة صالح، رئيس المجلس، في الثامن من الشهر المقبل بمدينة سرت لمناقشة منح الثقة للحكومة.
وربط صالح دعوته «في حال أكدت اللجنة العسكرية المشتركة، التي تضم ممثلي (الجيش الوطني) وقوات حكومة الوفاق (5 + 5) تأمين الجلسة»، مشيراً في بيان له مساء أول من أمس، إلى أنه «في حال تعذر ذلك، فإن الجلسة ستعقد بالمقر المؤقت لمجلس النواب بمدينة طبرق في اليوم نفسه». وحث صالح لجنة «5 + 5» على الرد بشكل رسمي على مجلس النواب في وقت كافٍ، قبل الموعد المحدد لانعقاد الجلسة، موضحاً أن دعوته تأتي بعد الاطلاع على الإعلان الدستوري، وبناءً على ما عرضه رئيس الحكومة المُنتخب من تصور لهيكلة تشكيلتها.
وكان صالح قد أعلن خلال مؤتمر صحافي، عقب اجتماعه مع ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب، التي يزورها حالياً، أن مجلس النواب «سيقرر بكل حرية ما يراه في مصلحة البلاد، وإن منحت الثقة للحكومة ستصبح حكومة معتمدة من السلطة التشريعية المنتخبة في البلاد».
لكن لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب دعت أعضاءه، أمس، إلى التريث في منح الثقة لحكومة دبيبة، وذلك على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل بشأن تركيا مؤخراً، وقالت إنه «في الوقت الذي كان يتطلع فيه أبناء شعبنا إلى خطاب حكومة (الوحدة الوطنية) بإعلان الحكومة المقترحة، وأمله في استكمال استرجاع سيادة الوطن وهيبته، وتحسين الخدمات، فوجئنا وكل الليبيين بقبول دبيبة الاتفاقيات المبرمة مع المحتل التركي، والقبول بوجودهم على أرض البلاد وفق هذه الاتفاقيات».
ودعت اللجنة رئاسة البرلمان وأعضاءه إلى «التريث في إعطاء الثقة حتى يعلن المجلس الرئاسي وحكومته موقفهم الواضح، والجلي من الوجود التركي ومرتزقته»، و«المطالبة بدعم لجنة (5 + 5)، وتأييد الموقف الدولي بخروج قوات تركيا ومرتزقتها من البلاد».
وقال طلال الميهوب، رئيس اللجنة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن هذا البيان صدر بعد التشاور مع المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ما يوحي ببداية تغيير محتمل ومقبل في علاقته مع السلطة التنفيذية الجديدة. وأضاف الميهوب موضحاً: «لقد تم منحهم فرصة ليكونوا في صف سيادة الدولة»، لافتاً إلى أن «المجلس الرئاسي مسؤول عن حكومته، وعليه أن يوضح موقفه رسمياً، بينما سيظل موقفنا ثابتاً بشأن رفض الوجود التركي قبل كل شيء، وبالتالي فإن التغيير مطلوب من جانبهم».
وكان دبيبة، الذي تجاهل الاجتماع مع حفتر خلال زيارته للمنطقة الشرقية، قد أشاد علانية بالعلاقات مع تركيا، وأكد استمرار العمل بالاتفاقيات العسكرية والبحرية، التي أبرمها معها فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» المنتهية ولايتها، علماً بأنه قام بزيارة غير معلنة إلى أنقرة، مباشرة بعد اختياره من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، لتشكيل الحكومة الجديدة.
من جهته، قال أحمد أبو شحمة، رئيس وفد قوات حكومة «الوفاق» إلى لجنة «5 + 5»، إن هذه اللجنة «لا تملك الولاية القانونية لإخراج القوات الأجنبية الموجودة في سرت، بصفتها لجنة استشارية لا تملك قوة على الأرض». وأوضح في رسالة تداولتها وسائل إعلام محلية: «عدم اختصاص اللجنة قانونياً وأمنياً في تأمين عقد جلسة لمجلس النواب» في سرت، مبرزاً أن «الأمر يرجع للنواب ليعقدوا هذه الجلسة في أي مدينة يرونها مناسبة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة». كما اعتبر أن دور اللجنة يتلخص في وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن مدينة سرت «ما زالت تحت سيطرة القوات الأجنبية و(المرتزقة)، دون وجود أي قوة شرعية تؤمن المنطقة».
ووصل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الجديد، ونائباه موسى الكوني وعبد الله اللافي، أمس، إلى مدينة سبها (جنوب)، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تكليفهم، حيث حظي باستقبال شارك فيه أعيان المنطقة الجنوبية، وآمر منطقة سبها العسكرية التابعة لـ«الجيش الوطني».
في غضون ذلك، شدد رئيس بعثة الأمم المتحدة، يان كوبيش، خلال اجتماعه مساء أول من أمس، مع وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو في روما، على ضرورة تكاتف جميع الأطراف الليبية، وتسريع عملية تشكيل الحكومة، والدعوة على وجه السرعة لعقد جلسة رسمية موحدة لمجلس النواب، بهدف إجراء تصويت منح الثقة بشأن الحكومة المقترحة.
كما ناقش كوبيش مع قائد عملية «إيريني»، الأدميرال فابيو أغوستيني، جهود الاتحاد الأوروبي المستمرة لرصد وإنفاذ حظر الأسلحة في ليبيا، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.