«إفتاء مصر»: الجماعات المتطرفة خرجت من «عباءة الإخوان»

TT

«إفتاء مصر»: الجماعات المتطرفة خرجت من «عباءة الإخوان»

قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان»، مبرزة أن «المجموعات الإرهابية لا تمل أبداً، بدليل أنه عندما أرادت الأمة المصرية أن تغير الواقع المؤلم، الذي عاشته مصر عام 2013 (خلال حكم الإخوان التي تصنفها السلطات «إرهابية»)، حاولوا التصدي للشعب المصري». في حين دعا مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إلى «تجنب نشر الإشاعات، والتشكيك في إنجازات الدولة المصرية». وقال إن «مستخدم الإشاعات بغرض التشكيك في أعمال وإنجازات أصحاب السواعد المصرية آثم، لأنه يعلم أنه يكذب، والكذب جريمة»، لافتاً إلى أن «الشائعة قد تكون أخطر من القنبلة، وأشد من السلاح المدمر، وعلى الإنسان الواعي ألا يشارك في نشر الإشاعات».
وشدد مفتي مصر في بيان له، مساء أول من أمس، على أنه «لا يوجد تعارض شرعي بين مفهوم الانتماء للوطن والانتماء والولاء للدين. فالوطن المستقر الآمن يحمي الدين والعقيدة والأخلاق والقيم؛ بل المطالع لأحكام الفقه يجد أن الأحكام تكون مخففة في حالات السفر؛ مراعاة للمشقة الداخلية التي يشعر بها الإنسان نتيجة فراقه وبعده عن وطنه»، لافتاً إلى أن «قيمة حب الوطن هي قيمة جليلة، تعمق الانتماء والارتباط بين الفرد والأرض؛ فالوطن رمز عظيم، والانتماء إليه مطلوب فطرة وشرعاً». وأضاف الدكتور علام أن «فكرة الوطن ثابتة، ومن يرى غير ذلك ويعتبر الوطن حفنة من التراب، كما يقول «الإخوان»، فهي أفكار شاذة وغريبة عن المنهج الإسلامي الصحيح، وعن طبيعة النفس البشرية»، موضحاً أن «هذا التراب بالنسبة لنا كالذهب، نفديه بالنفس والروح، فهو الذي مشى عليه الأنبياء عليهم السلام والصحابة وفقهاء التابعين، رضوان الله عليهم أجمعين».
وعن حكم التحريض ضد الدولة المصرية من «قيادات الجماعة الهاربة للخارج»، أوضح علام أن «الهاربين بالخارج أحدثوا عقوقاً تجاه دولتهم، لا يقل عن عقوق الوالدين، لأن الدولة لم تبخل عليهم بشيء طوال حياتهم، قبل تحولهم واختيارهم الطريق الخطأ»، مضيفاً أن «دعاوى هؤلاء تجاه الوطن بمثابة عدم إنصاف. فهم يبخسون إنجازات الدولة المصرية الواضحة للجميع، ويمجدون ويفتخرون بأي إنجازات أخرى ولو بسيطة في الدول التي تؤويهم، وقد فشلوا في حشد الشعب المصري واستخدامه كمعول هدم، ولم يستجب لهم الشعب المصري، بفضل وعيه وإدراكه، فكان ذلك بمثابة استفتاءات صامتة على رفض دعاويهم وتحريضهم».
وناشد مفتي مصر المواطنين بضرورة «البناء الجيد للأسرة لأنها نواة المجتمع، مع ضرورة تصحيح الوعي، والتمسك بالقيم المعززة للانتماء إلى الوطن، بدءاً من الأسرة الصغيرة، ثم العائلة الكبيرة، وصولاً إلى الأمة المصرية التي يجمع أطيافها حب الوطن والإيمان به».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.