دورة برلمانية استثنائية في المغرب للمصادقة على القوانين الانتخابية

لجنة نيابية أنهت مناقشتها

مغاربة يتظاهرون في الفنيدق بشمال المغرب يوم 19 فبراير الحالي احتجاجاً على إغلاق إسبانيا المعبر المؤدي إلى جيب سبتة (أ.ف.ب)
مغاربة يتظاهرون في الفنيدق بشمال المغرب يوم 19 فبراير الحالي احتجاجاً على إغلاق إسبانيا المعبر المؤدي إلى جيب سبتة (أ.ف.ب)
TT

دورة برلمانية استثنائية في المغرب للمصادقة على القوانين الانتخابية

مغاربة يتظاهرون في الفنيدق بشمال المغرب يوم 19 فبراير الحالي احتجاجاً على إغلاق إسبانيا المعبر المؤدي إلى جيب سبتة (أ.ف.ب)
مغاربة يتظاهرون في الفنيدق بشمال المغرب يوم 19 فبراير الحالي احتجاجاً على إغلاق إسبانيا المعبر المؤدي إلى جيب سبتة (أ.ف.ب)

قررت الحكومة المغربية أمس، دعوة البرلمان إلى عقد دورة استثنائية من أجل المصادقة على القوانين الانتخابية، تمهيداً للانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية المقررة في الشهور القليلة المقبلة.
وكان مرتقباً أن تصادق الحكومة مساء أمس (الجمعة)، على مشروع مرسوم يتعلق بدعوة غرفتي البرلمان (مجلس النواب ومجلس المستشارين) لعقد دورة استثنائية يرجح أن تكون في غضون شهر مارس (آذار) المقبل.
جاء ذلك في وقت أنهت فيه لجنة الداخلية بمجلس النواب أول من أمس، مناقشة جميع مشاريع القوانين التنظيمية والعادية المتعلقة بالانتخابات، وفتحت باب تلقي تعديلات الفرق عليها في أجل لا يتعدى منتصف يوم الثلاثاء المقبل.
وتوقع مصدر برلماني داخل اللجنة، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن تتم برمجة المصادقة على جميع القوانين الانتخابية الأربعاء المقبل.
وكانت المناقشات التي عرفتها اللجنة حول هذا القوانين قد تناولت القضايا الخلافية المطروحة، وهي أساساً موضوع القاسم الانتخابي، الذي يطالب عدد من الأحزاب بحسابه على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، فيما يعتبر حزب العدالة والتنمية أنه مستهدف بهذا التعديل، ويطالب بالإبقاء على الصيغة الحالية في القانون التي يتم من خلالها اعتماد حسابه على أساس الأصوات الصحيحة في الانتخابات. كما أثير جدل حول إلغاء اللائحة الوطنية للشباب في مجلس النواب، التي كانت تضم 30 مقعداً، وتعويضها بلوائح جهوية للنساء. وأفاد مصدر برلماني «الشرق الأوسط» بأن بعض الأحزاب، مثل حزبي الاستقلال (معارضة) والعدالة والتنمية (أغلبية)، اقترح وضع لوائح جهوية للشباب إلى جانب اللوائح الوطنية للنساء، لكن هذا المقترح يتعارض مع مبدأ توسيع تمثيل النساء في البرلمان ورفعه من 30 مقعداً حالياً إلى 90.
ويرتقب من خلال التعديلات التي ستقدمها الفرق البرلمانية المختلفة أن تتضح توجهات الأحزاب بخصوص هذه النقاط الإشكالية، علماً بأن أوساطاً من الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، تلوح بالتصويت ضد أي تعديل يرمي إلى تغيير طريقة احتساب القاسم الانتخابي، علماً بأن هذا الحزب يمثل أقلية أمام الأحزاب الأخرى التي تتبنى هذا المطلب.
وكان وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت التمس من لجنة الداخلية بمجلس النواب خلال مناقشة مشاريع القوانين الانتخابية، الثلاثاء الماضي، «التعجيل بالمصادقة على مشروعي قانونين يتعلقان بالمراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية العامة، ومراجعة اللوائح الانتخابية للغرفة المهنية»، معتبراً أن هذين النصين «يكتسيان طابعاً إجرائياً وعملياً بالأساس وليس من شأنهما إدخال تغييرات جوهرية على النظام الانتخابي»، واعتبر أن هذين النصين ترتبط بهما عملية «مراجعة اللوائح الانتخابية وتحديد جدولة وتاريخ للانتخابات».
وفعلاً سارعت لجنة الداخلية بمجلس النواب، للمصادقة مساء الأربعاء الماضي على مشروعي القانونين.
من جهة أخرى، رد وزير الداخلية على تساؤلات البرلمانيين بخصوص التعديلات المطروحة بكون وزارة الداخلية تترك للأحزاب إدخال أي تعديلات تراها مناسبة، نافياً ما قيل بأن وزارة الداخلية تحابي النساء على حساب الشباب، قائلاً: «لسنا ضد الشباب ولا المرأة»، مشدداً على أن «ما سيتم التوافق عليه بين الأحزاب هو ما سيتم تنفيذه».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.