مساع حوثية لمصادرة فنادق وممتلكات في ثلاث مدن يمنية

عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

مساع حوثية لمصادرة فنادق وممتلكات في ثلاث مدن يمنية

عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

كشفت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء عن وجود مساعٍ حوثية حالية للاستيلاء على عدد من الفنادق والمؤسسات الخاصة في العاصمة اليمنية المختطفة، في وقت تواصل فيه الجماعة استغلال أجهزة القضاء الخاضعة لها لشن حملات تأميم ومصادرة لمئات المنازل والعقارات والممتلكات الخاصة بمعارضيها في مناطق عدة.
وتسعى الجماعة - وفق المصادر - حالياً، عبر إحدى المحاكم الخاضعة لها إلى مصادرة أحد الفنادق السياحية في صنعاء تعود ملكيته لمغترب يمني في الولايات المتحدة الأميركية تحت ذريعة أنه مقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي كان قتل على أيدي الميليشيات، في ديسمبر (كانون الأول) 2017.
وقالت المصادر إن المحكمة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء أصدرت قبل أيام قراراً يقضي بمصادرة وحجز الفندق السياحي الواقع بمنطقة دار سلم جنوب العاصمة.
واعتبر المحامي اليمني عبد الرحمن برمان أن قرار الحجز الصادر مما تسمى النيابة الجزائية الحوثية المتخصصة يعد باطلاً، وليس له أي مسوغ قانوني.
وأضاف برمان، في حسابه على «فيسبوك»، إن الميليشيات، وعبر تلك المحكمة، سعت وتسعى لمصادرة ونهب الفندق المملوك لمواطن يمني كان قد شرع في بنائه قبل نحو عشرين عاماً.
إلى ذلك علق محامون وقانونيون على الإجراء الحوثي بأنه يأتي في سياق التحركات الحالية التي تقودها الجماعة عبر سلطة القضاء الخاضعة لها، التي مكنتها مؤخراً من استصدار أوامر وأحكام تقضي بمصادرة وحجز المئات من منازل ومؤسسات وممتلكات معارضين في مناطق سيطرتها.
وتقول المصادر إن الجماعة بعد أن ضيقت الخناق على أصحاب المحال التجارية ومنتسبي القطاع الخاص واستنزفت كل أموالهم ومدخراتهم، اتجهت أخيرا وعبر ماكينتها القضائية صوب انتزاع أوامر حجز ومصادرة منازل وعقارات وممتلكات المناوئين لانقلابها ومشاريعها الطائفية والسلالية.
وطيلة سنوات الانقلاب الماضية، شنّت الجماعة في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لها حملات تعسف واسعة طالت المئات من الفنادق والمتنزهات والمقاهي والحدائق العامة والخاصة تحت ذرائع «منع الاختلاط ووقف احتفالات رأس السنة الميلادية وغيرها من الحجج الواهية».
وجاءت المساعي الحوثية الأخيرة للانقضاض على فنادق ومشاريع أخرى حيوية في العاصمة بالتزامن مع إقدام مشرفين ومسلحين حوثيين على احتجاز ومصادرة عشرات المنازل والممتلكات تعود ملكيتها لمواطنين في كل من ريف صنعاء ومحافظة عمران الواقعتين تحت سيطرتها.
وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، بأن مسلحي الجماعة أقدموا خلال الأيام القليلة الماضية على مصادرة منازل وممتلكات شخصيات مناوئة لها بقرى توعر، وجحانة، والحصن، والمخرف بمديرية خولان الطيال، والهجرة، والدرم، وربد، ونعض، وسيان، ومقوله والجوزة، بمديرية سنحان وبني بهلول الواقعتين بنطاق محافظة صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الجماعة أبلغوا ساكني تلك المنازل بسرعة إخلائها كونها أصبحت محجوزة ومصادرة.
ويتهم حقوقيون في صنعاء الجماعة بأنها تسعى لتكوين ثروة مالية هائلة من وراء تلك المنهوبات من جهة، وممارسة الضغط والابتزاز بحق بعض الشخصيات المعارضة لها، بغية ترهيبها وإقناعها بالعودة إلى صفوفها وتأييد انقلابها وجرائمها المرتكبة بحق اليمنيين بمدن ومناطق سيطرتها.
وفي محافظة عمران، أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة تواصل حالياً وبخطى متسارعة شن حملات تأميم منازل وعقارات وممتلكات عدد من المناوئين لها من المدنيين والسياسيين والعسكريين والشخصيات القبلية، يقودها القيادي البارز في الجماعة المدعو محمد المتوكل المنتحل لصفة وكيل محافظة عمران لشؤون المناطق الشمالية.
وقالت المصادر إن معظم مديريات وقرى ومركز محافظة عمران (شمال صنعاء) لا تزال تشهد نشاطاً حوثياً إجرامياً في مصادرة واحتجاز المنازل والممتلكات والعقارات التي تعود ملكية البعض منها لمن التحقوا بصفوف الشرعية اليمنية رافضين الانقلاب ومشروع الجماعة الإيراني الدخيل على المجتمع اليمني.
وشردت الميليشيات (بحسب المصادر) من خلال حملتها تلك العشرات من أهالي وأسر المناوئين لها من منازلهم بعدة قرى ومديريات بعمران، في حين أظهرت مجموعة من الصور تداولها ناشطون محليون على مواقع التواصل منازل وعقارات مواطنين تمت مصادرتها.
ويرى مراقبون محليون أن حملة التأميم والمصادرة الحوثية ما هي إلا امتداد لحملات مماثلة من حيث الاستهداف، مع اختلاف أذرع وأدوات التنفيذ، حيث سبق أن قامت الجماعة بالسطو على القطاعات العامة والخاصة وعلى شركات وهيئات ومؤسسات وجامعات ومدارس ومعاهد وجمعيات خيرية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
TT
20

العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)

أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، عن تطلعه إلى شراكة أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تواجهها بلاده، داعياً إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن على الصعد الإنسانية والاقتصادية والأمنية.

تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله في الرياض سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وذلك بعد أيام من دخول تصنيف الجماعة الحوثية «منظمة إرهابية أجنبية» حيز التنفيذ وفرض عقوبات أميركية جديدة على 7 من كبار قادتها، في مقدمهم المتحدث باسمها وزير خارجيتها الفعلي محمد عبد السلام.

وذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء، الذي حضره عضو المجلس القيادي الرئاسي عثمان مجلي، بحث العلاقات اليمنية - الأميركية وآفاقها المستقبلية، وسبل تعزيزها على مختلف المستويات.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن العليمي أكد الحاجة الملحة إلى نهج عالمي جماعي لدعم الحكومة في بلاده لمواجهة التحديات الاقتصادية، والخدمية، والإنسانية، وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتأمين مياهها الإقليمية، بصفتها شريكاً وثيقاً لحماية الأمن والسلم الدوليين.

العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)
العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)

وتطرق اللقاء، وفق الوكالة، إلى مستجدات الوضع اليمني، ووجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي المقدمة «خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان».

وأشاد رئيس مجلس الحكم اليمني، خلال اللقاء، بـ«العلاقات الثنائية المتميزة بالولايات المتحدة، وتدخلات واشنطن الإنسانية والإنمائية، ودورها المشهود في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين».

شراكة أوسع

وطبقاً للمصادر الرسمية اليمنية، فقد أعرب العليمي عن تطلعه إلى شراكة ثنائية أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات، وردع التهديدات المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة.

ومع التنويه بقرار الإدارة الأميركية إعادة تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، جدد العليمي الالتزام اليمني بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لتنفيذ القرار، والحد من تداعياته الإنسانية المحتملة على الفئات الاجتماعية الضعيفة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعاد منذ الأيام الأولى من رئاسته الثانية في يناير (كانون الثاني) الماضي تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ قبل أيام بالتوازي مع فرض عقوبات على 7 من قادة الجماعة.

ومن غير المعروف حتى الآن حجم الضرر الذي يمكن أن يتعرض له الحوثيون جراء هذا التصنيف، خصوصاً في ظل الدعوات الأممية إلى عدم تعريض المدنيين والقطاع الخاص في مناطق سيطرة الجماعة لأي أضرار، فضلاً عن عدم التأثير على العمل الإنساني الذي تقوده الوكالات الأممية.

ودائماً ما يقول مجلس القيادة الرئاسي اليمني إن الوسيلة المثلى لمواجهة الحوثيين وتأمين المياه اليمنية، هي دعم القوات الحكومية الشرعية لفرض سيطرتها على الأرض واستعادة الحديدة وموانئها.

مخاوف أممية

في ظل عدم وجود يقين بشأن مسار السلام المتعثر الذي يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لم يُخفِ الأخير، في أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن، مخاوفه من انهيار التهدئة والعودة إلى مسار الحرب، خصوصاً مع أحداث التصعيد الميداني للجماعة الحوثية في جبهات مأرب والجوف وتعز.

وطبقاً لتقارير يمنية، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً حوثياً متسارعاً في جبهات مأرب، ومواجهات مع القوات الحكومية، بالتزامن مع دفع الجماعة المدعومة من إيران بحشود إضافية من مجنديها إلى جبهات المحافظة الغنية بالنفط.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وحذر المبعوث من الإجراءات التصعيدية، وقال: «شهدنا تصاعداً في الخطاب من أطراف الصراع، وهيّأوا أنفسهم علناً للمواجهة العسكرية. ويجب ألا نسمح بحدوث ذلك. الكلمات مهمة. النية مهمة. الإشارات مهمة. يمكن أن تكون للرسائل المختلطة والخطاب التصعيدي عواقب حقيقية؛ مما يعمق انعدام الثقة ويغذي التوترات في وقت يكون فيه خفض التصعيد أمراً بالغ الأهمية».

وعبر غروندبرغ عن قلقه إزاء القصف، والهجمات بالطائرات من دون طيار، ومحاولات التسلل، وحملات التعبئة، التي حدثت مؤخراً في مأرب، وكذلك في مناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز. في إشارة إلى تصعيد الحوثيين.

وقال المبعوث: «أكرر دعوتي الطرفين إلى الامتناع عن المواقف العسكرية والتدابير الانتقامية التي قد تخاطر بإغراق اليمن مرة أخرى في صراع واسع النطاق حيث سيدفع المدنيون الثمن مرة أخرى».