هل تؤثر لقاحات «كورونا» بالفعل على خصوبة النساء؟

امرأة حامل تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة (رويترز)
امرأة حامل تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة (رويترز)
TT

هل تؤثر لقاحات «كورونا» بالفعل على خصوبة النساء؟

امرأة حامل تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة (رويترز)
امرأة حامل تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة (رويترز)

أصبحت اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» متاحة لمزيد من الأشخاص حول العالم، ولاحظ الخبراء أنه لا يوجد «تأثير كبير» لها على الخصوبة.
وانتشرت الأسطورة القائلة بأن لقاحات «كوفيد19» قد تؤثر سلباً على الخصوبة إلى حد كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً للدكتورة جنيفر أشتون، رئيسة التحرير الطبي لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وفي الولايات المتحدة، تشعر النساء أكثر من الرجال بالقلق بشأن السلامة والآثار الجانبية المحتملة للقاحات «كوفيد19»، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة «كيسر فاميلي فونديشن»، وهي منظمة غير ربحية تركز على القضايا الصحية. وقال نحو 13 في المائة من المشاركين في استطلاع المؤسسة، الذي أُجري في يناير (كانون الثاني) الماضي، إنهم يفكرون فيما إذا كانت لقاحات فيروس «كورونا» تسبب العقم بالفعل.
وقالت أشتون في برنامج «صباح الخير يا أميركا»: «إذا كانت أسطورة التسبب في العقم صحيحة، فسنشهد كثيراً من حالات الإجهاض لدى النساء المصابات بشكل طبيعي بالفيروس... في مجال طب النساء والتوليد، لا يوجد أساس علمي لأي من ذلك في هذه المرحلة».
وأصبحت شركتا «فايزر» و«بيونتيك» أول من قام بتقييم لقاح «كوفيد19» على الحوامل عندما أعلنتا عن تجربة جديدة الأسبوع الماضي.
ولقاحاتهما، جنباً إلى جنب مع لقاحات شركة «موديرنا»، تعتمد على تقنية «إم آر إن إيه»، ومتوافرة حالياً في الولايات المتحدة بعد أن مُنحت تصريح الاستخدام من قبل «إدارة الغذاء والدواء».
ولا تدخل تقنية «إم آر إن إيه» إلى نواة الخلايا ولا تغير الحمض النووي البشري، وهي آمنة نظرياً أثناء الحمل، لأنها لا تحتوي على فيروس حي.
ولم تصدر «موديرنا» بعد جدولاً زمنياً لإدراج الحوامل في التجارب السريرية.
ونظراً لأن النساء الحوامل لم يجرِ تضمينهن بنشاط في التجارب السريرية المتأخرة للقاحات، فلا توجد بيانات حقيقية حتى الآن حول تأثير لقاحات الفيروس على الحمل.
وقالت أشتون إن نحو 20 ألف امرأة حملن في وقت ما بعد التطعيم تقريباً، وأضافت: «لم تكن هناك آثار جانبية غير مرغوبة أو إشارات معينة في تلك المجموعة». وأضافت: «هناك بعض الدراسات المنشورة التي تشير إلى أنه من المرجح أن تنقل النساء الحوامل أجساماً مضادة لحماية الجنين... بالتأكيد رأينا ذلك لدى النساء المصابات بشكل طبيعي، والأمل هو أن نرى ذلك لدى النساء الملقحات أيضاً».
وعلى غرار لقاح الإنفلونزا، الذي لم يُختبر على النساء الحوامل في التجارب السريرية، سيحتاج خبراء الصحة إلى الاعتماد على البيانات الواردة باستمرار لاتخاذ قرارات حول مدى أمان لقاحات «كوفيد19» أثناء الحمل.
وقالت أشتون: «عندما منحت (إدارة الغذاء والدواء) الأميركية الإذن باستخدام اللقاحات، كان لديها نحو شهرين فقط من البيانات طويلة المدى. الآن أصبحت هذه المدة تمتد لنحو 4 أشهر... الخبراء مستمرون في متابعة النساء، خصوصاً اللاتي حملن بعد تسجيلهن في التجارب السريرية. وسيتابعون ذلك لمدة عامين».
وقامت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بتحديث إرشاداتها لتقول إن النساء الحوامل المعرضات لخطر كبير يرتبط بفيروس «كورونا» يجب تطعيمهن.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان: «في حين أن الحمل يعرض النساء لخطر الإصابة بـ(كوفيد19) الحاد، فإن البيانات المتاحة قليلة للغاية لتقييم سلامة اللقاح أثناء الحمل... ومع ذلك، استناداً إلى ما نعرفه عن هذا النوع من اللقاحات، فليس لدينا أي سبب محدد للاعتقاد بأنه ستكون هناك مخاطر تفوق فوائد التطعيم للحوامل».
وتابعت المنظمة: «ولهذا السبب، فإن الحوامل المعرضات لمخاطر عالية ترتبط بالإصابة بالفيروس (مثل العاملات في القطاع الصحي) أو اللاتي يعانين من أمراض مصاحبة تزيد من خطر إصابتهن بأعراض شديدة، يمكن تطعيمهن بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن».
بدورها، قالت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» الأميركية، إن النساء الحوامل والمعرضات للخطر «يجب أن يتناولن اللقاح». وأشارت إلى أنه يجب أخذ الرضاعة الطبيعية في الحسبان، ولكن «نادراً ما يكون هناك مصدر قلق حول السلامة فيما يرتبط باللقاحات».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك توصي الإرشادات الدولية النساء الحوامل بالحد من كمية القهوة التي يقمن بتناولها (أ.ب)

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة -حقّاً- في إصابة الأطفال ببعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.