هيلاري كلينتون وكاتبة جرائم كندية تصدران رواية حول الإرهاب

حاولتا استكشاف العالم المعقّد للدبلوماسية وما يشوبه من {خداع عالي المخاطر}

الروائية الكندية لويس بيني وهيلاري كلينتون وصداقة تحولت إلى تعاون أدبي (أ.ب)
الروائية الكندية لويس بيني وهيلاري كلينتون وصداقة تحولت إلى تعاون أدبي (أ.ب)
TT

هيلاري كلينتون وكاتبة جرائم كندية تصدران رواية حول الإرهاب

الروائية الكندية لويس بيني وهيلاري كلينتون وصداقة تحولت إلى تعاون أدبي (أ.ب)
الروائية الكندية لويس بيني وهيلاري كلينتون وصداقة تحولت إلى تعاون أدبي (أ.ب)

في رواية الإثارة الجديدة للروائية الكندية لويس بيني، تواجه وزيرة خارجية مبتدئة مهمة شاقة لإعادة بناء القيادة الأميركية بعد سنوات من تقلص النفوذ في الخارج. وتخوض اختباراً لقدراتها بسبب موجة من الهجمات الإرهابية التي تهدد بزعزعة استقرار النظام العالمي.
الإثارة السياسية في هذه الأحداث تمثل تجربة جديدة لبيني المشهورة بألغاز القتل المعقدة التي تدور أحداثها في بلدات كندية هادئة. لكن هذه المرة كان لدى بيني خبيرة سياسية مقربة لمساعدتها في صياغة الحبكة، فالمؤلفة المشاركة ليست سوى صديقتها وزيرة الخارجية السابقة والسيدة الأولى هيلاري كلينتون.
ومن المقرر نشر روايتهما الجديدة «حالة إرهاب» في أكتوبر (تشرين الأول) عن طريق دور نشر «سايمون وشوستر»، و«سينت مارتن بريس»، وسوف تتولى تحرير الرواية جينيفر أندرلين، المدير والناشر بمؤسسة «سينت مارتن غروب للنشر».
وفي بيان صحافي، قالت بيني: «عندما عرض اقتراح قيامي وصديقتي هيلاري بكتابة رواية سياسية مثيرة، لم أستطع أن أقول: (نعم)، بالسرعة الكافية. فقبل أن نبدأ تحدثنا عن الفترة التي قضتها وزيرة للخارجية، وسألتها عن أسوأ كابوس مرت به، وكان الجواب هو حالة الإرهاب».
من غير المعتاد أن يتعاون سياسي بارز وكاتب الجريمة الأكثر مبيعاً في رواية واحدة، لكنها بالطبع ليست غير مسبوقة، فقد تم بالفعل الترويج لهذا النوع من الأدب من قبل زوج كلينتون، الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي كتب فيلماً مثيراً بعنوان «الرئيس المفقود»، بالتعاون مع جيمس باترسون في عام 2018. وقد بيع من الرواية التي نشرها دارا نشر «كنوبف وليتل» و«براون» أكثر من مليوني نسخة في أميركا الشمالية. وكانت الرواية الأكثر مبيعاً لعام 2018.
هذا الصيف يواصل الاثنان المسير بطرح رواية ثانية بعنون «ابنة الرئيس»، عن رئيس أميركي سابق اختُطفت ابنته. ومن المقرر أن تطبع الرواية مليون نسخة كمرحلة أولى.
بيل كلينتون وزوجته هيلاري كلاهما يبدوان معجبين بذلك النمط من الإثارة والغموض، وكلاهما يمثلهما محامي واشنطن روبرت ب. بارنيت، المعروف بعملائه الأقوياء، ومن بينهم عائلتا أوباما وبوش، في حين يمثل الروائية بيني وكيلها الأدبي ديفيد جيرنرت.
الجدير بالذكر أن الإعلانات عن طرح روايات الإثارة الأولى لبيل وهيلاري كلينتون ركزت على أنهما سيستفيدان من عقود من الخبرة السياسية، حيث أشار بيان صحافي صدر للإعلان عن رواية «الرئيس مفقود» إلى أن الرواية «ستكون غنية بتفاصيل من الداخل لا يعرفها سوى الرئيس»، في حين جاء الإعلان عن رواية «حالة إرهاب» ليذكر أنها «ستعرض ما وراء كواليس الدراما العالمية من خلال التفاصيل التي لا يعرفها سوى شخص مطلع».
وبيني وهيلاري كلينتون صديقتان تتبادلان الإعجاب منذ فترة طويلة. ففي مذكراتها، «ماذا حدث»، كتبت المرشحة الرئاسية السابقة أنها قرأت روايات بيني بعد خسارتها الانتخابات في عام 2016. في الوقت الذي كانت فيه الإثارة مصدراً للراحة إلى جانب ممارسة رياضة اليوغا.
قررت الصديقتان العمل معاً في رواية تعتمد على معرفة كلينتون الداخلية بوزارة الخارجية والبيت الأبيض وميل بيني لصياغة حبكات مثيرة.
وفي تصريح جاء كإعلان عن الرواية، قالت هيلاري كلينتون إن «كتابة قصة مثيرة مع لويز هو حلم تحقق. لقد استمتعت بكل رواياتها وبشخوصها، وكذلك بصداقتها. الآن نشارك تجاربنا لاستكشاف العالم المعقَّد للدبلوماسية وما يشوبه من خداع عالي المخاطر».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
TT

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

استقبل مسرح «الطليعة» في مصر أحد العروض الشهيرة للكاتب الآيرلندي الراحل صمويل بيكيت (1906- 1989)، «لعبة النهاية»، الذي رغم احتفاظه بالروح الأصلية للعمل الشهير المنسوب إلى مسرح العبث، فقد شكَّل إضاءة على مشاعر الاغتراب في الواقع المعاصر. وهو عرضٌ اختتم مشاركته في مهرجان «أيام قرطاج المسرحي» ليُتاح للجمهور المصري في المسرح الكائن بمنطقة «العتبة» وسط القاهرة حتى بداية الأسبوع المقبل.

على مدار 50 دقيقة، يحضر الأبطال الـ4 على المسرح الذي يُوحي بأنه غُرفة منسيّة وموحشة، فيتوسّط البطل «هام» (محمود زكي) الخشبة جالساً على كرسيّه المتحرّك بعينين منطفئتين، في حين يساعده خادمه «كلوف» ويُمعن في طاعته والإصغاء إلى طلباته وتساؤلاته الغريبة التي يغلُب عليها الطابع الساخر والعبثيّ المُتكرّر عبر سنوات بين هذا السيّد والخادم.

يَظهر والد «هام» ووالدته داخل براميل قديمة وصدئة، ويجلسان طوال العرض بداخلها، ولا يخرجان إلا عندما يستدعيهما الابن الذي صار عجوزاً، فيسألهما أسئلة عبثية لا تخلو من تفاصيل عجيبة، ويخاطبهما كأنهما طفلين يُغريهما بالحلوى، في حين يبادلانه أحاديث تمتزج بالذكريات والجنون، ليبدو كأنهما خارج العالم المادي؛ محض أرواح مُحتضرة تُشارك «هام» هلوساته داخل تلك الغرفة.

الأب يؤدي دوره من داخل أحد البراميل (مسرح الطليعة)

في المعالجة التي يقدّمها العرض، يحتفظ المخرج المصري السيد قابيل بأسماء الأبطال الأجنبية التي كتبها صمويل بيكيت من دون منحها أسماء محلّية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قدَّم المسرح المصري هذه المسرحية قبل 60 عاماً تقريباً في عرض للفنان الكبير الراحل سعد أردش، لكنه كان باللغة العربية الفصحى. اليوم، عالجتُ النص وأقدّمه بالعامية المصرية. احتفظت بالأسماء الأصلية للأبطال وهوياتهم، وكذلك بروح العمل وتفاصيل الحوار فيه، خصوصاً أنّ لهذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث فلسفته التي تمسّكتُ بها ضمن قالب جديد».

يؤدّي دور الخادم «كلوف» الفنان المصري محمد صلاح الذي اعتمد جزءٌ كبير من أدائه على الإفراط بحركات سير متعرّجة في محاولاته المُتسارعة لتلبية طلبات سيّده الأعمى، إذ يبدو كأنه في مَهمّات لا نهائية، منها ترتيب البيت الخالي بشكل فانتازي. بالإضافة إلى تردّده الدائم على نافذة الغرفة التي يظّل سيّده يطلب منه وصف ما يدور خارجها، فيصف له الضوء والبحر اللذين لا يدرك إذا كانا موجودَيْن بالفعل أم محض خيال.

على مدار العرض، يظلُّ الخادم يسأل: «لماذا أطيعك في كل شيء؟»، و«متى جئتُ إلى هذا البيت لخدمتك؟»، فيكتشف أنه قضى عمره داخل جدرانه المخيفة، فيقرّر في خطوة خلاص مغادرة خدمة سيّده، فتكون لحظة فتحه باب البيت هي عينها لحظة نهاية اللعبة، حتى وإنْ ظلّ واقفاً أمامه، متوجّساً من الخروج إلى العالم الحقيقي ومواجهة المجهول. لحظة تحدّيه سيطرة سيّده «هام» سرعان ما تبدو كأنها لا تختلف عن «الفراغ» الذي أمامه، بما يعكس فلسفة صمويل بيكيت عن سخرية الحياة، حيث لا يبدو الهروب من عبثها ممكناً أبداً.

الأب والأم في أحد مَشاهد المسرحية (مسرح الطليعة)

يشير مخرج العرض السيد قابيل إلى أنّ «للقضية التي تطرحها المسرحية صيغة إنسانية عابرة للمكان والزمان، وتصلُح لتقديمها في أي وقت؛ وإنْ كُتب النصّ الأصلي لبيكيت في الخمسينات. فكثير من نصوص شكسبير، والنصوص اليونانية القديمة العائدة إلى ما قبل الميلاد، لا تزال قابلة لإعادة تقديمها، وصالحة لطرح أسئلة على جمهور اليوم. وفي هذا العرض أدخلنا بعض الإضافات على الإضاءة والموسيقى للتعبير بصورة أكبر عن دراما الأبطال، ومساعدة المتلقّي على مزيد من التفاعُل».

الفنان محمود زكي في مشهد من العرض (مسرح الطليعة)

وعكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية والتكرار العدميّ والخضوع التام. فإذا كان السيّد الأعمى والمشلول يعتمد على خادمه في مواصلة لعبة عبثية يتسلّى بها في عزلته، فإنّ الخادم يظلُّ غير قادر على تصوُّر الحياة بعيداً عن قواعد تلك «اللعبة».