اليمن يلتزم دعم مساعي السلام ويدعو إلى موقف دولي صارم مع الحوثيين

TT

اليمن يلتزم دعم مساعي السلام ويدعو إلى موقف دولي صارم مع الحوثيين

جددت الحكومة اليمنية أمس (الأربعاء) التزامها بدعم مساعي السلام الأممية والدولية لإنهاء الحرب استنادا إلى المرجعيات الثلاث، داعية في الوقت نفسه إلى موقف دولي صارم يرغم الحوثيين على وقف القتال.
هذه التصريحات الواردة على لسان وزيري الخارجية والإعلام في الحكومة اليمنية جاءت غداة وصول المبعوثين الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيموثي ليندركينغ إلى الرياض في سياق السعي إلى حل مستدام ينهي انقلاب الميليشيات الحوثية.
ونقلت المصادر الرسمية عن وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك قوله أثناء اتصال مرئي مع وزير خارجية سلطنة بروناي دار السلام، إن الحكومة في بلاده «استجابت لدعوات المجتمع الدولي المنادية للسلام وأبدت انخراطها الإيجابي والبناء مع كافة الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها»، لافتاً إلى تعنت ميليشيا الحوثي الانقلابية واستمرار ممارساتها الإجرامية ورفضها لدعوات السلام.
وفي الوقت الذي قابلت الجماعة المدعومة من إيران الرسائل الدولية الأخيرة الرامية إلى إحلال السلام بالتجاهل «أوضح وزير الخارجية اليمني أن الميليشيات مستمرة في تصعيدها العسكري على محافظة مأرب عبر الزج بالأطفال في حروبها العبثية دون الاكتراث للخسائر البشرية، وتفاقم المعاناة الإنسانية جراء تصعيدها واستهدافها للمناطق الآهلة بالسكان ومخيمات النازحين في المحافظة».
وبينما تتصاعد الأصوات الإنسانية المحذرة من كارثة وشيكة في مأرب بسبب الهجمات الحوثية على المدينة ومخيمات النازحين، قال بن مبارك إن «عدد المواطنين المقيمين في مأرب تجاوز أربعة ملايين شخص جلهم ممن لجأ إليها هربا من بطش وقمع الميليشيات الحوثية».
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ» الرسمية «شدد وزير الخارجية اليمني على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي لأقصى درجات الضغط على الميليشيات الحوثية، وكذا على النظام الإيراني للكف عن زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة واليمن على وجه الخصوص، وإيقاف الدعم عن الميليشيات الحوثية».
وكان بن مبارك أبلغ (الثلاثاء) كلا من المبعوثين الأممي مارتن غريفيث والأميركي تموثي ليندركينغ التزام الحكومة في بلاده بدعم مسار للسلام يستند إلى «المرجعيات الثلاث»، متهما الميليشيات الحوثية بعدم الجدية، وإدمان الحرب خدمة لأوامر إيران وأجندتها في المنطقة.
من جهته اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني النظام الإيراني بأنه «يستخدم ميليشيا الحوثي الإرهابية كورقة ضغط على المجتمع الدولي والإدارة الأميركية لانتزاع مكاسب تتعلق بإعادة إحياء الاتفاق النووي».
وأضاف الإرياني في تصريحات بثتها وكالة «سبأ» الرسمية أنه «بات من الواضح الضغط الإيراني على ميليشيا الحوثي الإرهابية لممارسة التصعيد العسكري عبر هجمات انتحارية في جبهات مأرب، وتنفيذ الهجمات الإرهابية على الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية».
وتأكيدا للأنباء الواردة عن تكبد الجماعة خسائر جمة خلال هجماتها المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، قال الإرياني إن الميليشيات «تمر بمأزق كبير بعد فشلها في تنفيذ المهمة الموكلة إليها، نظرا للاستنزاف اليومي لعناصرها وعتادها في مختلف جبهات محافظة مأرب، وفي ظل حالة الجمود التي يمر بها الملف التفاوضي الإيراني، ومنع طهران للميليشيا من وقف تصعيدها أو الإذعان لدعوات التهدئة كي لا يؤثر ذلك على موقفها التفاوضي». بحسب تعبيره.
‏وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن «بمواقف صارمة» إزاء ما وصفه بـ«دور إيران الخبيث في اليمن» الذي دفع ميليشيا الحوثي للتصعيد وإشعال فتيل المواجهات في جبهات مأرب، وتقويض دعوات التهدئة.
وفي حين يأمل المبعوثان الأميركي والأممي أن تؤدي جهودهما إلى وقف القتال في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية، يرجح الكثير من المراقبين أن تحقيق ذلك لا يزال أمرا بعيد المنال لجهة إصرار الجماعة الحوثية على خيار الحرب تنفيذا لأجندة إيران في المنطقة وهو ما عكسته أخيرا تصريحات قادة الجماعة وقادة أذرع طهران في المنطقة.
وكان قادة بارزون في الجماعة الحوثية صرحوا في الأيام الماضية بأن هدفهم من هذه الهجمات على مأرب هو السيطرة على نفطها وغازها، وذلك بالتزامن مع استمرار خروقهم للهدنة الأممية في محافظة الحديدة حيث الساحل الغربي لليمن.
كما زعم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه أن عناصره يقاتلون الأميركيين والإسرائيليين في مأرب، وهي الفكرة الأثيرة التي تحاول الجماعة دائما أن تستثير بها حمية صغار السن في مناطقها لجذبهم إلى القتال في صفوفها.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.