محكمة إسرائيلية تحظر النشر في تسرب النفط لـ7 أيام

جنود إسرائيليون يقومون بتنظيف الشاطئ قرب حيفا من التسرب النفطي (أ.ب)
جنود إسرائيليون يقومون بتنظيف الشاطئ قرب حيفا من التسرب النفطي (أ.ب)
TT

محكمة إسرائيلية تحظر النشر في تسرب النفط لـ7 أيام

جنود إسرائيليون يقومون بتنظيف الشاطئ قرب حيفا من التسرب النفطي (أ.ب)
جنود إسرائيليون يقومون بتنظيف الشاطئ قرب حيفا من التسرب النفطي (أ.ب)

أصدرت محكمة في حيفا، أمراً يحظر على وسائل الإعلام، نشر تفاصيل التحقيق في مصدر تسرب نفطي ضخم أدى إلى تلويث كامل ساحل إسرائيل المتوسطي بالقطران، وصل إلى الساحل الرملي لمدينة صور اللبنانية.
وجاء حكم محكمة الصلح في حيفا، الذي يسري لسبعة أيام، بناءً على طلب وزارة حماية البيئة، التي تحقق في التسرب. ويحظر الأمر نشر أي تفاصيل قد تحدد المشتبه بهم؛ السفن والموانئ ذات الصلة والشحنات وخطوط الشحن، حسب موقع «تايمز أوف إسرائيل» الذي نشر الخبر أمس.
وحصلت وزارة حماية البيئة على صور أقمار صناعية، من تاريخ 11 فبراير (شباط)، تُظهر بقعة سوداء مشبوهة على سطح البحر على بُعد 50 كيلومتراً قبالة الساحل، وصور تُظهر 10 سفن كانت في المنطقة في ذلك الوقت تقريباً. وهي تتعاون مع السلطات الدولية على أمل تحديد السفينة أو السفن التي ربما ألقت الوقود في البحر.
وعلقت مايا جاكوبس، مديرة منظمة «تسلول» للحماية البحرية، على أمر المحكمة بقولها: «عندما يكون العاملون في البحر والمتسببون في مخاطر التسرب هم شركات نفط وشحن غنية لها تأثير على المنظمين، فإن المنظمة تطالب بتحقيق شفاف وإزالة أمر حظر النشر».
وتعهدت وزيرة حماية البيئة غيلا غمليئل، بأن تستخدم السلطات كل الوسائل المتاحة لتحديد الأشخاص المسؤولين عن التسرب ومحاسبتهم. وأعلنت أنها اتفقت مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على تقديم اقتراح للحكومة يوم الاثنين، لتمويل فوري لتنظيف الشواطئ وتطوير التشريعات المتعلقة بالتأهب للتسريبات البحرية التي كان ينبغي إقرارها قبل سنوات.
في هذه الأثناء، أوقفت تسع سلطات محلية، أعمال التنظيف في الشواطئ الملوثة الخاضعة لولايتها، أول من أمس (الاثنين)، بعد أن رفضت وزارة المالية الموافقة على برنامج وميزانية تم تقديمها من وزارة حماية البيئة. وواصل المتطوعون، الذين انضم إليهم ضباط الشرطة وجنود الجيش الإسرائيلي، تنظيف القطران من الشواطئ على طول الساحل.
وأدى التسرب إلى نفوق كثير من الكائنات البحرية، بما في ذلك حوت جرفته المياه إلى الشاطئ يوم الخميس، ووُصف بأنه أسوأ كارثة بيئية تضرب البلاد منذ سنوات، من حيفا نزولاً إلى عسقلان، بالقرب من قطاع غزة، ويمكن رؤية بقع سوداء على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وأبلغ لبنان القوات الدولية العاملة جنوب لبنان «يونيفيل» بالأمر وطلب وضع تقرير رسمي بهذا الخصوص، والتعامل مع هذا التسرب وأضراره.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».