المنفي يحشد البرلمان الليبي لمنح الثقة للحكومة الجديدة

حفتر لاحتواء احتجاج جرحى «الجيش الوطني» في بنغازي

المنفي خلال لقائه مع دبيبة ووفد لجنة (5+5) العسكرية في طرابلس أمس (مكتب المنفي)
المنفي خلال لقائه مع دبيبة ووفد لجنة (5+5) العسكرية في طرابلس أمس (مكتب المنفي)
TT

المنفي يحشد البرلمان الليبي لمنح الثقة للحكومة الجديدة

المنفي خلال لقائه مع دبيبة ووفد لجنة (5+5) العسكرية في طرابلس أمس (مكتب المنفي)
المنفي خلال لقائه مع دبيبة ووفد لجنة (5+5) العسكرية في طرابلس أمس (مكتب المنفي)

بينما اقترب عبد الحميد دبيبة، رئيس الوزراء الليبي المكلف، من وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومته المرتقبة، واصل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، حشد أعضاء مجلس النواب لجلسة منحها الثقة، رغم عدم حسم مكان انعقادها بعد.
واجتمع رباعي السلطة التنفيذية الجديدة، أمس، (دبيبة والمنفي ونائبيه) في مقرها المؤقت بالعاصمة طرابلس، مع وفد اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، بحضور عدد من القيادات العسكرية بالمنطقة الغربية، بهدف بحث موقف اللجنة من إمكانية عقد جلسة للبرلمان في مدينة سرت، بالإضافة إلى توحيد الجيش، ودعم مسار اللجنة.
كما استقبل دبيبة وعدد من المسؤولين اللييبين رفيعي المستوى، مساء أمس، بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، التي أعربت عن ترحيبها بمخرجات الحوار الليبي، ودعمها لخارطة الطريق الجديدة، وتعزيز التعاون مع ليبيا في عدة ملفات.
وكان المنفي قد ناقش خلال الاجتماع الثاني لمجلسه الرئاسي، مساء أول من أمس، في طرابلس مع نائبيه، وبحضور دبيبة، تشكيل الحكومة الجديدة، وآلية منح الثقة من قبل البرلمان. كما اجتمع مع نواب الجنوب، ومن بينهم حميد حومة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، لمناقشة تشكيل واعتماد الحكومة الجديدة، قبل عرضها لنيل الثقة في الجلسة المزمع عقدها خلال الأيام القادمة.
ورغم أن عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، قال لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس تلقى رداً رسمياً من لجنة (5+5) حول جاهزية مدينة سرت أمنياً لإقامة جلسة مجلس النواب قصد منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، مع استعداد اللجنة التام للتعاون والتنسيق بالخصوص، قال أعضاء في المجلس إن 140 نائبا، بينهم النائب الأول والثاني لعقيلة صالح رئيس المجلس، عقدوا أمس جلسة تشاورية في العاصمة، تمهيدا لحسم مقر انعقاد المجلس، ومنح الثقة للحكومة.
في شأن آخر، أعلن أيوب بوراس، نائب رئيس جهاز «دعم الاستقرار»، عن احتواء خلاف بين الميليشيات المسلحة الموالية لها، عقب اجتماع عقدته قيادات من مصراتة والزاوية وطرابلس، بعد إعلان فتحي باشاغا، وزير داخلية حكومة «الوفاق»، تعرضه لمحاولة اغتيال، لافتا إلى أن ملف القضية بات بعهدة النيابة، وجهات التحقيق المكلفة.
وأضاف بوراس في تصريحات تلفزيونية أنه تم تسليم كل من قام بالتهجم على سيارة جهاز دعم الاستقرار، التي كانت موجودة في مكان موكبه. لكن فرع حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في مدينة الزاوية، نفى رواية الحزب الرسمية في طرابلس عن المحاولة، وعدّها «مجرد احتكاك وحادث سير».
في غضون ذلك، استأنف فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، عمله بعد رحلة علاج إلى إيطاليا، حيث ترأس مساء أول من أمس اجتماعا لحكومته وأعضاء مجلسها الرئاسي، ناقش فيه مقترحا مثيرا للجدل بشأن التقسيمات الجغرافية والإدارية والاقتصادية بالدولة الليبية، بحيث تكون على شكل سبعة أقاليم اقتصادية، و12 مقاطعة «أقاليم إدارية»، تتمتع بصفة اعتبارية وذمة مالية مستقلة، وتتبع كل مقاطعة إداريا واقتصاديا مجموعة بلديات، بحيث يكون لكل إقليم رئيس ووكيلان، ومجلس مقاطعة يتكون من عمداء البلديات في نطاق المقاطعة. وقال بيان لمكتب السراج إنه تم تأجيل البت في هذا المقترح إلى الاجتماع القادم، الذي لم يحدد موعده.
كما ناقش الاجتماع توحيد المؤسسات العامة للدولة، ورؤية الحكومة للموازنة المتوقعة للعام المالي الحالي، وفقا للمستجدات السياسية والاقتصادية المتوقعة، والتي ستكون ميزانية موحدة للدولة، حسبما تم الاتفاق حوله خلال زيارة أحمد معيتيق نائب السراج، ووزير المالية فرج بومطاري إلى المنطقة الشرقية.
وقررت الحكومة تخصيص 600 مليون دينار بشكل عاجل لتوفير لقاح وباء كورونا، واحتياجات مراكز العزل، والمستلزمات الطبية العاجلة لبنود الإمداد الطبي، مع التشديد على عدم استخدام المبلغ في أي أغراض أخرى.
إلى ذلك، سعى المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، لاحتواء احتجاج نادر لجرحى «الجيش» في مدينة بنغازي (شرق)، وشدد على محاسبة المتسببين في عرقلة حل مشاكل الجرحى والشهداء، لكونهم «أحد أسباب انتصار قواته في حربها ضد الإرهاب».
وقال حفتر في بيان وزعه مكتبه أمس، إنه ناقش مع مسؤول شؤون الشهداء والأسرى والمفقودين وجرحى الحرب؛ القضايا المتعلقة بالجرحى والشهداء، تمهيداً لحلها بشكل نهائي، انطلاقاً من اهتمامه بتلك القضايا لكونها تندرج ضمن أولوياته.
وجاء الاجتماع بعد ساعات من تنظيم جرحى الجيش احتجاجا، أدى إلى غلق طريق مطار بنينا بعد حرق الإطارات، الذي تبنته اللجنة التسييرية لشؤون الجرحى، ودعت في بيان لها المشير إلى التدخل.
بدوره، دعا إبراهيم بوشناف، وزير الداخلية بالحكومة الموازية في شرق البلاد، أجهزة الأمن إلى القضاء على الانفلات الأمني، وقال إنه «كاد يخرج عن السيطرة»، مطالبا المواطنين بمعاضدة الأجهزة الأمنية وتشكيل رأى عام ضاغط، يدين استهداف المؤسسات الأمنية، مضيفاً أنه «يتوجب أن ندرك الخطر المحدق بنا، وأرجوكم لا تتركوا بنغازي، ولا تجعلوها ملاذا للمجرمين».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.