«حماس» تعلن انتهاء المرحلة الأولى من انتخاباتها الداخلية

لافتة تشير إلى المفوضية المركزية للانتخابات الفلسطينية في غزة (رويترز)
لافتة تشير إلى المفوضية المركزية للانتخابات الفلسطينية في غزة (رويترز)
TT

«حماس» تعلن انتهاء المرحلة الأولى من انتخاباتها الداخلية

لافتة تشير إلى المفوضية المركزية للانتخابات الفلسطينية في غزة (رويترز)
لافتة تشير إلى المفوضية المركزية للانتخابات الفلسطينية في غزة (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» اليوم الثلاثاء، انتهاء المرحلة الأولى من انتخاباتها الداخلية. وقالت في بيان صحافي إن بداية انتخاباتها الداخلية جرت في قطاع غزة «بمشاركة عشرات الآلاف من الإخوة والأخوات من لهم حق الاقتراع والترشح».
وأضافت: «جرت العملية الانتخابية في أجواء إيجابية ديمقراطية شفافة ونزيهة وإجراءات منظمة، أشرفت عليها لجنة انتخابات مركزية، وذلك بموجب النظام الداخلي المعتمد للحركة».
وأشارت الحركة إلى أنه «سيتم استكمال باقي المراحل الانتخابية وصولاً إلى انتخاب مجلس الشورى العام، ورئيس وأعضاء المكتب السياسي للحركة».
وكانت حركة «حماس» أعلنت يوم الجمعة الماضي انطلاق انتخاباتها الداخلية لاختيار قياداتها، وفق نظامها الداخلي واللوائح الناظمة وفي مواعيد دورية محددة.
وكشف مصدر في الحركة منتصف الشهر الماضي عن توافقات داخلية بشأن حسم المناصب القيادية في انتخابات الحركة.
وقال المصدر في حينه لوكالة الأنباء الألمانية، إن تحضيرات وصفت بالحاسمة تم التوصل إليها في إطار الاستعدادات لانتخابات حماس المقرر أن تبدأ قريباً بشكل منفصل في ثلاثة أقاليم تشمل قطاع غزة والضفة الغربية والخارج على أن تستمر لعدة أسابيع. وذكر أن الانتخابات الداخلية لحماس تمر بعدة مراحل سرية، من ممثلي المناطق إلى مجلس شورى الحركة الذي يتولى بدوره انتخاب أعضاء المكتب السياسي للحركة.
وبحسب المصدر، يتنافس على رئاسة المكتب السياسي لـ«حماس» ثلاثة مرشحين، هم: رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.
وكان هنية قائد «حماس» سابقاً في قطاع غزة، انتخب رئيساً للمكتب السياسي في عام 2007 خلفاً لمشعل الذي امتنع عن الترشح في حينه بحسب قوانين ولوائح الحركة الداخلية التي تمنع ترشحه لولاية ثالثة.
غير أن مشعل عاد بقوة في صورة الدورة الجديدة لانتخابات حماس وشكل منافساً بارزاً لهنية، علماً بأن كلاهما يقيمان في قطر مع عدد من قيادات «حماس» في الخارج.
وكشف المصدر أن توافقات مسبقة تمت، لا سيما بين قيادات «حماس» في قطاع غزة والضفة الغربية تقضي بانتخاب هنية لدورة ثانية في رئاسة المكتب السياسي للحركة. وأوضح أنه سيتم في المقابل إسناد قيادة حماس في الخارج إلى مشعل واستمرار العاروري في الإشراف على الحركة في الضفة الغربية، وبالتالي استمراره في منصب نائب رئيس المكتب السياسي وفق نظام الداخلي للحركة.
وبحسب المصدر، فإن هنية، إلى جانب دعمه من الداخل الفلسطيني، حظي بإسناد من قيادات حماس في الخارج خاصة في لبنان التي أجرى إليها زيارة مطولة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وخلال زيارته لبنان، تفقد هنية مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين كأول مسؤول بهذا المستوى يزور المخيم، وحظي باستقبال شعبي واسع عزز فرصه بين أعضاء حماس في الخارج.
وتعد ساحة لبنان الأكبر عربياً بالنسبة لحماس منذ خروج قياداتها من سوريا بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة الشعبية فيها عام 2011.
ويواجه قائد «حماس» الحالي في غزة يحيى السنوار تنافساً مع عدد من قيادات الحركة، لكنه يعد أقوى المرشحين لتجديد انتخابه لدورة ثانية، في ظل ما يحظى به من دعم واسع من القيادة العسكرية للحركة، بحسب المصدر، الذي ذكر أن «حماس» أنهت انتخابات قيادتها داخل السجون الإسرائيلية من دون أن يتم الإعلان عن نتائج.
وتتطلع «حماس» إلى تسريع إنجاز انتخاباتها الداخلية سعياً للتفرغ للتحضير لخوض الانتخابات التشريعية التي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل شهر مرسوماً بإجرائها في 22 مايو (أيار) المقبل.
ولم تحدد الحركة موقفاً رسمياً من احتمال خوضها الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 31 يوليو (تموز) المقبل، علماً بأن الحركة فازت بغالبية مقاعد آخر انتخابات للمجلس التشريعي عام 2006.
وتسيطر «حماس» على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، وخاضت ثلاث مواجهات عسكرية واسعة النطاق منذ ذلك الوقت مع إسرائيل وعشرات من الجولات المتقطعة.
وفرضت إسرائيل حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ سيطرة حماس على الأوضاع فيه، وهو ما أثر بشدة على حياة زهاء مليوني نسمة يقطنون القطاع وشكل تحدياً رئيسياً لشعبية الحركة طوال السنوات الماضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.