رئاسة البرلمان العراقي تتسلم قانون الموازنة

وفد كردي يصل إلى بغداد اليوم لبحث حصة إقليم كردستان

رئاسة البرلمان العراقي تتسلم قانون الموازنة
TT

رئاسة البرلمان العراقي تتسلم قانون الموازنة

رئاسة البرلمان العراقي تتسلم قانون الموازنة

في حين أكدت مصادر نيابية عراقية أن اللجنة المالية سلمت مسودة قانون الموازنة الاتحادية إلى رئاسة البرلمان لتحديد موعد جلسة التصويت عليها، يتوقع أن يصل وفد إقليم كردستان إلى بغداد اليوم الثلاثاء في إطار رحلات مكوكية منذ أشهر لاستكمال النقاشات والمفاوضات بين الجانبين حول مجمل القضايا الخلافية وحصة الإقليم المالية في موازنة البلاد الاتحادية التي تمثل أبرز نقاط الخلاف.
وتقول مصادر نيابية إن «مسودة القانون التي سلمت إلى رئاسة البرلمان، لم تحسم البنود الخاصة بحصة إقليم كردستان».
وكانت الممثلة الأممية لدى العراق، جينين بلاسخارت، رأت في الإحاطة التي قدمتها أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، أن «العلاقة الإيجابية والمستقرة بين العراق الاتحادي وإقليم كردستان أمر ذو أهمية مطلقة لاستقرار البلد بأكمله». وقالت إن «الاتفاقات على قانون ميزانية عام 2021 تتطلب مناخاً من المصالحة والتوافق بين بغداد وأربيل. ويؤسفني أن أبلغكم أن التوصل إلى اتفاق نهائي ودائم بشأن المسائل المتعلقة بالميزانية وقضايا أخرى أكبر، لا يزال أمراً بعيد المنال».
ويتفق مصدر مقرب من الوفد الكردي المفاوض، على أن «ملامح اتفاق شامل مع بغداد ما زالت بعيدة».
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لن تحسم المفاوضات الطويلة شئياً حتى هذه اللحظة. كل ما لدينا بشأن الموازنة هو النص الحكومي الوارد الذي يفرض على الإقليم تسليم 250 ألف برميل من النفط يومياً مقابل حصة الإقليم المالية». ويضيف: «لا نعرف ما الذي سيحدث. هناك تأخير متعمد لإقرار الموازنة، والبعض يتحدث عن نص بديل رغم ما يقال إنها سلمت إلى البرلمان للتصويت عليها. نظن أن ثمة اتفاقات بين القوى الشيعية حول الموازنة لا ندري طبيعتها».
ومثلما يحدث في كل عام تقريباً، ما زالت الخلافات حول الموازنة قائمة بين الأطراف السياسية رغم عقد اللجنة المالية البرلمانية 46 اجتماعاً، مع ممثلين عن الوزارات والجهات الحكومية والجهات غير المرتبطة بوزارة لمناقشة التخصيصات في الموازنة. ولم يتمكن البرلمان من إقرار الموازنة لسنوات عدة؛ كانت أخراها السنة الماضية بالنظر للاحتجاجات الواسعة التي ضربت البلاد واستقالة حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي.
ويقول عضو اللجنة المالية، أحمد حمه، في تصريحات إن «مشروع قانون الموازنة اكتمل من الناحية المهنية، وتمت معالجة قضية الرواتب من خلال إلغاء الاستقطاعات، وكذلك رفع سعر برميل النفط في الموازنة». وأضاف أن «ما يؤخر عرض الموازنة على التصويت هو عدم حسم الخلاف بين بغداد وأربيل حول حصة كردستان في مشروع القانون، نتيجة الشروط الصعبة التي وضعتها الكتل الشيعية». وأشار حمه إلى أن «فقرة سعر صرف الدولار لا يمكن التعديل عليها على اعتبار أن وزارة المالية والبنك المركزي مسؤولان عن رسم السياسة المالية للبلاد»، في إشارة إلى قرار البنك المركزي خفض قيمة صرف الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي.
وقرر مجلس الوزراء، أمس، تأليف لجنة تتولى دراسة ما ترتب على تغيير سعر صرف العملة، واقتراح الحلول المطلوبة قدر تعلق الأمر بالمشروعات الاستثمارية. وذلك طبقاً لبيان صادر عن المجلس.
وما زال قرار خفض سعر الصرف ليبلغ 146 ألف دينار مقابل الدولار الواحد، يواجه اعتراض قطاعات تجارية واقتصادية واسعة، بالنظر لحالة الركود في الأسواق، وانعكاساته السلبية على مجمل النشاطات التجارية والاقتصادية في البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.