الاتحاد الأوروبي يعاقب 4 مسؤولين روس و19 فنزويلياً

وزراء التكتل الـ 27 اتفقوا مع بلينكن على استخدام نظام عقوبات مرتبط بحقوق الإنسان ضد موسكو

سيتعين على بوريل أن يضع رسمياً لائحة بأسماء الأشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات في الأيام المقبلة (أ.ف.ب)
سيتعين على بوريل أن يضع رسمياً لائحة بأسماء الأشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات في الأيام المقبلة (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يعاقب 4 مسؤولين روس و19 فنزويلياً

سيتعين على بوريل أن يضع رسمياً لائحة بأسماء الأشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات في الأيام المقبلة (أ.ف.ب)
سيتعين على بوريل أن يضع رسمياً لائحة بأسماء الأشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات في الأيام المقبلة (أ.ف.ب)

في خطوة قد تزيد التوترات مع موسكو، أعلن الاتحاد الأوروبي (الاثنين) عن فرض عقوبات على 4 مسؤولين روس بارزين، على خلفية اعتقال وسجن المعارض أليكسي نافالني وأنصاره، دون أي تفاصيل حول أسماء المسؤولين الذين سيستهدفون بتجميد أصولهم وحظر السفر.
وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 اجتماعاً في بروكسل لبحث جدول أعمال مشحون، يشمل أيضاً محادثات عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن. وقال دبلوماسيون في بروكسل إنه تم التوصل إلى «اتفاق سياسي» لاستخدام نظام العقوبات الجديد المرتبط بحقوق الإنسان للمرة الأولى من أجل معاقبة 4 مسؤولين روس كبار ضالعين في سجن نافالني والقمع ضد أنصاره. وأوضحوا أن العقوبات لن تشمل أياً من الأثرياء النافذين المقربين من السلطة.
كان نافالني قد انتقد صراحة النواب الأوروبيين، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، خلال علاجه في ألمانيا بعدما تعرض للتسميم في روسيا، وقال: «على الاتحاد الأوروبي أن يستهدف المال والنخبة القريبة من السلطة، وليس النخبة السابقة، بل الجدد؛ دائرة بوتين الضيقة»، مضيفاً: «ما دام أن يخوت (عليشار) عثمانوف لا تزال راسية في برشلونة أو موناكو، ما من أحد في روسيا أو الكرملين سيأخذ العقوبات على محمل الجد».
وتهدد روسيا بفرض تدابير مضادة إذا ما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة عليها. وقال جوزيب بوريل، ممثل الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قبل محادثاته مع الوزراء الـ27 في بروكسل: «من الواضح أن روسيا في طريق المواجهة مع الاتحاد الأوروبي».
وسيتعين على بوريل أن يضع رسمياً لائحة بأسماء الأشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات في الأيام المقبلة، كما قال دبلوماسي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويمهد الضوء الأخضر من الوزراء الطريق لإجراءات مثل تجميد الأصول أو حظر السفر تستهدف الأشخاص المرتبطين بسجن المعارض البارز للكرملين نافالني. ويمكن الآن أن يبدأ العمل لاختيار الجهات أو الأفراد المستهدفين بالعقوبات، ووضع الإطار القانوني لها. وفرض التكتل بالفعل تدابير عقابية على موسكو، على خلفية دورها في الصراع في أوكرانيا، وبعد محاولة تسميم نافالني في أغسطس (آب) الماضي.
وكان نافالني قد نجا من محاولة تسميم بغاز أعصاب، وتم نقله لتلقي العلاج في ألمانيا. وقد عاد إلى روسيا منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تم اعتقاله على الفور. وحكم عليه بالسجن بتهمة انتهاك قواعد الإفراج المشروط في إدانة سابقة بالاحتيال. ومنذ ذلك الحين، تطالب دول الاتحاد الأوروبي بإطلاق سراح نافالني دون جدوى، وسط موجة من الاحتجاجات الداعمة له في روسيا، واعتقال الآلاف من المشاركين فيها. وتشدد الموقف حيال روسيا بعد زيارة بوريل إلى موسكو هذا الشهر التي انتهت بنكسة كبرى مع قيام الكرملين بطرد دبلوماسيين أوروبيين.
ومن جانب آخر، اتفق الوزراء على فرض عقوبات على 19 مسؤولاً في نظام رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، لدورهم في أعمال وقرارات تقوض الديمقراطية وسيادة القانون في هذا البلد، وفق ما أعلن في بيان رسمي.
والقرار الذي صادق عليه وزراء خارجية الاتحاد، خلال اجتماعهم الاثنين، يرفع إلى 55 العدد الإجمالي للمسؤولين وكبار الموظفين في حكومة مادورو الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات تتضمن منع الحصول على تأشيرة دخول، وتجميد أصول في دول الاتحاد.
وأوضح البيان أن «هذه الإجراءات الموجهة وُضعت بحيث لا يكون لها عواقب إنسانية سلبية أو تبعات غير مقصودة على السكان الفنزويليين، ويمكن إلغاؤها».
ويبحث الوزراء كذلك في الإجراءات المعتمدة حيال القمع في هونغ كونغ، حيث تعيد الصين النظر بمبدأ «بلد واحد ونظامان». وقال دبلوماسي أوروبي: «سندرس الخطوات الإضافية التي يمكننا اعتمادها». وقد تفرض عقوبات أيضاً على بيلاروسيا بسبب التوقيفات والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون فيها. وقد فرضت 3 دفعات من العقوبات ضد النظام البيلاروسي حتى الآن، وأدرج الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على القائمة السوداء، من دون أي نتيجة حتى الآن، فيما يعزز دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلني النظام في مينسك.
ويرتقب أن تركز المحادثات الأولى عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع وزير الخارجية الأميركي الجديد على التعاون حول سلسلة مواضيع، من روسيا إلى الصين، وصولاً إلى مسألة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».