أنور هدام لـ {الشرق الأوسط}: أريد العودة إلى بلدي لإحداث التغيير

القضاء الأميركي يسقط تهمة الإرهاب عن أبرز الإسلاميين المطلوبين لدى الجزائر

أنور هدام لـ {الشرق الأوسط}: أريد العودة إلى بلدي لإحداث التغيير
TT

أنور هدام لـ {الشرق الأوسط}: أريد العودة إلى بلدي لإحداث التغيير

أنور هدام لـ {الشرق الأوسط}: أريد العودة إلى بلدي لإحداث التغيير

قال القيادي الإسلامي الجزائري أنور هدام، المقيم بالولايات المتحدة منذ 20 سنة، إن القضاء الأميركي أبطل قرارا حكوميا بتسليمه إلى السلطات الجزائرية، التي تعدّه «حليفا» لـ«الجماعة الإسلامية المسلحة»، التي ارتكبت فظائع في عقد التسعينات من القرن الماضي.
وقال هدام، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن متاعبه مع الحكومة الأميركية، بخصوص تهم الإرهاب التي تلاحقه بناء على طلب من السلطات الجزائرية «زالت نهائيا، لكن قرار منعي من اللجوء السياسي يظل ساريا»، مشيرا إلى أن «هناك طرقا أخرى ممكنة لبقائي هنا، مثل طلب الإقامة الدائمة. لكن الذي يهمني هو العودة إلى أرض الوطن، متمتعا بجميع حقوقي المدنية والسياسية».
ولتحقيق ذلك، كشف هدام عن وجود تواصل مع السلطات المعنية، من دون تقديم تفاصيل. لكن المعروف أن ملف «المصالحة الوطنية» الذي يجري في إطاره إبطال المتابعة القضائية ضد المتابعين بتهم الإرهاب، تشرف عليه المخابرات العسكرية. وأضاف هدام «أنا أريد العودة طواعية وليس مكبّل اليدين، وذلك للمساهمة في إحداث التغيير السياسي الضروري لتحقيق التحول الاقتصادي، وحل الأزمة الاقتصادية الخطيرة». وقال إنه «بصدد التواصل مع السلطات المعنية لتحقيق العودة إلى الجزائر».
وذكر القيادي السابق في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، في بيان أمس، أن قاضي الهجرة بالولايات المتحدة «أصدر يوم 29 يناير (كانون الثاني) الماضي أمرا بعدم إبعادي إلى الجزائر»، مؤكدا رأي المحكمة الفيدرالية (الدائرة الرابعة).
وكان هدام على وشك العودة إلى الجزائر عام 2006، في إطار سياسة «المصالحة»، غير أن جهة نافذة في السلطة حالت دون ذلك. وفاز هدام في انتخابات البرلمان التي جرت في نهاية 1991، بولاية تملسان (غرب الجزائر)، وتدخل الجيش لإلغاء نتائجها وأجبر الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.