تنظيم «داعش» قتل 50 أسيرا في سوريا هذا العام

علوش يتوعد دمشق ويعلنها مسرحًا لعملياته

تنظيم «داعش» قتل 50 أسيرا في سوريا هذا العام
TT

تنظيم «داعش» قتل 50 أسيرا في سوريا هذا العام

تنظيم «داعش» قتل 50 أسيرا في سوريا هذا العام

مع تواصل القصف الجوي العنيف من قبل قوات النظام على مناطق وبلدات الغوطة الشرقية، لا سيما مدينة دوما حيث يتمركز «جيش الإسلام»، أصدر زعيمه زهران علوش في وقت متأخر من ليل أول من أمس الثلاثاء، بيانا أعلن فيه «مدينة دمشق منطقة عسكرية منذ يوم الأربعاء». وجاء في البيان الذي نشر على موقع «تويتر» أن القصف على دمشق يأتي «ردا على ما يحصل من غارات على دوما والغوطة الشرقية عموما، واعتبارا من يوم الأربعاء ستكون (دمشق منطقة عسكرية ومسرحا للعمليات)». وحذر نص البيان «المواطنين وجميع البعثات الدبلوماسية وطلاب المدارس والجامعات من الاقتراب من المناطق العسكرية أو الأمنية أو أي مواكب تابعة لها، أو حتى الوجود في الشوارع أثناء أوقات الدوام الرسمية».
وشهدت المدينة هدوءا حذرا والتزم السكان منازلهم خوفا من التهديد. ويقول شهود عيان في العاصمة السورية إن بعض المدارس الخاصة أعادت التلاميذ إلى بيوتهم منذ بداية اليوم المدرسي، كما بدت أسواق المدينة دون حركة، بسبب التهديد من جهة، وارتفاع الدولار وتراجع سعر الليرة السورية من جهة أخرى.
وكان «جيش الإسلام» قد توعد دمشق بقصف أكثر من ألف صاروخ الأحد قبل الماضي، ونفذ تهديده بقصف أكثر من مائة قذيفة يومي الأحد والاثنين من الأسبوع الماضي، كما نوه في مؤتمر صحافي بامتلاكه «جهازا استخباراتيا في دمشق يقوم بتزويدهم بالمعلومات بشكل متتابع، استطاعوا من خلاله التأكد من مقتل أكثر من 10 ضباط من نظام الأسد بينهم رئيس مراسم القصر الجمهوري».
في المقابل، واصلت قوات النظام دك مدينة دوما بالقصف المدفعي والجوي، وسجل أمس سقوط صاروخين أرض - أرض، أديا إلى دمار واسع وسقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى، معظمهم أطفال، جراء سقوط أحد الصاروخين على مدرسة.
في سياق آخر، نفى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض بدر جاموس أن تكون مشكلة تمديد الجوازات هي السبب الوحيد لإقالة سفير الائتلاف في قطر نزار الحراكي، التي جاءت بعد أن طالب ناشطون معارضون عبر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بإقالة السفير على خلفية قرار السفارة تمديد جوازات السفر للسوريين في قطر، وقد تبين أنه غير قانوني وغير معترف به دوليا.
وقال جاموس إن هناك أسبابا كثيرة لإقالته، أهمها «عدم التزام الحراكي بقرارات الائتلاف ورئيسه، بالإضافة إلى مشاركته بمهمات سياسية وورشات عمل في عدة دول دون إذن الائتلاف، مثل ذهابه إلى موسكو في الوفد المرافق للشيخ معاذ الخطيب». وأكد جاموس أن الائتلاف شكل لجنة لتقصي الحقائق حول موضوع تمديد الجوازات، ستقوم بدراسة حيثيات القضية وأبعادها القانونية والإجرائية، بحسب ما جاء في تصريح لصحيفة «مدار اليوم» المعارضة.
وعلى صعيد ضحايا المجموعات المسلحة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم داعش قتل 50 أسيرا في سوريا هذا العام اتهمهم بإهانة الذات الإلهية، أو التجسس، أو بأنهم من مقاتلي الأعداء، ومن بينهم الطيار الأردني الذي أحرق حيًّا. وأضاف المرصد أن الجماعة المتشددة قتلت معظمهم بقطع الرقاب أو بإطلاق النار.
وقتلت الجماعات الأخرى في سوريا أسرى أيضا، وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن «جبهة النصرة» جناح تنظيم القاعدة في سوريا قتلت 6 أشخاص، بينما قتلت جماعات مسلحة أخرى أو جماعات موالية للحكومة نحو 20 شخصا. و4 من هؤلاء القتلى كانوا نساء.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.