وفد من الفاتيكان في جنوب العراق تمهيداً لزيارة البابا

زار مدينة أور الأثرية في الناصرية

وفد الفاتيكان لدى وصوله إلى الناصرية أمس (مكتب محافظ ذي قار)
وفد الفاتيكان لدى وصوله إلى الناصرية أمس (مكتب محافظ ذي قار)
TT

وفد من الفاتيكان في جنوب العراق تمهيداً لزيارة البابا

وفد الفاتيكان لدى وصوله إلى الناصرية أمس (مكتب محافظ ذي قار)
وفد الفاتيكان لدى وصوله إلى الناصرية أمس (مكتب محافظ ذي قار)

وصل وفد من الفاتيكان إلى محافظة ذي قار جنوب العراق، أمس، في إطار جولة تفقدية تمهيداً لزيارة البابا فرنسيس إلى المحافظة مطلع مارس (آذار) المقبل، وتستمر 3 أيام يزور خلالها بغداد والناصرية والنجف ونينوى وأربيل، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى العراق.
وزار الوفد المؤلف من 15 شخصية الزقورة في مدينة أور الأثرية بالناصرية للاطلاع على الترتيبات المتعلقة بزيارة البابا، وقال مصدر في الناصرية إن «الوفد قد يجري جولة في بعض المؤسسات الصحية بالمدينة».
وتعاني مدينة الناصرية ومحافظة ذي قار بشكل عام من حالة عدم استقرار منذ أكثر من عام نتيجة الاحتجاجات الشعبية المتواصلة هناك ضد ضعف الأمن وانهيار الخدمات وتراجع فرص العمل.
وكان زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر تحدث الأسبوع الماضي، عن جهات لم يسمها «معترضة على الزيارة»، لكنه قال إن «الانفتاح على الأديان أمر مستحسن، وزيارته (البابا) للعراق مرحب بها».
وتحظى زيارة البابا المرتقبة باهتمام غالبية الأوساط العراقية. وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عدّ الأسبوع الماضي خلال لقائه سفير الفاتيكان في بغداد، ميتغا لسكوفر، لمناقشة ترتيبات الزيارة، أنها ستسهم في «ترسيخ الاستقرار، وإشاعة روح التآخي في العراق وفي عموم المنطقة».
وأول من أمس، أكد مستشار رئيس الجمهورية العراقية إسماعيل الحديدي، أن قرار فرض حظر التجوال بسبب «كورونا» لن يؤثر على زيارة البابا فرنسيس إلى البلاد. وقال الحديدي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن «تفشي فيروس (كورونا) والتشدد في فرض إجراءات الحظر لن يؤثرا في برنامج زيارة البابا إلى العراق»، مستبعداً أي تأجيل للزيارة.
وأعلن الفاتيكان في وقت سابق عن برنامج زيارة البابا التي تبدأ في الخامس من مارس (آذار) المقبل وتنتهي في الثامن منه، وتتضمن زيارة بغداد والنجف حيث يلتقي المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني وسط أنباء عن توقيع «وثيقة إخاء» بين الحبر الأعظم والمرجع الأعلى.
ومن المنتظر أن يزور البابا كاتدرائيّة «سيّدة النجاة» للسريان الكاثوليك في بغداد التي هاجمها عناصر تنظيم «القاعدة» عام 2010 ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المصلين. كما سيزور مدينة أور الأثرية في الناصرية وسهل نينوى حيث الأغلبية المسيحية، ومحافظة أربيل في إقليم كردستان، ويلتقي كبار المسؤولين في بغداد وأربيل.
وفي الأسبوع قبل الماضي، قدّم القس دنخا عبد الأحد، المشرف على الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس إلى أربيل، شرحاً مفصلاً عن الزيارة إلى محافظة نينوى والإقليم، عادّاً أن للزيارة «مدلولات تاريخية، وهي أول زيارة في تاريخ الكنيسة، حيث سيقام قداس الختام الذي يجمع الناس في أماكن مفتوحة واسعة في أربيل، وتحديداً في ملعب (فرانسو حريري). وأضاف: «سيتم استقبال 10 آلاف شخص في الملعب الذي يتسع لـ30 ألف مواطن، للتمكن من تطبيق التباعد الاجتماعي، مع الحرص على ارتداء الكمامة، وستخصص مقاعد للقادمين من كل مناطق الإقليم، لإفساح المجال للقاء البابا في مكان مفتوح».
ووفقاً لدنخا، ستكون للبابا جولة بالسيارة في أربيل، ليحيي من خلالها الناس الذين سيكونون واقفين على جانبي الشارع، وقال إن «هذه الأرض مهمة جداً للكنيسة، حيث انطلقت منها المسيحية لجميع أنحاء العالم، خصوصاً حدياب وأربائيلو بسبب وجود أقدم مجموعة مسيحية في العالم... ننظر لهذه الزيارة أن تكون دعماً كاملاً للمتعبين والمعذبين، خلال السنوات الماضية، خصوصاً ما حدث بعد 2003 و2014، وما حدث في كنيسة (سيدة النجاة)، ورسالة البابا والكنيسة في هذه الزيارة جاءت أملاً لكل من تعذبوا من الحروب».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.