إعلان روسي عن قرب تدشين أول محطة نووية في مصر

مدير «روس أتوم»: «الضبعة» آمنة تماماً

TT

إعلان روسي عن قرب تدشين أول محطة نووية في مصر

توقع أليكسندر فورونكوف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «روساتوم» النووية الروسية الحكومية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، البدء قريباً في إقامة أول محطة نووية مصرية، مؤكداً في تصريحات له، في القاهرة أمس، أن المحطة «آمنة تماماً ولن تسبب تلوثاً للبيئة».
وتعمل «روساتوم»، المتخصصة في الطاقة النووية المملوكة للدولة الروسية، على تدشين أول محطة للطاقة النووية في مصر، بمدينة الضبعة على شواطئ البحر المتوسط (130 كم شمال غربي القاهرة). وتتألف المحطة من 4 مفاعلات نووية، قدرة الواحد منها 1200 ميغاواط، بإجمالي قدرة 4800 ميغاواط.
ونظمت الشركة الروسية، أمس، «مهرجان العلوم 2021 بالقاهرة»، بهدف تعليم الطلاب والدارسين بالطاقة النووية واستخداماتها السلمية، وعرض دراسة علمية عن كيفية الدراسة في روسيا. ويضم المهرجان معرضاً لصور من صناعات وتقنيات روساتوم للطاقة النووية.
وفي كلمته بمناسبة افتتاح المهرجان، قال فورونكوف، إن مشروع الضبعة سيؤدي إلى «تغير الحياة بشكل كامل، في محافظة مطروح بشكل خاص، ومصر بشكل عام»، مضيفاً أنهم «قاموا بعمل أفلام وثائقية ترصد تأثير إقامة المشروعات على المواطنين البسطاء وكيف غيرت حياتهم، وكذلك تأثيرها على معدلات النمو الاقتصادي للعديد من الدول». وأضاف أن «محطة الضبعة ستكون من أكثر المحطات النووية أماناً على مستوى العالم».
وأشار فورونكوف، إلى أن مهرجان العلوم الأول الذي ينظمه المركز الثقافي الروسي، تشارك فيه المؤسسة من خلال توفر بعض المواد مثل الصور، وأدوات المحاكاة وأفلام الفيديو التي تخص الصناعات النووية.
وأكد استعداد الشركة لتوفير الدعم أو أي مساعدة لنجاح عمل مدرسة الضبعة للطاقة النووية، التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم المصرية، وأن هناك كوادر يتم تدريبها في روسيا وهناك عناصر مصرية عديدة تدربت في جامعات روسيا في مجال الطاقة النووية خلال الفترة الماضية.
وكان رئيس هيئة المحطات النووية الدكتور أمجد الوكيل، قد أكد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنه من المتوقع إصدار إذن في 2021، لإنشاء موقع في الضبعة الذي يسمح ببدء وضع القواعد الخرسانية للمفاعلات النووية، بعد تلافي الملاحظات الخاصة بالمشروع.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.