عقيق أبيض في معدة طائر من عصر الديناصورات

إعادة بناء الطائر «بوهايورنيس جوي»
إعادة بناء الطائر «بوهايورنيس جوي»
TT

عقيق أبيض في معدة طائر من عصر الديناصورات

إعادة بناء الطائر «بوهايورنيس جوي»
إعادة بناء الطائر «بوهايورنيس جوي»

من الصعب معرفة كيف كانت حياة حيوانات ما قبل التاريخ، حتى الإجابة على أسئلة تبدو بسيطة، مثل نوعية طعامها، يمكن أن يكون تحدياً كبيراً، لكن في بعض الأحيان، يحالف الحظ علماء الأحافير، حيث تحافظ الحفريات على محتويات المعدة، وهو ما حدث بالفعل مع حفرية طائر ينتمي إلى العصر الطباشيري، عاش بجوار الديناصورات.
وبينما كان علماء متحف فيلد في شيكاغو بأميركا والأكاديمية الصينية للعلوم، يتطلعون لرؤية محتويات تكشف طبيعة الغذاء في معدة الطائر المنقرض «بوهايورنيس جوي»، الذي عثر عليه شمال شرقي الصين، فوجئوا بوجود بللورات من العقيق الأبيض في المعدة، وهو الاكتشاف الذي أعلنوا عنه أول من أمس في دورية «فرونتيريز إن إيرث ساينس».
والطائر «بوهايورنيس جوي»، ينتمي إلى جزء من سلالة مبكرة من طيور العصر الطباشيري، المعروفة باسم «إنانتيورنيثينيس»، والتي يعود تاريخها إلى نحو 120 مليون سنة، وكانت ذات يوم أكثر الطيور شيوعاً في العالم، وعُثر على الآلاف من عيناتها في منطقة «جيهول بيوتا» بشمال شرقي الصين.
ورغم العدد الهائل من طيور «إنانتيورنيثينيس» المحفوظة جيداً، لم تحتفظ أي منها بآثار طعام في بطونها، وعثرت دراسات سابقة على صخور في معدتها، وافترضوا أنّ هذه الصخور كانت تستخدم لتنظيف المعدة وليس لهضم الطعام، كما تفعل الطيور الحية حالياً.
وتمتلك العديد من الطيور الحية عضواً يسمى الحوصلة - وهو جزء عضلي سميك من المعدة يساعدها على هضم الطعام، وتبتلع صخوراً صغيرة، تسمى أحجار القوانص، وتشق طريقها إلى الحوصلات، حيث تساعد في سحق الطعام القاسي.
وعُثر على أحجار القوانص هذه، التي تسمى حصوات المعدة، في بعض أحافير الديناصورات والطيور، مما يوفر أدلة بشأن ما تأكله تلك الحيوانات - وقد ارتبطت بالنظام الغذائي للمواد النباتية والبذور القاسية.
وافترضت دراسة أجريت في عام 2015. على حفرية للطائر المنقرض «بوهايورنيس جوي»، أنّ حصوات المعدة التي عثر عليها كانت لتنظيف المعدة، وليس لهضم الطعام، وذلك بسبب شكلها المختلف المستطيل، على عكس حصوات المعدة الشائعة، والتي كانت تبدو مستديرة ومتشابهة في التركيب مع بعضها بعضاً.
وأكدت الدراسة الجديدة التي أجريت على حفرية أخرى لنفس الطائر هذه الوظيفة، حيث كشفت عن نوع جديد ومختلف من الصخور التي استخدمت، وهو بللورات العقيق الأبيض.
وتوصل الفريق البحثي لهذا الاكتشاف عن طريق استخراج عينة الصخور في معدة بوهايورنيس وفحصها تحت المجهر الإلكتروني الماسح، ثم عرضوا الصخور للأشعة السينية لتحديد الأطوال الموجية التي تمتصها الصخور، ونظراً لأنّ كل معدن يمتص أطوال موجية مختلفة، فقد ساعد ذلك الباحثين على تحديد النوع.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.