صواريخ على قاعدة تستضيف أميركيين شمال بغداد

عملية أمنية ضد {داعش} بإشراف الكاظمي

جانب من العملية الأمنية ضد «داعش» في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)
جانب من العملية الأمنية ضد «داعش» في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

صواريخ على قاعدة تستضيف أميركيين شمال بغداد

جانب من العملية الأمنية ضد «داعش» في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)
جانب من العملية الأمنية ضد «داعش» في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)

قال مسؤولو أمن عراقيون إن عدة صواريخ ضربت قاعدة بلد الجوية العراقية شمالي بغداد أمس السبت مما أسفر عن إصابة متعاقد عراقي.
وأوضحت وكالة {رويترز} أن الهجوم هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع الذي يستهدف قاعدة تستضيف قوات أميركية أو متعاقدين أميركيين.
وكانت جماعات مسلحة يقول بعض المسؤولين العراقيين إنها مدعومة من إيران أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق ومنها هجوم في الأسبوع الماضي على مجمع مطار أربيل الدولي. وقتل الهجوم متعاقداً يعمل مع القوات الأميركية في قاعدة عسكرية بالمجمع.
في غضون ذلك، أشرف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على عملية أمنية شمالي بغداد أمس السبت انتهت بمقتل قياديين في تنظيم «داعش» أبرزهم «والي الطارمية». والتقى الكاظمي قيادات الفرقة السادسة والقادة الميدانيين في منطقة الطارمية التي لا تزال أخطر المناطق التي تنتشر فيها خلايا نائمة لـ«داعش» في أقرب نقطة من العاصمة بغداد.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان لها أنه «فجر يوم السبت تحركت قوة من قيادة عمليات بغداد متمثلة بلواء المشاة 59 بالفرقة السادسة بعد ورود معلومات استخبارية عن وجود مضافة للعدو سيتم فيها عقد اجتماع لعناصر «داعش» الإرهابي». وطبقاً للبيان فإن القوة «تمكنت من قتل 5 من الإرهابيين منهم وأهمهم المسؤول العسكري والإداري العام لشمال بغداد ومن الدرجة الثانية من الأهمية إعلامي ولاية الفلوجة». وأوضح البيان أنه «وبحسب معلومات استخبارية فإن الاجتماع كان هدفه التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية داخل العاصمة بغداد».
في السياق ذاته، أعلن قائد عمليات بغداد اللواء الركن أحمد سليم أن الإرهابيين الذين تمت إطاحتهم «كانوا يرومون تنفيذ هجمات إرهابية في العاصمة بغداد». أما خلية الإعلام الأمني فقد أكدت من جهتها أنه بناء على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بوجود مجموع إرهابية في بساتين الطابي بقضاء الطارمية نفذت قوة مشتركة من الفرقة السادسة بالجيش العراقي والحشد العشائري عملية مداهمة للمكان واشتبكت مع المجموعة الإرهابية «حيث تمكنت من قتل خمسة عناصر إرهابية كما أسفرت عن مقتل اثنين من الحشد العشائري وإصابة جندي بجروح».
في السياق نفسه، قال مدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن فائز المعموري إن العملية «تمت وفقاً لمعلومات دقيقة من أحد المصادر الداخلية داخل منطقة الطارمية تفيد بأن هناك مضافة (داعشية) جديدة ستفتح في أحد بساتين المنطقة»، مبيناً أنه «تمت متابعة الهدف من 3 إلى 4 أيام وبالتعاون مع القطاعات الماسكة للأرض حيث تم نصب كمين للمجرمين وتم اختراقهم وضربهم ضربة قوية من خلال قطعاتنا هناك».
وبشأن أهمية العملية التي أشرف عليها الكاظمي ميدانياً في منطقة الطارمية، يقول أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين الدكتور حسين علاوي لـ«الشرق الأوسط» إنها «جهد استخباري فعال يهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب في واحدة من أهم حواضنه». وأضاف: «العملية توفرت فيها كل عناصر النجاح سواء من العزم الاستخباري والاتصال الجماهيري والتحشيد الاجتماعي لأهالي المنطقة الذين هم المتضرر الأكبر من تسلل هذه المجاميع إلى مناطقهم وبالتالي فإنهم باتوا يتداعون ضد هذا الخطر من أجل نهاية فلول (داعش) في العراق».
وحول وجود الكاظمي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة هناك، يقول علاوي إن «الكاظمي مستمر في متابعة العمليات هناك التي يمكن أن نسميها عمليات الصيد والتنظيف في المناطق الزراعية المفتوحة، حيث إنه كان موجوداً منذ ساعات الفجر الأولى وتابع بدقة عملية قتل الإرهابيين في خاصرة مهمة من خواصر بغداد الأمنية وهي قاطع الطارمية». وأوضح أن «قاطع الطارمية يعد في الواقع واحداً من أكثر القواطع سخونة بالقرب من بغداد والذي يمثل واحداً من أبرز التحديات الأمنية لنا، حيث إن هذا القاطع استثمرت فيه أجيال الإرهاب عبر الجغرافية والمناطق الزراعية الشاسعة». وعد علاوي «وجود القائد العام بين المقاتلين بمثابة رسالة مهمة بهدف تعزيز الروح المعنوية للمواطن والمقاتل معاً».
وأكد أن «الحكومة والكاظمي شخصياً يرى أن هذه المنطقة لا بد أن تتحول إلى نقطة استقرار وعقدة مواصلات استراتيجية للعاصمة بغداد مع المحافظات العراقية الأخرى وهذا ما يتطلب المزيد من التواصل مع أهالي المنطقة من قبل القوات الأمنية والجهاز الحكومي لتعزيز الاستقرار».
في السياق نفسه، يقول الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية الطارمية تعد «استثنائية واشتركت فيها كل القطعات الأمنية، الاستخبارات والقوات العسكرية والحشد الشعبي والقوات المرابطة هناك»، موضحاً أن «مناطق شمال بغداد وذراع دجلة تمثل أحد أهم المواقع التي يتحصن فيها (داعش) لأكثر من عقد ونيف من الزمان، وبالتالي فإن أهميتها هي أنها جاءت للحد من خطورته وتقليم أظافره وهي عملية استكمالية لمقتل القيادي السابق أبو ياسر العيساوي قبل فترة ليست بعيدة».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.