السبسي: التونسيون غير قادرين على مواجهة مشكلة الإرهاب بفعالية

الرئيس التونسي يبدي تشاؤمه من إمكانية انفراج أزمة اتحاد المغرب العربي المعطل

السبسي: التونسيون غير قادرين على مواجهة مشكلة الإرهاب بفعالية
TT

السبسي: التونسيون غير قادرين على مواجهة مشكلة الإرهاب بفعالية

السبسي: التونسيون غير قادرين على مواجهة مشكلة الإرهاب بفعالية

أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أن التونسيين غير قادرين على مواجهة مشكلة الارهاب بمفردهم، منوها بالتعاون في هذا المجال مع الجزائر، التي ينتطر ان يصلها اليوم (الاربعاء) كاول زيارة له خارج تونس منذ انتخابه.
وصرح السبسي في حوار مع صحيفة "الوطن" باللغة الفرنسية نشر اليوم، ان "التونسيين لم يعرفوا الارهاب في السابق (...)، واعتقد انهم غير قادرين على حل هذا المشكل بفعالية بمفردهم لأننا لم نكن مستعدين لذلك".
وبحسبه، فان التونسيين الذين واجهوا المجموعات الجهادية بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011، "أصبحوا الآن اكثر استعدادا ويحققون نتائج أفضل". وتابع "لكن القضاء على الارهاب لا يمكن ان يتم بشكل آني، وبهذا الخصوص لدينا تعاون جيد مع الجزائر التي كانت هي نفسها ضحية للارهاب". واضاف "لدينا تعاون (لمراقبة) الحدود بين البلدين. والجزائر لديها تجربة في مجال مكافحة الارهاب.. مصيرنا مرتبط".
وما زالت الجزائر تواجه هجمات لمجموعات مسلحة متشددة، رغم تراجعها منذ اقرار سياسة المصالحة الوطنية، ما سمح بتخلي آلاف المتشددين عن السلاح، وانهاء عشر سنوات من العنف خلال سنوات 1990.
وفي حوار آخر لصحيفة "الخبر" عاد السبسي الى قرار مشاركة حركة النهضة في الحكومة رغم معارضة "شخصيات قيادية في حزب نداء تونس". وقال "احترم الوجود السياسي للنهضة التي لديها كتلة كبيرة في المجلس، 69 نائبا.. وهم الآن معنا في الحكومة التي تحوز على اكبر قدر من التوافق" وتابع "طلبت من الصيد (رئيس الحكومة، الحبيب) التريث والتاني ومراجعة تشكيلة الحكومة (...) لاعطائها مصداقية في نظر الشركاء الدوليين".
وعلى المستوى الاقليمي، أبدى السبسي تشاؤمه من امكانية انفراج أزمة اتحاد المغرب العربي المعطل منذ 1994 بسبب الخلافات بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء الغربية. وقال "ليس هناك أفق بالنسبة لاتحاد المغرب العربي، ولا أعتقد ان هناك امكانية لتجاوز المعضلات، خاصة ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية"، وأضاف "لو نجحنا في السابق في وضع هذه القضية في اطار الأمم المتحدة والعمل في المقابل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لأمكن لنا ان نقيم تطورا إيجابيا، لكني لا أرى أفقا لذلك".
واتحاد المغرب العربي العربي الذي انشئ في 1989 يضم تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتنيا.



تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة، دون توضيح هوية هذا التنظيم، وإن كان على علاقة بالموقوفين سابقاً في قضايا إرهابية نُسبت إلى فروع جماعتي «داعش» و«القاعدة» في شمال أفريقيا، مثل تنظيم «جند الخلافة» و«خلية عقبة بن نافع».

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

ووصف بلاغ الإدارة العامة للحرس الوطني في صفحته الرسمية الموقوفين الجدد بـ«التكفيريين»، وهي الصيغة التي تُعتمد منذ سنوات في وصف من يوصفون بـ«السلفيين المتشددين» و«أنصار» الجهاديين المسلحين.

من محافظات عدة

وأوضح المصادر أن قوات تابعة للحرس الوطني أوقفت مؤخراً في مدينة طبربة، 20 كلم غرب العاصمة تونس، عنصراً «تكفيرياً» صدرت ضده مناشير تفتيش صادرة عن محكمة الاستئناف بتونس بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، ومحكوم غيابياً بالسجن لمدة 6 أعوام.

كما أعلن بلاغ ثانٍ صادر عن الإدارة العامة عن الحرس الوطني أن قواتها أوقفت مؤخراً في منطقة مدينة «مساكن»، التابعة لمحافظة سوسة الساحلية، 140 كلم جنوب شرقي العاصمة، متهماً بالانتماء إلى تنظيم إرهابي صدرت ضده أحكام غيابية بالسجن.

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

بالتوازي مع ذلك، أعلنت المصادر نفسها أن الحملات الأمنية التي قامت بها قوات النخبة ومصالح وزارة الداخلية مؤخراً براً وبحراً في محافظات عدة أسفرت عن إيقاف مئات المتهمين بالضلوع في جرائم ترويج المخدرات بأنواعها من «الحشيش» إلى «الحبوب» و«الكوكايين».

في السياق نفسه، أعلنت مصادر أمنية عن إيقاف ثلاثة متهمين آخرين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» من محافظة تونس العاصمة وسوسة وبنزرت سبق أن صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن في سياق «الجهود المتواصلة للتصدي للعناصر المتطرفة» وتحركات قوات مصالح مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية ووحدات من الحرس الوطني.

المخدرات والتهريب

وفي سياق تحركات خفر السواحل والوحدات الأمنية والعسكرية المختصة في مكافحة تهريب البشر والسلع ورؤوس الأموال، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف عدد كبير من المهربين والمشاركين في تهريب المهاجرين غير النظاميين، وغالبيتهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وحجز عشرات مراكب التهريب ومحركاتها.

كما أسفرت هذه التدخلات عن إنقاذ نحو 83 مهاجراً غير نظامي من الموت بعد غرق مركبهم في السواحل القريبة في تونس؛ ما تسبب في موت 27 ممن كانوا على متنهما.

في الأثناء، استأنفت محاكم تونسية النظر في قضايا عشرات المتهمين في قضايا «فساد إداري ومالي» وفي قضايا أخرى عدّة، بينها «التآمر على أمن الدولة». وشملت هذه القضايا مجموعات من الموقوفين والمحالين في حالة فرار أو في حالة سراح، بينهم من تحمل مسؤوليات مركزية في الدولة خلال الأشهر والأعوام الماضية.

وفي سياق «الإجراءات الأمنية الوقائية» بعد سقوط حكم بشار الأسد في سوريا والمتغيرات المتوقعة في المنطقة، بما في ذلك ترحيل آلاف المساجين المغاربيين المتهمين بالانتماء إلى تنظيمات مسلحة بينها «داعش» و«القاعدة»، تحدثت وسائل الإعلام عن إجراءات «تنظيمية وأمنية جديدة» في المعابر.

في هذا السياق، أعلن عن قرار مبدئي بهبوط كل الرحلات القادمة من تركيا في مطار تونس قرطاج 2، الذي يستقبل غالباً رحلات «الشارتير» و«الحجيج والمعتمرين».

وكانت المصادر نفسها تحدثت قبل أيام عن أن وزارة الدفاع الأميركية أرجعت إلى تونس الاثنين الماضي سجيناً تونسياً كان معتقلاً في غوانتانامو «بعد التشاور مع الحكومة التونسية».

وأوردت وزارة الدفاع الأميركية أن 26 معتقلاً آخرين لا يزالون في غوانتانامو بينهم 14 قد يقع نقلهم، في سياق «تصفية» ملفات المعتقلين خلال العقدين الماضيين في علاقة بحروب أفغانستان والباكستان والصراعات مع التنظيمات التي لديها علاقة بحركات «القاعدة» و«داعش».

حلول أمنية وسياسية

بالتوازي مع ذلك، طالب عدد من الحقوقيين والنشطاء، بينهم المحامي أحمد نجيب الشابي، زعيم جبهة الخلاص الوطني التي تضم مستقلين ونحو 10 أحزاب معارضة، بأن تقوم السلطات بمعالجة الملفات الأمنية في البلاد معالجة سياسية، وأن تستفيد من المتغيرات في المنطقة للقيام بخطوات تكرّس الوحدة الوطنية بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية تمهيداً لإصلاحات تساعد الدولة والمجتمع على معالجة الأسباب العميقة للازمات الحالية.