دراسة تؤكد إمكانية التواصل مع الأشخاص النائمين

مشارك في الدراسة ينام في معمل لدى تحليل الإشارات الكهربائية من المخ والعينين على شاشة حاسوب (سي إن إن)
مشارك في الدراسة ينام في معمل لدى تحليل الإشارات الكهربائية من المخ والعينين على شاشة حاسوب (سي إن إن)
TT

دراسة تؤكد إمكانية التواصل مع الأشخاص النائمين

مشارك في الدراسة ينام في معمل لدى تحليل الإشارات الكهربائية من المخ والعينين على شاشة حاسوب (سي إن إن)
مشارك في الدراسة ينام في معمل لدى تحليل الإشارات الكهربائية من المخ والعينين على شاشة حاسوب (سي إن إن)

يتحدث الكثير من الأشخاص عن العديد من الأشياء الغريبة أثناء نومهم، لكن دراسة جديدة تجد أن شخصًا ما في منتصف حلم يمكنه فهم الأسئلة وحتى الإجابة عليها، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وتمت دراسة الأحلام على نطاق واسع، ولا يزال الخبراء يحاولون فهم سبب وجودها، وكيف يتم إنشاء سيناريوهات الأحلام، وما إذا كان الحلم يفيد وظائف الدماغ.
لكن الأحلام التي يتم تذكرها غالبًا ما تكون مليئة بالتفاصيل والتشوهات المنسية، لذلك أراد خبراء من جامعة نورث وسترن الأميركية التحدث إلى الناس وهم يحلمون في الوقت الفعلي، لمعرفة المزيد حول سبب حدوث الأحلام، وكيف يمكن أن تكون مفيدة للوظيفة العقلية.
وحاول العلماء التحدث إلى الناس أثناء الأحلام الواعية. أثناء الحلم الواضح، يؤكد الناس أنهم يدركون أنهم يحلمون، وغالبًا ما يقولون إنهم قادرون على توجيه محتوى الحلم أو التلاعب به إلى حد ما.
في تجارب منفصلة في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا، درس العلماء 36 شخصًا لديهم تجارب متنوعة في الأحلام الواضحة، وأقاموا اتصالًا ثنائي الاتجاه بين الأشخاص وطرح أسئلة باستخدام التحفيز الحسي، بما في ذلك اللمس، وأصوات التنبيه، والأضواء الساطعة.
قالت كارين كونكولي، عالمة الأعصاب الإدراكي في جامعة نورث وسترن وأحد مؤلفي البحث، لشبكة «سي إن إن»: «لقد طرحنا أسئلة على الأفراد في خضم أحلام واضحة، وكانوا قادرين على الإجابة بحركات العين أو تقلصات العضلات».
ووجد الباحثون أن الحالمين يمكنهم اتباع التعليمات لعمل معادلات رياضية بسيطة، والإجابة على أسئلة «نعم - لا»، والتفريق بين المنبهات الحسية البصرية والسمعية.
وأضافت كونكولي: «هذا يوضح أنه من الممكن إدراك المحفزات الخارجية بشكل صحيح وإجراء العمليات اللازمة للرد، كل ذلك أثناء النوم».
وكشفت الفرق عن دليل على وجود اتصالات ثنائية الاتجاه بين الباحثين والمرضى الذين ينتمون إلى جميع فئات المشاركين، والتي تشمل الحالمين ذوي الخبرة، والأشخاص الأصحاء المدربين على الحلم الواضح بأقل قدر من الخبرة والمرضى الذين يعانون من النوم القهري.
وقال كين بالير، مدير برنامج نورث وسترن لعلم الأعصاب الإدراكي لشبكة «سي إن إن»: «أظهرت ورقتنا نتائج محددة من عدة أمثلة من بين 29 مرة مختلفة عندما تلقينا إجابة صحيحة لسؤال من حالم»، مضيفًا أن هناك أيضًا حالات كثيرة حيث محاولات الاتصال لم تنجح. من بين 158 محاولة للتواصل ثنائي الاتجاه أثناء نوم حركة العين السريعة، أعطت 18.4 في المائة استجابات صحيحة.
وتعتبر حركة العين السريعة مرحلة النوم التي نحلم فيها ويتم دمج المعلومات والخبرات وتخزينها في الذاكرة.
وأوضح بالير: «كنا بحاجة فقط إلى نتائج من حفنة من الأشخاص لإثبات أن الاتصال ثنائي الاتجاه ممكن، وكان ذلك استنتاجنا الأساسي. لقد أظهرنا أنه يمكن أن يحدث حتى عند الأفراد الذين لديهم أدنى خبرة سابقة في الحلم الواضح».
وتابع: «أظهرت نتائجنا أن الحالمين يمكنهم فهم الأسئلة بشكل صحيح، والاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة العاملة والتلاعب بالمعلومات (كما هو الحال في الحسابات الرياضية)، والتعبير عن إجاباتهم بشكل متماسك».
ويقول الباحثون أنه يمكن استخدام أساليبهم لإجراء المزيد من الأبحاث حول الذاكرة وعلاج الكوابيس.


مقالات ذات صلة

صحتك جانب من الحضور

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

تُختتم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (أبوظبي)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.