مصر: نهاية «لؤلؤ» تصدم المشاهدين... وتُزعج بطلته

خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل لعب على خلطة النجاح المضمونة»

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)
بوستر المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)
TT

مصر: نهاية «لؤلؤ» تصدم المشاهدين... وتُزعج بطلته

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)
بوستر المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)

بعد تحقيق المسلسل المصري «لؤلؤ» نسب مشاهدة مرتفعة على مدار أيام عرضه، أخيراً فإن الحلقة الأربعين والأخيرة منه لم تكتف بـإحداث «صدمة» للمشاهدين، بل أثارت كذلك انزعاج بطلته مي عمر، بعدما تم إسدال الستار على أحداثه الدرامية التي تصاعدت مؤخرا وحققت رواجا لافتاً بين جمهور «السوشيال ميديا» في مصر وبعض الدول العربية.
واختتم المسلسل أحداثه مساء أول من أمس، بقتل «بدر ياسين» الذي جسده الفنان الشاب محمد الشرنوبي، على يد «مجدي... مدير أعمال المطربة الشهيرة لؤلؤ»، والذي قدمه الفنان إدوارد، بعدما حاول الأول ابتزازها بنشر فيديو مسيء لها، إذ أعرب إدوارد في آخر مشهد بالعمل عن حبه الشديد للمطربة وإيثار حياته من أجلها.
وأكدت عمر في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، عن عدم رضاها عن نهاية المسلسل، قائلة «لو عاد بي الزمن لغيرت النهاية تماما، لأن الإنسان الطيب يجب أن يكون مصيره مثل أعماله الطيبة، ولكن ما باليد حيلة لأنه قد فات الأوان على الاعتراض أو تغيير النهاية أصلاً»، مضيفة «وقت قراءة السيناريو تكون الرؤية مغايرة لما نشاهده وقت التصوير، فعند قراءة السيناريو كانت النهاية تبدو جيدة، ولكن اتضح لي العكس».
وتدور أحداث مسلسل «لؤلؤ» حول فتاة فقيرة تعيش طفولة قاسية لظروف سجن أمها واضطرار جدتها لإيداعها في أحد الملاجئ، وهناك تعيش جزءا كبيرا من عمرها، إلى أن تخرج للحياة وتصبح مطربة مشهورة، لكن هذه الشهرة تتسبب في إشعال بعض مشاعر الحقد والكراهية ضدها من كثير من المقربين منها.
ورغم تعبير كثير من المتابعين عن استيائهم من نهاية المسلسل والتي وصفوها بأنها «غير منطقية» و«صادمة»، فإن الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله، ترى أن نهاية أي عمل ليس بالضرورة أن تكون منطقية أو متوقعة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «انتقاد الجمهور لنهاية المسلسل أراه أمراً غير منطقي، لأننا كمشاهدين عندما نشاهد عملا ما، نتمنى وصوله لنهاية معينة، ولكن في الواقع فإن مؤلف العمل يكون له وجهة نظره الخاصة، والنهاية المألوفة تكون في الحقيقة أقرب للضعيفة، لأن النهاية عليها أن تكون غير متوقعة، فالنهاية ليست حتماً أن تكون على مزاج المشاهدين، وفي واقع الأمر المسلسل قد حقق نجاحاً كبيراً لدى الجمهور».
وشارك في بطولة العمل كل من مي عمر وأحمد زاهر ونجلاء بدر وهيدي كريم، وإدوارد، وسلوى عثمان، ومحمد الشرنوبي، وهدير عبد الناصر، وسيناريو وحوار محمد مهران وإخراج محمد عبد السلام، وإشراف المخرج محمد سامي على التأليف والإخراج.
وأبدت خير الله انزعاجها من تصنيف الأشخاص في المسلسل قائلة: «المؤلف صنف الأشخاص أبيض وأسود فقط، فالطيبون طيبون بشكل مبالغ فيه، ولا يفعلون شيئا سوى تلقي الضربات من غيرهم، أما الأشرار فهم أشرار دون تراجع وأفعالهم قاسية جداً وقد تكون غير مبررة، وهذا أمر مستغرب في تصنيف الأبطال داخل القصة، فضلاً عن أن العمل ككل لعب على المضمون وكانت قصته أشبه بخلطة وثيمة مضمونة النجاح، ألا وهي ثيمة الانتقام والصراع بين الخير والشر، إذ يسعى الطيب للانتقام من الشرير في آخر المطاف».
وبينما حقق المسلسل نجاحاً كبيراً بالآونة الأخيرة بفضل أداء ممثليه، بحسب متابعين ونقاد، فإن خير الله تقول إن بطلته مي عمر كانت تحتاج لفترة إعداد طويلة قبل إسناد مهمة البطولة الأولى لها، فهي بلا شك مجتهدة وبذلت مجهوداً كبيراً لتظهر كما شاهدنا على الشاشة، ومع ذلك فهي تحتاج لفترة تطور فيها مهاراتها جداً، فمع الأسف خرجت انفعالاتها في كثير من المواقف واحدة رغم تعدد هذه المواقف بين الفرح والحزن والصدمة والاستياء وغيرها، على عكس كثير من الفنانين المحيطين بها ممن يمتلكون الخبرة، فهي في المجمل مقبولة، ولكن إذا كانت حريصة على الاستمرار في مهنة الفن فعليها تطوير مهاراتها والابتعاد عن المنطقة الآمنة الخاصة بزوجها محمد سامي ومعاونيه كي تثبت لنا موهبتها الحقيقية.
وعن أبطال العمل الآخرين، تقول خير الله: «أحمد زاهر كان ينفعل بشكل زائد عن الحد في مواقف كثيرة، وأزعم أن أفضل ممثل فيهم هو إدوارد الذي كان جيدا للغاية ومستوعبا لطبيعة شخصية (مجدي)».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».