يسرا المسعودي: صعوبات في التكيّف مع الوسط الفني المصري

الفنانة التونسية اعتبرت «القاهرة ـ كابول» علامة بمشوارها

الفنانة التونسية يسرا المسعودي
الفنانة التونسية يسرا المسعودي
TT

يسرا المسعودي: صعوبات في التكيّف مع الوسط الفني المصري

الفنانة التونسية يسرا المسعودي
الفنانة التونسية يسرا المسعودي

قالت الفنانة التونسية يسرا المسعودي إنها واجهت صعوبات في التكيف مع الوسط الفني المصري خلال بداية حضورها إلى مصر، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تعتبر مسلسل «القاهرة – كابول» الذي سوف يجري عرضه في موسم شهر رمضان المقبل، «علامة فارقة» في مشوارها الفني.
ورغم ممارسة المسعودي لتدريس التمثيل والمسرح في تونس، فإنها حصلت على ورشة تمثيل بالقاهرة إبان حضورها إلى مصر لتطوير أدائها التمثيلي، وتؤكد المسعودي أن بدايتها الفنية الحقيقية في مصر كانت من خلال فيلم «كارما» إخراج خالد يوسف، بجانب مسلسلات «عمر خريستو» و«أبو جبل» و«علامة استفهام» و«سوبر ميرو»، بالإضافة إلى مشاركتها في بعض الأعمال الدرامية التونسية من بينها «عاشق السراب»، و«الزوجة الخامسة»، و«أقفاص بلا طيور».
واعتبرت المسعودي مشاركتها في مسلسلي «الآنسة فرح 2» و«في بيتنا روبوت» بـ«الرائعة»، رغم تخوفها من تقديم شخصية الضابط في الموسم الثاني من «الآنسة فرح»، قائلة: «العمل يحتاج إلى استعدادات خاصة، لكنني تدربت كثيراً على كل ما يرتبط بالشخصية».
وتلفت إلى أنها تسعى لتقديم أعمال متنوعة بعيداً عن الدراما المصرية في الخليج العربي، على غرار مسلسلي «بيوتي سنتر» و«دفعة القاهرة»، بجانب المسلسل التونسي «27» مع المخرج يسري بوعصيدة، والذي قدمت فيه شخصية مختلفة تماماً عما قدمته في تونس ومصر.
وترى المسعودي أن تجارب الفنانات العربيات بمصر جيدة، رغم تعرضها لصعوبات مرتبطة بالتكيف مع أجواء الوسط الفني في مصر، وتقول: «أعتبر مثابرتي دليل نجاح وخطوة على الطريق الصحيحة، بالإضافة لعملي بتونس الذي شجعني وجعلني أتغاضى عن بعض الأمور».
وتؤكد المسعودي أن طول إقامتها بمصر غيّر من شخصيتها، فبينما كانت تفضل العيش في هدوء شديد بتونس، أصبحت شخصية اجتماعية جداً بعد إقامتها بالقاهرة، قائلة: «تعلمت اللهجة المصرية سريعاً حتى أن أهلي يستغربون من تغيري لهذه الدرجة، ففي تونس كنت أفضل الأماكن الخضراء الهادئة، لكن حالياً أحب الأجواء الشعبية المصرية، خصوصاً الأماكن المزدحمة».
وتذكر المسعودي أن روتين حياتها اليومي في تونس مختلف تماماً عن مصر: «في مصر أستيقظ في وقت متأخر جداً بحكم عملنا ليلاً، أما في تونس الأمر مختلف، لأن لي طقوسي الخاصة هناك، فأنا شخصية مجنونة بالتسوق والخروج، ولا أحب الرتابة».
وعن أسباب مشاركتها في مسلسل «ولاد إمبابة» الذي تعرض للكثير من الانتقادات بعد عرضه في موسم دراما رمضان الماضي: «في الحقيقة أنا أعشق أجواء الحارة الشعبية كثيراً، وقدمت من خلال الدور لمحة كوميدية، وأعتقد أن شخصيتي بالعمل كانت قريبة جداً من الجمهور المصري، وهذا ما حمسني له، وإن كان هناك انتقاد له، فأنا أعتبره علامة نجاح، وأنا شخصياً لا أهتم بالنقد كثيراً، لأن حب الجمهور للعمل هو المقياس والمعيار الرئيسي للحكم على نجاح العمل أو فشله». واختتمت حوارها بالإشارة إلى علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: «علاقتي فاشلة بدرجة كبيرة بـ(السوشيال ميديا)، وأتمنى زيادة التواصل أكثر مع الجمهور خلال الفترة المقبلة».



«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.

شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.

وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.

المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)

وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.

وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.

وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.

الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)

وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.

وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».

ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.

كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».

بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».