ابن كيران: سنحتاج إلى وقت لمراجعة موقفنا من إسرائيل

رفض إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب

يهود مغاربة في كنيس بالدار البيضاء الشهر الماضي (أ.ف.ب)
يهود مغاربة في كنيس بالدار البيضاء الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

ابن كيران: سنحتاج إلى وقت لمراجعة موقفنا من إسرائيل

يهود مغاربة في كنيس بالدار البيضاء الشهر الماضي (أ.ف.ب)
يهود مغاربة في كنيس بالدار البيضاء الشهر الماضي (أ.ف.ب)

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، إن حزبه سيحتاج إلى «وقت لمراجعة موقفه تجاه فلسطين وإسرائيل». وأوضح خلال كلمة خاطب فيها وفداً يمثل نقابة «الاتحاد الوطني للشغل» المقربة من حزبه، زاره في بيته بالرباط، مساء أول من أمس، أنه «إذا أردنا تغيير موقفنا من القضية الفلسطينية والتطبيع نحتاج إلى وقت وأن نتحاور فيما بيننا دون ضغط وأن نقتنع»، منتقداً مَن وصفهم بـ«المتسرعين» داخل حزبه، الذين يظنون أن حزب العدالة والتنمية «سيغير موقفه بين عشية وضحاها»، ملمحاً إلى انتقاد موقف سبق أن عبر عنه عزيز رباح، عضو الأمانة العامة للحزب ووزير الطاقة والمعادن، قال فيه إنه مستعد لزيارة إسرائيل إذا كان في ذلك مصلحة وطنية.
جاء ذلك في سياق الجدل الذي يعرفه الحزب حول توقيع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، على اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل.
وأشار ابن كيران، في كلمته التي جرى بثها عبر «فيسبوك»، إن الحركة الإسلامية التي يتحدر منها احتاجت إلى عشر سنوات من 1982 إلى 1992 لكي تغير موقفها من المجتمع وبنياته ومؤسساته، وموقفها من النظام الملكي و«إمارة المؤمنين» في المغرب. وأكد ابن كيران أن حزبه لم يطبع علاقته مع إسرائيل وأن «الدولة هي التي تسير في التطبيع»، وقال إن الدولة يسيرها الملك محمد السادس، فيما «الحكومة جزء من المؤسسات وليست هي كل شيء».
وزاد ابن كيران قائلاً: «نحن مغاربة مسلمون، نعتبر أنفسنا وفلسطين على حد سواء»، مضيفاً أن هذا ما أكد عليه العاهل المغربي نفسه. وأوضح أن للمغرب مشكلاً في الصحراء قُدمت فيه تضحيات، ويواجه فيه «خصماً عنيداً ظالماً هو حكام الجزائر».
وبخصوص ردود فعل تنظيمات إسلامية «إخوانية» في المشرق على توقيع العثماني في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي على اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل، قال ابن كيران: «أظهرت لي أزمة توقيع العثماني أن المشارقة لا يفهمون ولا يستحون، يشتمون بلادنا، ويقللون الحياء على جلالة الملك ونسوا كل شيء». وأضاف: «لا أتحدث عن حزب الله، فله أجندة إيرانية، لا دخل لي في ذلك، فهو أعطى البيعة لإيران، مثل الحوثيين، الذين بايعوا إيران»، إنما «أتحدث عن المحسوبين على الإخوان المسلمين، الذين لم يراعوا أن هذه بلاد حافظت على السنة، ومر منها المرابطون والموحدون، ودافعت عن ثغر الأمة الغربي منذ 12 قرناً، وما زال رفات جنودنا المغاربة في الجولان وسيناء». وأضاف: «من حقهم الانتقاد، لكن يجب أن يراعوا لا أن يستلوا سيوفهم ويتهمونا بالعمالة والخيانة»، فهم بهذه الطريقة «يفقدون إخوانهم». ووصفهم بالدارجة المغربية بالـ«مكلخين» أي لا يفقهون شيئاً، وأن مشاكلهم تأتي من كونهم لا يفهمون.
من جهة أخرى، تحدث ابن كيران عن موقفه من قضايا خلافية مثارة في وسائل الإعلام المغربية، من قبيل المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام، وإباحة العلاقات الجنسية الرضائية، وانتقد دعاة إلغاء عقوبة الإعدام، فهؤلاء «لم يُقتل أحد من أفراد عائلاتهم» حتى يطالبوا بإلغائها، وأعطى مثالين بجريمتين وقعتا أخيراً في المغرب، الأولى قتل فيها ستة أفراد من عائلة واحدة، في مدينة سلا المجاورة للرباط، والأخرى تتعلق باغتصاب وقتل الطفل عدنان في طنجة التي هزت الرأي العام. وقال: «من قُتل أفراد من عائلته فإن له وحده حق العفو أو قبول الدية... هذا هو الإسلام». وتساءل عن المجرم المعتقل الذي اغتصب الطفل عدنان، والذي صدر في حقه حكم الإعدام: «كيف لا يقتل هذا الشخص؟». وقال: «أحيي القضاء المغربي والمشرع المغربي الذي حافظ على عقوبة الإعدام في حق هؤلاء»، ودعا لتنفيذ الحكم «لأن تنفيذه كفارة يوم القيامة». وتساءل: «لماذا نعتقل هذا الشخص عمره كاملاً وهو قاتل؟».
أما بخصوص مطالب بعض الجمعيات بإباحة العلاقات الجنسية الرضائية، فقال ابن كيران إن «الإسلام لا يتدخل في الجنس الرضائي إنما يتدخل في المجاهرة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.