لماذا نتفاوت في إحساسنا بالبرودة؟... السر في «جين السرعة الفائقة»

شاب يركض وسط الصقيع في نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
شاب يركض وسط الصقيع في نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
TT

لماذا نتفاوت في إحساسنا بالبرودة؟... السر في «جين السرعة الفائقة»

شاب يركض وسط الصقيع في نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
شاب يركض وسط الصقيع في نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأميركية (أرشيفية - أ.ب)

يعاني الكثيرون في فصل الشتاء من الشعور بالبرودة نتيجة انخفاض درجات الحرارة، إلا أن البعض يقول إنهم لا يشعرون بذلك، ولا يعرفون السبب.
وفي إطار سعي العلماء للإجابة على السؤال القديم بشأن لماذا لا يشعر البعض بالبرودة مقارنة بالآخرين، أرجعت دراسة حديثة السبب إلى بروتين «ألفا أكتينين 3» الذي يعرف بـ«جين السرعة الفائقة».
وحسب مجلة «إنفيرس» الإلكترونية، فقد نشرت المجلة الأميركية للوراثة البشرية (American Journal of Human Genetics) دراسة تقول إن الأشخاص الذين يفتقرون إلى بروتين «ألفا أكتينين 3» في ألياف عضلاتهم يمكن أن يتحملوا البرد بشكل أفضل مقارنة بغيرهم.
وأوضحت الدراسة أن نقص هذا البروتين يسبب «مرونة فائقة في مقاومة البرد»، ولفتت إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص تقريباً لديهم نقص في هذا البروتين.
وأوضح العالم ماريوس برازايتيس في جامعة الرياضة الليتوانية، أنه بدأ الدراسة مع فريقه في عام 2014 بهدف فهم كيفية تأقلم جسم الإنسان مع البرد الشديد، بناءً على معايير مختلفة مثل هرمونات التوتر، لكنه قال إنهم لم يجدوا شيئاً.
ولكنهم وجدوا دراسة أجريت في عام 2013 ساعدتهم في كشف غموض تحمل البرودة لدى بعض الأشخاص، وأن السر هو بروتين «ألفا أكتينين 3».
وبعدما أجروا المزيد من الدراسات اكتشفوا في النهاية أن قرابة 1.5 مليار شخص يعانون من نقص هذا البروتين.
وأوضحت الدراسة أهمية هذا البروتين أن العضلات تتكون من ألياف تشبه الكابلات الطويلة، وأن بروتينات مثل بروتين «ألفا أكتينين 3».
تقلص هذه الألياف وتحريك العضلات، ويقول العلماء إنه مرتبط بالسرعة والقوة.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص «ألفا أكتينين 3» يقل شعورهم بالبرودة بفضل ألياف عضلاتهم البطيئة، لأنهم لا يرتجفون، وبدلاً من ذلك، فإنهم يوفرون طاقة أجسادهم عن طريق زيادة قوة عضلاتهم.
ويقول فريق العمل إن نتائج الدراسة يمكن أن تساعد في دراسة الأمراض الوراثية التي تتلف العضلات، وتضعفها خلال فترة.
وقد تم التوصل لنتيجة الدراسة بعد إجراء تجربة شارك بها 42 شخصاً، تراوحت أعمارهم بين 18 و40 عاماً، حيث خضعوا لمدة ساعتين لتمارين أسبوعياً بالغمر في ماء تبلغ درجة حرارتها 14 درجة مئوية لمدة 20 دقيقة مع استراحة لمدة 10 دقائق في هواء بدرجة حرارة الغرفة.



ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.