ادعاءات ومزاعم حول ارتفاع مستوى السكر في الدم

ضرورة تمييز العوامل الحقيقية المؤدية إلى مرض السكري

ادعاءات ومزاعم حول ارتفاع مستوى السكر في الدم
TT

ادعاءات ومزاعم حول ارتفاع مستوى السكر في الدم

ادعاءات ومزاعم حول ارتفاع مستوى السكر في الدم


إليك جملة من المعلومات بشأن ما يرفع وما لا يرفع مستويات السكر في الدم، وما من شأنه تعريض صحتك للخطر.
من الضروري للغاية المحافظة على ثبات نسبة السكر في الدم من مخاطر الارتفاع (سيما الارتفاع المفاجئ)، سواء كنت تتمتع بصحة جيدة أو كنت من جملة 122 مليون مواطن أميركي الذين يعانون من مرض السكري أو المصابين بمقدمات مرض السكري. لكن في خضم النصائح الكثيرة المتضاربة من هنا وهناك، يكون من الصعب الوقوف على الأطعمة والعادات التي ينبغي تجنبها.
ادعاءات وأوهام
يوجد على الإنترنت العديد من التقارير حول العوامل التي يُزعم بأنها ترفع نسبة السكر في الدم. وفيما يلي بعض الادعاءات التي ينبغي أن تعرفها نظرا لأنها واهية ولا أساس لها.
- الإجهاد الناجم عن آلام حروق الشمس. لمستويات هرمون الإجهاد Stress hormone آثارها الجانبية في رفع مستويات السكر في الدم، كما أن حروق الشمس تؤدي إلى زيادة قليلة في مستويات هرمون الإجهاد. يقول الدكتور ديفيد ناثان، وهو مدير مركز مرض السكري والأبحاث الإكلينيكية في مستشفى ماساتشوستس العام، والبروفسور في كلية الطب بجامعة هارفارد: «عندما نفكر في أسباب الإجهاد، فإن من أبرز الأسباب هي النوبات القلبية، والعدوى الهائلة مثل فيروس (كورونا) المستجد، أو الحروق من الدرجة الثالثة، وليست حروق الشمس. وينبغي تجنب التعرض لحروق الشمس نظرا لأنها تؤذي البشرة، وليس لأنها ترفع من مستويات الإجهاد لديك أو ترفع نسبة السكر في الدم».
- الجفاف الذي يزيد من تركيز السكر في الدم. يوضح الدكتور ناثان الأمر بقوله: «يجب أن تكون مصابا للغاية بالجفاف Dehydration حتى يستلزم الأمر دخولك المستشفى حتى يؤدي الجفاف لديك إلى رفع نسبة السكر في الدم».
- بخاخات الستيرويد الأنفية. من شأن أقراص كورتيكوستيرويد أن تزيد من نسبة السكر في الدم. ولكن لا داعي للقلق من بخاخات الستيرويد الأنفية Nasal steroid sprays التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد لعلاج الحساسية مثل عقار «فلوتيكازون بروبيونيت fluticasone propionate «(فلونيز Flonase) على سبيل المثال. ويقول الدكتور ناثان ملاحظا: «ليس هناك تأثير لبخاخات الأنف على نسبة السكر في الدم؛ إذ إن الأغشية المخاطية في الأنف لا تمتص نسبة كافية من الستيرويدات».
مزاعم وتكهنات
نعرض فيما يلي بعض المزاعم المتضاربة التي لم يتم إثباتها بشأن ارتفاع السكر في الدم.
- القهوة المحتوية على الكافيين. تزيد مادة الكافيين من مستويات هرمون الإجهاد بنسبة قليلة. ويشير الدكتور ناثان قائلا: «لكن أي تأثير للكافيين على نسبة السكر في الدم هو تأثير طفيف للغاية. ويكمن الخطر الحقيقي من القهوة في وضع الكثير من السكر فيها، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم».
- المُحليات الصناعية. تنتشر في الإنترنت المزاعم بأن استهلاك المُحليات الصناعية Artificial sweeteners مرتبط بارتفاع نسبة السكر في الدم. ولكن ما نعرفه هو: إذا شربت المشروبات السكرية، فإنها تؤدي إلى ارتفاع مريع في نسبة السكر في الدم. وعلى النقيض من ذلك، كما يقول الدكتور ناثان، إذا كنت تتناول المشروبات الخالية من السكر مع المُحليات الصناعية فلن تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. وهناك عدد من الأدلة غير الحاسمة ذات الصلة بأن تناول الكثير من المشروبات الغازية مع المُحليات الصناعية يمكن أن يرفع قليلا من الخط الأساسي لنسبة السكر في الدم، الأمر الذي يختلف تماما عن التسبب في الزيادة الكبيرة في نسبة السكر في الدم.
- أمراض اللثة. يعتبر التهاب اللثة المرحلة المبكرة من أمراض اللثة بصفة عامة، وهو أحد مضاعفات الإصابة بمرض السكري. بيد أنه من غير المعروف ما إذا كانت الإصابة بالتهاب اللثة تسفر عن تفاقم مرض السكري لدى المرضى. ويقول الدكتور ناثان عن ذلك: «يمكن أن يتسبب التهاب اللثة في ردة فعل إجهادية، ولكن ذلك الأمر له تأثير طفيف للغاية على نسبة السكر في الدم».
مزاعم «إيجابية»
هناك بعض مزاعم شبكة الإنترنت التي تحمل بعض المصداقية حول العوامل التي ترفع نسبة السكر في الدم.
- عدم تناول وجبة الإفطار. يقول الدكتور ناثان إن «الأشخاص الذين يتجاوزون وجبة الإفطار وتنحصر سعراتهم الحرارية بين وجبة أو وجبتين فقط في اليوم هم أكثر عُرضة لزيادة الوزن. كما أن استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية في وجبة واحدة أو أكثر من شأنه زيادة مستويات السكر في الدم عوضا عن توزيع السعرات الحرارية اليومية. وزيادة الوزن من أكبر عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بمرض السكري».
- فقدان القدرة على النوم. من شأن الحرمان من النوم لعدة ليال أن يؤثر على مستويات السكر في الدم بصورة طفيفة. ويقول الدكتور ناثان إن الحرمان من النوم لفترة قصيرة لن يسبب الإصابة بمرض السكري في حد ذاته أو يُفاقم من حدته. غير أن النوم السيئ بصورة مزمنة يعتبر من عوامل الخطر بالنسبة لمرض السكري.
- ظاهرة الفجر «»dawn phenomenon. ترتفع مستويات مجموعة منوعة من الهرمونات في أثناء الليل وتمنع عمل هرمون الأنسولين لدفع السكر الموجود في الدم نحو الخلايا، وهو الأمر الذي يزيد من مستويات السكر في الدم بحلول ميعاد الاستيقاظ في الصباح، وهذا يحدث للناس جميعا. غير أنها تعتبر مشكلة بالنسبة للأشخاص المصابين بالنوع الأول من مرض السكري (المناعة الذاتية - الانضِدادية).
عوامل مؤكدة
نعلم على وجه اليقين بوجود عدد من العوامل التي ترفع نسبة السكر في الدم مع مرور الوقت، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
ويشير الدكتور ناثان إلى أن هذه العوامل الرئيسية - مثل الإفراط في تناول الطعام، ونمط الحياة الحضرية الهادئة، والسمنة - لا بد من الانتباه إليها ووضعها في الحسبان، وليست العوامل الأخرى ذات المخاطر القليلة أو المنعدمة.
وأضاف الدكتور ناثان يقول: «من السهل عليك التحول إلى تناول القهوة منزوعة الكافيين بدلا من إدارة نمط حياتك بالكامل». ويضيف: «لا تركز على التفاصيل الدقيقة، بل امنح الاهتمام للأسباب الرئيسية التي تجعل الكثير من الناس يعانون من زيادة الوزن أو السمنة - مثل الإفراط في تناول الطعام أو عدم ممارسة الأنشطة - الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، والسمنة، والإصابة بداء السكري».
أخيرا، ما هي الوصفة الطبية المعنية بالتحكم في مستوى السكر في الدم على المدى الطويل؟ ينصح الدكتور ناثان قائلا: «لا بد من تغيير نمط الحياة. وتناول الطعام بكميات أقل، والإقلال من السعرات الحرارية، والإقلال كذلك من السكريات المضافة إلى النظام الغذائي، وزيادة الأنشطة الممارسة يوميا، مع العمل على فقدان الوزن». ويضيف: «تلك هي الوسائل الطبيعية غير المستندة إلى الأقراص العلاجية، ويجب عليك اتباعها».
*رسالة هارفارد الصحية خدمات «تريبيون ميديا»



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.