مطالب دولية بمنع تجنيد الأطفال واستغلالهم لأغراض سياسية

TT

مطالب دولية بمنع تجنيد الأطفال واستغلالهم لأغراض سياسية

طالب مسؤولون وخبراء دوليون بوضع حد لظاهرة تجنيد الأطفال في مناطق النزاعات حول العالم، ومنع استغلالهم لأغراض مثل تهريب المخدرات أو الابتزاز الجنسي وأهداف سياسية.
وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن السعودية تولي هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين والمنظمات غير الربحية في كثير من الدول لحماية الأطفال وإعادة دمجهم في المجتمعات.
وأشار الربيعة خلال حلقة نقاش افتراضية عقدها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوم أمس بمشاركة أممية ودولية، إلى أن تجنيد الأطفال هذه الأيام أصبح تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، وأصبح ظاهرة تؤثر على الأطفال، ليس في مناطق النزاع، ولكن ما وراء هذه المناطق، لافتاً إلى أن الأطفال إلى جانب تجنيدهم يستخدمون في تهريب المخدرات والابتزاز الجنسي والأغراض السياسية وغيرها.
وبحسب الدكتور عبد الله الربيعة، فإن التعاطي مع ظاهرة تجنيد الأطفال في مناطق النزاع أمر ليس سهلاً، وتابع: «علينا أن نعرف لماذا تم تجنيد هؤلاء الأطفال، ومنع بدء الظاهرة أثناء النزاعات، وهنا الاقتصاد مشكلة، فالمخدرات والقات في اليمن مشكلة كبيرة جداً، البعض يستغل الأطفال لجلب المخدرات أو القات، وهناك كثير من الأمور يمكن القيام بها لمنع حدوث هذا الأمر، منها التواصل مع الأسر وتوفير الاحتياجات الأساسية ونقلهم من المناطق الخطيرة لمناطق أكثر أمناً، وتوفير المسكن والطعام والنقود».
وأضاف: «لا يمكن التعامل من منظمة واحدة، هي مهمة المجتمع الدولي، ونحن نقدر دور الأمم المتحدة، ومنظمات أخرى مثل اليونيسيف، ومركز الملك سلمان منذ إنشائه قبل 5 سنوات استثمر الكثير من أجل حماية الأطفال، المركز موجود في 59 دولة، وأغلب مشروعاتنا وجهت لحماية الأطفال؛ حيث تم تنفيذ 249 مشروعاً في كثير من الدول لحماية الأطفال، وبلغت مساعدتنا 218 مليون طفل».
وحذّر الربيعة من أن استخدام الأطفال واستغلالهم في النزاع المسلح في اليمن بات مسألة تحد كبير، وقال: «لهذا بدأنا دراسة هذه المشكلة في اليمن، ومحاولة إيجاد وتشكيل برنامج في هذا الصدد، لا نستطيع الانتظار إلى نهاية النزاع، فقد بدأنا بمساعدة الخبراء من أصدقاء البرنامج في مناطق كثيرة من اليمن، ولدينا عدة مشروعات مع الأمم المتحدة، ونحن جزء من التحالف الدولي لإعادة دمج الأطفال في المجتمعات بمشاركة ومساعدة شركاء مهمين، ونقوم ببحث حلول مستدامة كثيرة لهذه الظاهرة الخطيرة لإنهائها في المستقبل القريب».
وتشير الإحصاءات إلى وجود ما بين 250 – 300 ألف طفل يحاربون كجنود في النزاعات المسلحة حول العالم، ويتم ابتزازهم جنسياً.
من جانبها، شدّدت ديين كيتا نائبة رئيس صندوق السكان للأمم المتحدة على أهمية العمل في مواقع النزاعات عندما نتحدث عن الأطفال المجندين، معرجة على ظاهرة تجنيد الفتيات تحديداً اللاتي يعملن طباخات أو مهربات مخدرات أو جنديات.
وتابعت: «الأمر يتعلق بإعادة أنماط حياتهن، من المهم الوجود في المواقع، لا بد من حمايتهن في هذه المواقع ثم توفير التعليم وإعطائهن إحساساً بالحياة مرة أخرى، الفتيات يستغلن جنسياً وكزوجات، نحتاج أن نوجد هناك لمحاولة حمايتهن، السبب الرئيسي الذي خلق هذه المشكلة هو الفقر، علينا زيادة الوعي على مستوى الأسر، والعمل مع دول كثيرة في البلاد العربية وغيرها».
بدورها، الدكتورة جيتا قاما من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة للأطفال والنزاعات المسلحة تطرقت إلى أهمية تمويل البرامج الخاصة بحماية الأطفال المجندين في مناطق النزاعات واستدامة هذه البرامج، مشيرة إلى وجوب إعادة دمجهم في المجتمعات.
وأوضحت قاما أن جائحة كورونا (كوفيد 19) تضع جهوداً إضافية أمام المجتمع الدولي لحماية الأطفال في مناطق الصراع، وإعادة ادماجهم، وأهمية التعاون الدولي من أجل حماية الأطفال المتضررين، وقالت: «علينا مسؤولية مشتركة لحماية الأطفال في مناطق الصراع، والعمل معاً وبشكل فوري».


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً