باحث بريطاني: «داعش» يشكل تحدياً يتعين على بايدن عدم تجاهله

مع زيادة نشاط التنظيم الإرهابي في أفريقيا والعراق

TT

باحث بريطاني: «داعش» يشكل تحدياً يتعين على بايدن عدم تجاهله

عبر محللون عن مخاوفهم المتزايدة من ألا تولي واشنطن اهتماماً كافياً للتهديد المتزايد الذي يشكله إرهابيو «داعش»؛ إذ تستعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الوقت الحالي لتطبيق سياستها الجديدة بشأن الشرق الأوسط. ويقول المحلل السياسي والباحث البريطاني، كون كوفلن، إنه من المؤكد أن عودة ظهور «داعش» بوصفه تهديداً إرهابياً كبيراً - حيث هناك أيضاً تقارير عن زيادة نشاط «داعش» الإرهابي في أفريقيا - أمر يتعين على إدارة بايدن أن تضعه في الحسبان في الوقت الذي تبدأ فيه تنفيذ سياستها الجديدة الخاصة بالشرق الأوسط. ويقول كوفلن إنه من المهم للغاية ألا يؤدي الانشغال بإحياء الاتفاق النووي الإيراني إلى أن يتجاهل البيت الأبيض التهديد الخطير الذي ما زال يشكله المتعصبون الإسلامويون الذين ينتمون لتنظيم «داعش» بالنسبة للأمن العالمي.
وفي تقرير نشره «معهد جيتستون» الأميركي، أضاف كوفلن أنه منذ تولي طاقم السياسة الخارجية الذي عينه الرئيس جو بايدن في الشهر الماضي مهام عمله، كانت أولوياته الرئيسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، هي بحث احتمالات إعادة بدء مفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي، وإقامة حوار مع القادة الفلسطينيين الذين قاطعوا على مدار السنوات الثلاث الماضية الرئيس السابق دونالد ترمب بسبب قراره الخاص بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وأضاف كوفلن، وهو أحد كبار الزملاء بـ«معهد جيتستون»، أنه «في ظل تبني هذه النظرة الضيقة إلى حد ما بشأن التحديات الكثيرة التي تواجه المنطقة، ظهر أحدث دليل على الفاعلية المميتة لـ(داعش) في الشهر الماضي عندما نفذ تفجيراً انتحارياً مزدوجاً في سوق بأحد شوارع بغداد أسفر عن 32 قتيلاً و75 مصاباً». وتبنى تنظيم «داعش»، في بيان أصدره على الفور بعد العملية المروعة، الهجوم؛ الذي قال مسؤولون أمنيون عراقيون إنه كان يهدف إلى إسقاط أكبر عدد من الضحايا، ويأتي في وقت تتصدى فيه حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لكثير من التحديات الأمنية، ليس أقلها تدخل إيران المتواصل في شؤون بلاده. وإضافة إلى ذلك، يأتي الهجوم على خلفية نشاط مزداد من جانب مقاتلي «داعش» في العراق. فقبل الهجمات الانتحارية، جرى تحميل مقاتلي «داعش» المسؤولية عن تفجير أبراج كهرباء في محافظة ديالى العراقية، وهو إجراء كان هدفه شل إمدادات الكهرباء الآخذة في التناقص بالفعل في العراق. وشن تنظيم «داعش» حملة ترهيب على مستوى منخفض في العراق خلال معظم العام الماضي، ولكن الزيادة الأخيرة في نشاط التنظيم تعد دليلاً على سعيه على نطاق واسع لإحياء نفوذه بعد أن جرى القضاء على محاولاته لتأسيس ما تسمى «دولة الخلافة» من خلال حملة إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الفعالة للغاية ضد مقاتلي التنظيم، الذين أُرغموا على التخلي عن آخر قطعة من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في عام 2019. ومنذ ذلك الوقت، ينهمك التنظيم في إعادة بناء بنيته التحتية الإرهابية، حتى إن تقريراً أصدره مؤخراً مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة خلص إلى أن «داعش» يتحكم حالياً في أكثر من 10 آلاف مقاتل موزعين في خلايا صغيرة في كل من سوريا والعراق. وأدى تصاعد أعمال العنف التي ينفذها تنظيم «داعش» إلى رد فوري من جانب الحكومة العراقية، التي أقرت بإعدام جماعي للمئات من مقاتلي «داعش» المدانين بتهم الإرهاب.
بالإضافة إلى ذلك، قتلت ضربة عسكرية أميركية - عراقية مشتركة الشهر الماضي أكبر قياديي «داعش» في العراق. فقد قُتل أبو ياسر العيساوي، وهو قيادي مخضرم في الحملة الإرهابية ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، في عملية جوية وبرية مشتركة بالقرب من مدينة كركوك شمال العراق. وقتل الهجوم 10 من مسلحي «داعش»، ودمر أيضاً مخبأ للتنظيم في شبكة من الكهوف. وحتى الآن، تهدف معظم بيانات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتعلقة بالقضايا السياسية إلى خفض حدة التوترات مع إيران.
وذكر كوفلن في نهاية تقريره أنه من خلال تركيز توجهات السياسة الخارجية للإدارة الجديدة على إحياء الاتفاق النووي واستعادة العلاقات مع القيادة الفلسطينية، يخاطر بايدن بالتغاضي عن التهديد الكبير للغاية الذي يشكله الأنصار المتعصبون لـ«داعش»، والذي يمكن أن يتسبب مرة أخرى في حالة من الفوضى في الشرق الأوسط إذا لم يُكبح.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.