ارتفاع فوق المتوقع لتضخم بريطانيا

زيادة أسعار المنازل بأسرع وتيرة في 6 أعوام

ارتفاع التضخم البريطاني أكثر من المتوقع في يناير مع عودة العزل العام (إ.ب.أ)
ارتفاع التضخم البريطاني أكثر من المتوقع في يناير مع عودة العزل العام (إ.ب.أ)
TT

ارتفاع فوق المتوقع لتضخم بريطانيا

ارتفاع التضخم البريطاني أكثر من المتوقع في يناير مع عودة العزل العام (إ.ب.أ)
ارتفاع التضخم البريطاني أكثر من المتوقع في يناير مع عودة العزل العام (إ.ب.أ)

أظهرت بيانات رسمية، الأربعاء، ارتفاع التضخم البريطاني بما يزيد قليلاً على المتوقع في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع عودة البلاد مجدداً إلى العزل العام لمكافحة فيروس «كورونا».
وقال «مكتب الإحصاءات الوطنية» إن «أسعار المستهلكين» ارتفعت 0.7 في المائة على أساس سنوي، بعد زيادة 0.6 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بدعم من ارتفاع تكلفة السلع المنزلية والمطاعم والأغذية. وكان استطلاع أجرته «رويترز» لآراء اقتصاديين قد توقع بقاء المعدل السنوي عند 0.6 في المائة.
وعلى أساس شهري، تراجعت أسعار المستهلكين بنسبة 0.2 في المائة، بعد أن ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة قبل شهر. وكان من المتوقع أن تتراجع الأسعار بنسبة 0.4 في المائة.
وكانت أسعار الأثاث والسلع المنزلية والمطاعم والفنادق والأغذية والنقل الأكثر إسهاماً في الاتجاه الصعودي على أساس سنوي، بينما كانت لأسعار الملابس والأحذية إسهامات سلبية بسبب زيادة الخصومات.
وباستثناء الطاقة والغذاء والمشروبات الكحولية والتبغ، يكون التضخم الأساسي قد استقر عند 1.4 في المائة خلال يناير الماضي، بينما كان من المتوقع أن يتباطأ إلى 1.3 في المائة.
وكان «بنك إنجلترا (المركزي البريطاني)» قال في اجتماع السياسة النقدية إنه من المتوقع أن يرتفع التضخم الرئيسي بصورة حادة نحو المستهدف عند اثنين في المائة خلال الربيع، مع انتهاء التخفيض في ضريبة القيمة المضافة على خدمات معينة وفي ضوء التطورات في أسعار الطاقة.
كما أظهرت أرقام رسمية، الأربعاء، ارتفاع أسعار المنازل البريطانية بأسرع وتيرة في أكثر من 6 أعوام بنهاية 2020، مواصلة صعوداً يقوده إعفاء ضريبي مؤقت والطلب على المنازل الأكثر اتساعاً منذ بداية جائحة «كوفيد19».
وقال «مكتب الإحصاءات الوطنية» إن أسعار المنازل كانت أعلى 8.5 في المائة خلال ديسمبر الماضي عنها قبل عام، مقارنة مع ارتفاع 7.1 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، وهي أعلى زيادة على أساس سنوي منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014.
وتأتي النتائج في وقت أظهرت فيه بيانات رسمية الأسبوع الماضي أن اقتصاد بريطانيا انكمش 9.9 في المائة عام 2020، في أكبر تراجع سنوي في الإنتاج منذ بدء الاحتفاظ بسجلات حديثة، لكنه تجنب العودة إلى الركود في الربع الأخير من السنة.
يعدّ هذا الانخفاض؛ الذي يأتي في الوقت الذي لا يزال فيه الاقتصاد البريطاني مثقلاً بالقيود المفروضة لمكافحة فيروس «كورونا»، الأكبر منذ عام 1709، عندما دمرت موجة البرد المعروفة باسم «الصقيع العظيم» ما كان آنذاك اقتصاداً زراعياً إلى حد كبير.
وقال وزير الخزانة البريطاني، ريشي سوناك، في بيان يوم الجمعة: «تظهر الأرقام أن الاقتصاد تعرض لصدمة خطيرة نتيجة الوباء الذي شعرت به دول في جميع أنحاء العالم»، وأضاف: «بينما هناك بعض الإشارات الإيجابية إلى مرونة الاقتصاد خلال فصل الشتاء، فإننا نعلم أن الإغلاق الحالي لا يزال له تأثير كبير على كثير من الأشخاص والشركات».
وقال سوناك إن أولويته ما زالت حماية أكبر قدر ممكن من الوظائف من أثر جائحة فيروس «كورونا»، في الوقت الذي يستعد فيه لجولته الثانية من دعم الاقتصاد والتي ستعلن في ميزانية 3 مارس (آذار) المقبل.



بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
TT

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)

ارتفعت الأسهم الفرنسية، يوم الاثنين، عاكسةً بذلك الانخفاضات السابقة، إذ مثّلت تنازلات الموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة الفرنسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بارقة أمل للمستثمرين القلقين من الاضطرابات السياسية المحلية.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.6 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بحلول الساعة 12:51 (بتوقيت غرينتش)، في حين زاد مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.3 في المائة بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1 في المائة في وقت سابق من الجلسة، وفق «رويترز».

وقدم رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه، تنازلاً كبيراً آخر لحزب مارين لوبان، اليميني المتطرف، إذ قرر التراجع عن التخفيضات المخطط لها في تعويضات الأدوية في محاولة أخيرة لتمرير مشروع قانون الموازنة لعام 2025.

ويعد هذا التنازل الثالث على الأقل من بارنييه بعد أن ألغى زيادة أسعار الكهرباء التي كانت تقدَّر بنحو 3 مليارات يورو الأسبوع الماضي، واتفق على تقليص المساعدات الطبية المجانية للمهاجرين غير الشرعيين.

وقال كبير محللي السوق في «سويسكوت بنك»، إيبيك أوزكارديسكايا: «الآن الأمر متروك للوبان لقبول ذلك، لأنها لا تزال لديها مطالب أخرى. ربما يكون بارنييه يختبر السوق لمعرفة كيفية استيعاب التنازلات الثقيلة».

وأضافت: «ما زلت أرى أن المخاطر تميل إلى الجانب السلبي حتى يظهر شخص ما ويعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق».

ومع هذه الأخبار، قلَّصت البنوك الفرنسية خسائرها، حيث انخفضت أسهم «كريدي أغريكول» و«بي إن بي باريبا» بنسبة 0.1 و0.3 في المائة على التوالي.

وفي وقت سابق من اليوم، تدهورت معنويات المستثمرين تجاه الأصول الفرنسية بشكل حاد، إذ قال رئيس حزب التجمع الوطني، غوردان بارديلا، إن الحزب سيُجبر حكومة بارنييه على الانهيار ما لم يستجب لمطالبهم بشأن الميزانية في «معجزة اللحظة الأخيرة».

هل سيتم سحب الثقة؟

وفي فترة ما بعد ظُهر الاثنين، من المقرر أن يصوِّت البرلمان على جزء رئيسي من الموازنة، وهو مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي.

ودون الأصوات اللازمة لتمرير مشروع قانون الضمان الاجتماعي، قد يلجأ بارنييه إلى المادة 49.3 من الدستور، مما سيمكّنه من تمرير التدبير دون تصويت.

ومع ذلك، سيؤدي ذلك إلى تقديم اقتراح لسحب الثقة، وهو ما قد يستخدمه حزب التجمع الوطني واليسار للإطاحة بحكومته في أقرب وقت يوم الأربعاء. ولم يتم إجبار أي حكومة فرنسية على الخروج من خلال مثل هذا التصويت منذ عام 1962.

وبدلاً من ذلك، قد يقرر بارنييه المضي قدماً في التصويت. و إذا رُفض المشروع، سيعود إلى مجلس الشيوخ لإجراء مزيد من التعديلات. ومع ذلك، يمكن للأحزاب تقديم اقتراح لسحب الثقة حتى إذا تجنب بارنييه استخدام المادة 49.3 هذه المرة.

وقد ثبت أن مشروع قانون الموازنة يشكّل نقطة ضعف لبارنييه، الذي يجب عليه إرضاء نواب البرلمان المنقسمين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على استقرار المستثمرين الذين يشعرون بالقلق حيال خطط تقليص العجز إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي في 2025 بعد أن تجاوز 6 في المائة هذا العام.

ودعا غابرييل أتال، سلف بارنييه في منصب رئيس الوزراء ورئيس النواب التابعين لماكرون في الجمعية الوطنية، حزب التجمع الوطني واليسار إلى التراجع عن اقتراح سحب الثقة.

وكتب في تغريدة على «إكس»: «عدم الاستقرار هو سُمٌّ بطيء، سيهاجم تدريجياً جاذبيتنا الاقتصادية، وصدقيتنا المالية، والثقة التي جرى تقويضها بالفعل لدى الفرنسيين في مؤسساتهم».