«الطريق إلى الإنسانية»... استعادة تعاليم كونفوشيوس

«الطريق إلى الإنسانية»... استعادة تعاليم كونفوشيوس
TT

«الطريق إلى الإنسانية»... استعادة تعاليم كونفوشيوس

«الطريق إلى الإنسانية»... استعادة تعاليم كونفوشيوس

صدر حديثاً عن دار الحكمة للنشر بالقاهرة كتاب جديد، بعنوان «الطريق للإنسانية»، للكاتب وائل الصعيدي، يستلهم فيه تعاليم وأفكار الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، مستفيداً من خبرته وعمله بصفة خبير للغة العربية في الجامعات الصينية.
يقول المؤلف إن الحديث عن كونفوشيوس المفكر المعلم الصيني من الأمور التي تستدعي استيقاظ الذهن، واستحضار العصور المتتالية، والقراءات الكثيرة المتعددة، لأنه شخصية غير عادية مؤثرة جذابة، يدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق والسلام وحميد السجايا والبِر والاهتمام بالأسرة وعدل الراعي وطاعة الرعية، وغير ذلك من الفضائل وشمائل المروءة والدعوة إلى الإنسانية.
ويتسم الكتاب بطابع حواري مع أفكار وتعاليم الحكيم الصيني. كما يهتم بوضع القضايا الإنسانية التي يعاني منها العالم حالياً في حالة من المساءلة والموازنة مع هذه التعاليم، مشيراً إلى أن ما تعانيه البشرية من جفاء المعاملة والحروب المتتالية وأكل القوي الضعيف، أحياناً على مستوى الأسرة، وأحياناً داخل الدولة الواحدة، وأحياناً بين بعض الدول وبعضها؛ كل ذلك ناتج عن افتقاد معنى الواجب بصفته قيمة إنسانية. ويذكر في هذا الصدد أنه عندما سأل كونفوشيوس أحد تلامذته عن الحِكمة، قال: «الحكمة هي القيام بالواجبات للمجتمع الإنساني».
ويقول المؤلف معلقاً: «إننا لا نحتاج إلى عقد صفقات السلاح التي تفتكُ بالإنسان، ولا زيادة مراكز حقوق الإنسان التي لا تأتي بحقوقه، ولا إلى التكالُب على السُّلطة والإنفاق في سبيلها كل غالٍ ونفيس من الأموال والأرواح، نحن نحتاج فقط إلى أن نعود إلى إنسانيتنا وفطرتنا السوية، نحتاج إلى بعث القيم والأمل من جديد، مثل دروس كونفوشيوس التي نتعلم منها كيف نعيش، ومبادرة الحزام والطريق التي تعمل على ربط الإنسانية بعضها ببعض على مستوى الأرض والروح، وتلقائياً سينتشر العدل والتسامح والرحمة والتعايش والمساواة والموضوعية بين البشر».



سردار عبد الله يحاول ملء الفراغ في سيرة الشيخ النقشبندي

سردار عبد الله يحاول ملء الفراغ في سيرة الشيخ النقشبندي
TT

سردار عبد الله يحاول ملء الفراغ في سيرة الشيخ النقشبندي

سردار عبد الله يحاول ملء الفراغ في سيرة الشيخ النقشبندي

صدر عن دار «نوفل - هاشيت أنطوان» كتاب «موجَز الرحلتَيْن في اقتفاء أثر مولانا ذي الجناحَيْن» للكاتب والسياسي العراقي الكردي سردار عبد الله. في هذا الكتاب، الذي نال تنويهاً من جائزة ابن بطّوطة لأدب الرحلات، يحاول سردار عبد الله، من خلال رحلتين قام بهما في عام 2018 إلى الهند، ملء الفراغ في سيرة الشيخ النقشبندي.

هناك، في مدينة جيهان آباد القديمة، قضى الشيخ خالد النقشبندي عاماً في منتصف القرن التاسع عشر، أسهمت تلك السنة في تعزيز دور الشيخ لإحداث تغييرات بعد عودته؛ إذ تبنى الطريقة النقشبندية التي باتت تسمى فيما بعد باسمه «النقشبندية الخالدية». تقودنا هذه الرحلة إلى أحداث تاريخية مهمة حينها مثل سقوط ولاية بغداد والطريقة الصوفية البكتاشية. فكانت طريقته الصوفية بمثابة البديل الروحي أولاً؛ ما أحدث تحولاً كبيراً في تركيبة الزعامة الكردية، التي انتقلت من طبقة الأمراء والإقطاع إلى رجال الدين المتنوّرين.

اتخذ الكاتب قراراً جازماً بألا يعود من الهند ما لم يعثر على ذلك المكان المجهول، غير أنه في رحلة بحثه تلك، يخوض في التاريخ تارة وفي العجائب والطرائف التي يصادفها في تلك البلاد تارة أخرى.

«كيف لنملةٍ أن تطارد نسراً؟»، يتساءل الكاتب، كيف لمريدٍ أن يقتفيَ آثارَ شيخٍ حملَ الشريعةَ على جناحٍ والحقيقةَ على آخر، وجابَ بهما أصقاع الدنيا مُحلِّقاً؟

في هذه الرحلة الممتعة في الزمان والمكان والروح، يُشاركُ الكاتب قرّاءَه تفاصيلَ رحلتَيْه إلى الهند عام 2018؛ بحثاً عن خانقاه الشاه عبد الله الدهلوي. هناك، في مدينة جيهان آباد القديمة، قضى الشيخ خالد النقشبندي عاماً خلال بدايات القرن التاسع عشر، عاد من بَعدِه إلى كردستان وبغداد والشام، يحملُ طريقةً أحدثتْ تحوّلاً كبيراً في المنطقة، في فترةٍ مهمّةٍ تاريخيّاً شهدتْ سقوط ولاية بغداد، وسقوطَ الإمارات الكُرديّة؛ ما خلق فراغاً رهيباً في السلطة.

في كتابه، الذي يقع في 216 صفحة، يتساءل سردار عبد الله ثانية: «لماذا يثور مَن تتلمذ على يد الشيخ النقشبندي، بدءاً بالشيخ النهري في كردستان وصولاً إلى الأمير عبد القادر في الجزائر، ضدّ المحتلّين؟»، فتأخذ الرحلة بُعداً أعمق...

ويكتشف كاتبُنا. فبعدما اتخذ قراراً جازماً بألّا يعود من الهند ما لم يعثر على المقام المنشود، سيعثر المُريد على كنوز المعرفة ودُرَرِ المشاهَدات وهو في طريقه إلى الوجهة الأساسيّة.

وسردار عبد الله - كاتبٌ وسياسيّ كرديّ ومرشَّحٌ سابق لرئاسة العراق. ترأّس هيئة تحرير مجلّاتٍ وصحفٍ كرديّةٍ عدّة، بعد سنواتٍ قضاها في جبال كردستان ضمن قوّات البيشمركة الكرديّة. له إصدارات عدّة باللغتَيْن الكرديّة والعربيّة. «موجز الرحلتَيْن في اقتفاء أثر مولانا ذي الجناحَين» هو كتابه الثاني الصادر عن «دار نوفل» بعد روايته «آتيلا آخر العشّاق» (2019).