غاريث بيل... نهاية حزينة للاعب توقع منه الجميع مسيرة كروية أفضل

موقفه تأزم مع توتنهام... وعودته إلى ريال مدريد ستشهد مزيداً من الصراعات

بيل عاد إلى توتنهام ليجد في انتظاره مقاعد البدلاء التي كان قد تركها في ريال مدريد (أ.ب)
بيل عاد إلى توتنهام ليجد في انتظاره مقاعد البدلاء التي كان قد تركها في ريال مدريد (أ.ب)
TT

غاريث بيل... نهاية حزينة للاعب توقع منه الجميع مسيرة كروية أفضل

بيل عاد إلى توتنهام ليجد في انتظاره مقاعد البدلاء التي كان قد تركها في ريال مدريد (أ.ب)
بيل عاد إلى توتنهام ليجد في انتظاره مقاعد البدلاء التي كان قد تركها في ريال مدريد (أ.ب)

كتب غاريث بيل عبر حسابه الخاص على «إنستغرام» عبارة: «حصة تدريبية جيدة اليوم»، مصحوبة بصورة له من تدريبات توتنهام يوم الثلاثاء. وعندما نُشرت هذه الرسالة في مساء ذلك اليوم، كان فريق توتنهام بفندق إقامته في ميرسيسايد يستعد لمباراة الجولة الخامسة في كأس الاتحاد الإنجليزي يوم الأربعاء أمام إيفرتون، لكن بيل لم يكن ضمن قائمة الفريق التي تستعد لتلك المباراة.
لكن هل يعتقد المدير الفني لـ«السبيرز»، جوزيه مورينيو، حقاً أن بيل استمتع بـ«حصة تدريبية جيدة» قبل لقاء إيفرتون؟ لقد أوضح المدير الفني البرتغالي أن بيل قد أخبره بأنه يشعر بأنه ليس سليماً بنسبة 100 في المائة، وبالتالي لن يمكنه السفر مع الفريق، لكن الرسالة التي نشرها على «إنستغرام» والتي تفيد بأنه تدرب بشكل جيد كانت تعطي معنىً مختلفاً تماماً. وبالتالي، فإن هذه الرسالة وضعت مورينيو في مأزق عندما خلت قائمة الفريق من بيل أمام إيفرتون على ملعب «غوديسون بارك».
وما نعرفه عن مورينيو منذ فترة طويلة أنه يدافع عن نفسه بشكل جيد، بل وفي كثير من الأحيان يوجه بعض الانتقالات اللاذعة للآخرين في إطار الدفاع عن نفسه. وبالتالي، خرج المدير الفني البرتغالي بعد المباراة التي خسرها فريقه بـ5 أهداف مقابل 4 ليوضح أسباب استبعاد اللاعب الويلزي من قائمة الفريق.
لقد أعرب مورينيو عن دهشته من أنه بعد المباراة التي فاز فيها توتنهام على وست بروميتش ألبيون بهدفين دون رد في المرحلة الـ23 في مسابقة الدوري، والتي لم يشارك فيها بيل واكتفى بالجلوس على مقاعد البدلاء، قال اللاعب الويلزي إنه بحاجة لإجراء أشعة على شيء ما يزعجه، وهو الأمر الذي حدث في اليوم التالي. وتمكن بيل من خوض التدريبات يوم الثلاثاء، لكن مورينيو أراد أن يوضح أن بيل أبلغه بعد ذلك بأنه شعر بأنه يجب أن يعمل مع فريق خبراء الرياضة بالنادي خلال اليومين التاليين. وقال مورينيو: «لا أعتقد أنها إصابة واضحة».
وأوضح المدرب البرتغالي: «ما نشره بيل كان يناقض الواقع. منذ بداية الموسم حاولت أن أكون إيجابياً جداً وأن أبقي الأمور داخل الغرف المغلقة، لكنني شعرت بضرورة شرح الموقف. ربما يكون نشر هذه الرسالة ليس من مسؤولياته. لا أعرف. لكنه كان خطأ بالتأكيد، ولم يكن بيل في حالة جيدة، وطلب الخضوع لفحص، لكن لم تظهر أي إصابة؛ بل كانت مشاعر لديه». وواصل: «لا يمكن للمدربين أو للجهاز الطبي معارضة ما يشعر به اللاعبون، لذا لم يكن مستعداً للعب ببساطة، وإذا كان جاهزاً فسيتم اختياره لمباراة الغد». وبدأ بيل (31 عاماً) مباراتين فقط في الدوري الممتاز منذ عودته للنادي اللندني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد خروجه من حسابات ريال مدريد.
ولم يكن هناك كثير من التفاصيل الأخرى بشأن إصابة بيل، ولم يكن أحد يعرف هل سيكون جاهزاً للمشاركة في المباراة أمام مانشستر سيتي في المرحلة الـ24 أم لا، والتي شارك فيها بيل في الدقائق العشر الأخيرة، والتي شهدت سقوط توتنهام بثلاثة أهداف نظيفة. لكن الانطباع الذي تركه مورينيو هو أنه، على الأقل، يشعر بالحيرة من حالة بيل، وفي أسوأ الأحوال، لا يعرف ما إذا كانت الإصابة حقاً تمنعه من المشاركة في المباريات أم لا! ويأخذنا هذا إلى طرح السؤال التالي: هل ما زال بيل لديه الرغبة للقتال من أجل المشاركة مع توتنهام؟
وفي بداية هذا الموسم، عندما عاد بيل إلى توتنهام على سبيل الإعارة من ريال مدريد، كانت جماهير السبيرز تمني النفس بأن يقدم اللاعب الويلزي المستويات نفسها التي كان يقدمها مع الفريق خلال سنوات تألقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. أما مورينيو فيواجه موقفاً صعباً للغاية؛ فمن جهة فهو لا يريد أن ينتقد بيل في المؤتمرات الصحافية ويدرك جيداً أنه لا يتعين عليه القيام بذلك، لكن من جهة أخرى أصبح من الصعب عليه أن يخفي مدى إحباطه من المستوى البدني السيئ والأداء المتواضع للاعب البالغ من العمر 31 عاماً.
فهل ما زال بيل يتذكر مشاعر الفرح والسعادة التي هيمنت على أنصار ومشجعي توتنهام عندما علموا بعودته إلى النادي في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي؟ لقد اصطفت مجموعة من هؤلاء المشجعين حول مدخل ملعب التدريب بينما كان بيل يتقدم لإنهاء كل شيء، وكانوا يحلمون بأن يروا بيل وهو يتألق بجوار هاري كين وسون هيونغ مين في خط هجوم ناري. لكن الواقع كان مختلفاً تماماً؛ بل وصادماً، وهناك سبب يجعل مورينيو لا يشرك بيل في المباريات المهمة، وهو أن اللاعب الويلزي يبدو ضعيفاً من الناحية البدنية ويفتقد السرعة التي كان عليها في السابق، كما يفتقر الثقة في جسده، ويبدو كأنه يلعب وهو يخشى التعرض للإصابة.
لقد تراجع مستوى بيل بشكل كبير بسبب عدم مشاركته في المباريات خلال السنوات الأخيرة له مع ريال مدريد، وكان آخر مواسمه في «سانتياغو برنابيو» هو الأسوأ على الإطلاق. وعندما عاد بيل إلى توتنهام، لم يكن قد لعب سوى 4 مباريات فقط منذ 26 فبراير (شباط) الماضي، وبالتالي، فإنه يحتاج إلى الثقة والعمل المنتظم للعودة إلى مستواه السابق. وكلما شارك في عدد أكبر من المباريات، أصبح أقوى وأكثر قدرة على تقديم مستويات ثابتة. لكن من الواضح أن ذلك الأمر لم يحدث!
لكن إلى أي مدى يشعر بيل نفسه بالانزعاج جراء ذلك؟ لقد فاز اللاعب الويلزي بكل شيء ممكن على مستوى الأندية، بما في ذلك الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، كما يمتلك كل شيء يريده خارج الملعب أيضاً: عائلة يحبها، ومنازل رائعة، ونحو 200 مليون جنيه إسترليني في البنوك، فما الحافز الذي يجعله يقدم أفضل ما لديه للمشاركة في المباريات؟ لقد عانى بيل أسوأ من ذلك بكثير عندما كان في ريال مدريد، وكان الأمر يبدو كأن الجميع يقفون ضده. لقد كان النادي الملكي يريد التخلص منه، لكنه كان يشعر بالقلق من انضمامه لنادٍ منافس. ومع ذلك، لم يكن الأمر منطقياً عندما رفض ريال مدريد انضمامه إلى الدوري الصيني الممتاز في صيف عام 2019، ووصلت الأمور إلى طريق مسدودة بين بيل وريال مدريد، وبدأ بيل يتصرف بشكل غريب في كثير من الأحيان، ربما بسبب شعوره بأنه بات محاصراً من كل جهة. لقد كانت الأمور فوضوية في ريال مدريد، أما في توتنهام، فبيل يحظى بحب من اللاعبين في غرفة تبديل الملابس، كما أنه يحظى بحب واحترام جمهور النادي بشكل مستمر.
وهذه هي النقطة التي يجب أن ينطلق منها بيل، خصوصاً أنه يسعى للمشاركة مع منتخب ويلز في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في يونيو (حزيران) المقبل، رغم أنه لن يكون قادراً على القيام بذلك في ضوء عدم مشاركته في المباريات في الوقت الحالي. ويجب أن نعرف أن عقد بيل مع توتنهام لا ينص على إمكانية استمراره لعام آخر، وبالتالي فسوف يعود إلى ريال مدريد الذي يرتبط معه بعقد حتى يونيو 2022، ومن غير المحتمل أن يكون بيل مرغوباً به في «سانتياغو برنابيو» الآن، لكن يبدو أنه لا يرغب في اللعب على سبيل الإعارة مرة أخرى.
ويتقاضى بيل راتباً فلكياً يصل إلى نحو 650 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع بموجب شروط تعاقده مع ريال مدريد، ورغم أنه من غير الواضح ما المبلغ الذي يتحمله توتنهام في دفع هذا الراتب الكبير، فإنه من المفهوم أن يكون أقل من راتب كين، الذي يعدّ اللاعب الأعلى أجراً في النادي، والذي يحصل على 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً. وفي أسوأ السيناريوهات، سيكمل بيل عامه الأخير مع ريال مدريد، حتى لو تضمن ذلك مزيداً من المواجهات والصراعات، في نهاية حزينة للاعب يمتلك قدرات وإمكانات هائلة، وكان ينتظر منه الجميع مسيرة كروية أفضل.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.