ليندركينغ: عدم تصنيف الحوثيين لا يعني الموافقة على ارتكاب الجرائم

قال إن الإدارة الأميركية لديها قنوات للتواصل مع «الجماعة»

TT

ليندركينغ: عدم تصنيف الحوثيين لا يعني الموافقة على ارتكاب الجرائم

أكدت الولايات المتحدة أن عدم إدراج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب لا يعني بالضرورة الموافقة على الجرائم التي ترتكبها الجماعة في اليمن، وأن السبب الحقيقي خلف هذه الخطوة التي اتخذتها الإدارة الجديدة هو رفع الضرر الإنساني الذي طال الشعب اليمني، وأصبح الأول عالمياً في أسوأ كارثة إنسانية.
وكشف تيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي لحل الأزمة اليمنية، عن أن الإدارة الأميركية لديها طرقها في التواصل مع الجماعة الحوثية اليمنية، عبر قنوات توصل الرسائل بين الطرفين، مستطرداً بالقول: «نحن نستخدم هذه القنوات بقوة كبيرة، أيضاً نشارك تلك الرسائل شخصياً مع قيادات الدول الرئيسية المعنية. لذلك أعتقد أن أملنا هو أن الجهد المشترك، وجلب شركاء معينين في أوقات معينة، مدعوماً بموقف أميركي قوي للغاية سيؤدي بشكل أساسي إلى تغيير الهيكل، ووضعنا في مكان أفضل للضغط من أجل تلك التسوية التفاوضية».
وقال ليندركينغ، في مؤتمر صحافي، أول من أمس، في وزارة الخارجية بعد عودته من الرياض، إن الانتقال إلى مأرب ليس تطوراً جديداً. إنه شيء كان الحوثيون يتطلعون إليه بشكل متقطع على مدار العامين الماضيين، لكن من الواضح أنهم يقومون بالدفع بذلك، ولا أعلم ما هو الهدف بالتحديد من هذه الخطوة، ربما من أجل وضع أنفسهم في وضع أفضل قبل التفاوض.
وروى المبعوث الأميركي قصة حديثه مع المسؤولين السعوديين عند وجوده في الرياض، أثناء استهداف الجماعة الحوثية مطار أبها في جنوب البلاد، وتحدّث مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان 20 دقيقة عن هذا الهجوم، ومناقشة عما كان يمكن أن يحدث لو كان هناك أشخاص على متن تلك الطائرة أصيبوا، وعلّق قائلاً: «هذه الهجمات ضد البنية التحتية المدنية ليست من فعل جماعة تدعي أنها تريد السلام، ويجب أن يتوقفوا، ما لم يغير الحوثيون سلوكهم البغيض، وإلى أن يغيروا، سيظل قادتهم تحت ضغط أميركي ودولي كبير، كما نحثهم على وقف تقدمهم في مأرب، وهي مدينة تضم نحو مليون نازح داخلي في اليمن. في العام الماضي وحده، تسبب تصاعد القتال في مأرب في فرار أكثر من 100 ألف يمني من ديارهم، يجب على الحوثيين الالتزام حقاً بالانضمام إلى هذا الجهد لإنهاء المعاناة وهذه الحرب».
وفي رد على سؤال حول التواصل مع إيران، قال ليندركينغ إنه بالنسبة للحديث مع الإيرانيين، فلا يوجد ذلك التواصل، لكنه أشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تحدث مع الإيرانيين، وجرت مناقشة تفاصيل اللقاء بين الطرفين، مفيداً بأنه تمكن من التحدث مع مارتن غريفيث حول لقاءاته هناك، مضيفاً: «ليس سراً، على ما أعتقد أن الإيرانيين لعبوا دوراً سلبياً للغاية في اليمن حتى الآن. أعني أن كلاً من تدريبهم وإمدادهم وتجهيزهم للحوثيين لشن هجمات ضد أهداف مدنية في المملكة، وفي أماكن أخرى في الخليج، كان ضاراً بشكل خاص».
ويرى المبعوث أن الإيرانيين لديهم فرصة لإظهار أفضل ما لديهم من حيث دعم نوع الاستجابة الدولية، لإنهاء هذا الصراع، ولا تزال العديد من التفاصيل قيد المناقشة في الوقت الحالي حول كيفية حدوث ذلك، كما أشار إلى أن الحوثيين دائماً ما يقولون إنهم منفصلون عن إيران، وهذه فرصتهم في إظهار ذلك، والتأكيد على أنهم يملكون مواقفهم، في الوقت ذاته أكد أن السعودية تحتاج إلى امتلاك القدرة على الدفاع عن نفسها، إذ إن الوضع في مأرب ليس بعيداً عن الحدود السعودية، وهو يُعد مصدر قلق.
وأضاف: «نحن نعمل الآن لتنشيط الجهود الدبلوماسية الدولية مع شركائنا في الخليج، والأمم المتحدة، وآخرين لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار ودفع الأطراف نحو تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب في اليمن، وأنا ملتزم بشدة بالعمل مع الشركاء في (الكونغرس) والوكالات المشتركة لضمان تقديم حل حكومي كامل لمجموعة المشاكل العاجلة هذه، ولم نستسلم بأي حال من الأحوال عن مسار الأمم المتحدة، وقد قام مارتن غريفيث بعمل رائع كقيادة هذا الجهد. والتعليمات الموجهة لي هي العمل معه عن كثب معه، ولن أطبق مواقف الأمم المتحدة في النزاعات الأخرى، سواء كانت سوريا أو ليبيا، على قضية اليمن. حالة اليمن هي حالة خاصة. هي مليئة بالتحديات والمزالق، وأنا اتفق مع غريفيث بالتأكيد، لكنني أعتقد أن ما نحاول القيام به هو بناء المزيج الصحيح من الضغوط، واستخدام النوع الصحيح من النفوذ».
وأشار تيم ليندركينغ إلى أن هناك رغبة عميقة حول المنطقة وداخل اليمن لإنهاء الصراع، وأن الجميع يتفق أنه حان الوقت الآن لإنهاء الصراع، كما أنه لمس الرغبة القوية للقيام بذلك خلال لقائه بالأطراف المعنية في الملف خلال زيارته إلى الرياض أخيراً، معتبراً أن الإدارة الجديدة تركز على اليمن كشيء مختلف، وهذا لا يعني أن الإدارة السابقة لم تفعل ذلك بحسب وصفه، بيد أنه يعتقد أن رفع الموقف الأميركي والطريقة والوتيرة التي تحدث بها الرئيس والوزير بلينكن عن اليمن تؤكد العزم في إنهاء هذه الأزمة، والالتزام المطلق بتحسين مصير اليمنيين، «وهو أمر أعتقد أننا جميعاً يجب أن نفخر به، رغم أن هذه الحرب تبدو بعيدة جداً. لكنني أعتقد أن هذا تغيير كبير».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.