إدانات عربية ودولية واسعة للهجمات على أربيل

الأضرار التي سببها الهجوم الصاروخي في أربيل (أ.ب.أ)
الأضرار التي سببها الهجوم الصاروخي في أربيل (أ.ب.أ)
TT

إدانات عربية ودولية واسعة للهجمات على أربيل

الأضرار التي سببها الهجوم الصاروخي في أربيل (أ.ب.أ)
الأضرار التي سببها الهجوم الصاروخي في أربيل (أ.ب.أ)

أعربت دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية وإسلامية أمس عن إدانتها واستنكارها الشديدين الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، ومطارها الدولي، معربة عن تعازيها ومواساتها لحكومة العراق وشعبه ولذوي الضحايا في هذا الحادث الإرهابي.
وأكدت السعودية رفضها القاطع لاستهداف أمن العراق وزعزعة وحدته والتأثير على سلامة أراضيه، مؤكدة مؤازرتها ذلك، وتضامنها الكامل ووقوفها التام إلى جانب العراق في كل ما يتخذه من خطوات وإجراءات لحفظ أمنه ودعم جهوده في محاربة التنظيمات الإرهابية التي تسعى للنيل من استقراره والتأثير على سيادته. وأفاد بيان لوزارة الخارجية السعودية نقلته وكالة الأنباء «واس» أمس، بأن «حكومة المملكة، تابعت ببالغ القلق الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار أربيل الدولي، معربة عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتلك الاعتداءات الجبانة التي تُهدد أمن واستقرار العراق والمنطقة، وسلامة الملاحة الجوّية فيها، وبما يقوض جهود التحالف الدولي لمساعدة العراق على محاربة الإرهاب».
وأكدت مصر رفضها لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب، وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان دعمها للعراق فيما يتخذه من إجراءات لحماية أمنه وصون استقراره؛ وثقتها في قدرة العراق على التصدي الحاسم لتلك الممارسات الإرهابية، التي لن تُثنيه عن جهوده الدؤوبة في بسط الأمن على ربوعه، وبما يحفظ استقراره ويصون مقدراته الوطنية.
وعبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير ضيف الله الفايز، عن إدانة واستنكار الأردن لهذا الفعل الإرهابي الجبان الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية كافة، مؤكداً موقف بلاده الرافض لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تستهدف دون تمييز الجميع.
كما أدانت الإمارات والكويت والبحرين وقطر في بيانات الهجوم الإرهابي وأعربت في بيانات عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تثني الحكومة العراقية عن مواصلة جهودها في طريق بسط الأمن وسيادة القانون، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لموقف حازم تجاه الأعمال الإرهابية ومرتكبيها.
إلى ذلك، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للعمل الإرهابي، وجددت موقفها الثابت الذي يدين الإرهاب بكل أشكاله.
كما أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهجمات الصاروخية الإرهابية، وأكد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام على مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب، ونبذه لجميع أشكاله وصوره، ورفضه لدوافعه ومبرراته، أياً كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه.
واستنكرت جامعة الدول العربية الهجوم الصاروخي، وعده أحمد أبو الغيط الأمين العام بالتصعيد الخطير كونه يستهدف النيل من هيبة الدولة العراقية ويقوّض الأمن والاستقرار في إقليم كردستان العراق، مؤكداً أهمية تجاوز الخلافات القائمة بين أربيل وبغداد لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، والتصدي للمحاولات الآثمة التي تستهدف أمن واستقرار العراق، مُنوّهاً إلى أن استقرار إقليم كردستان العراق ركيزة مهمة بالنسبة لاستقرار العراق.
دولياً، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوتي بلينكن في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الهجوم، كما أعرب في بيان، عن تعازيه لضحايا المتعاقد المدني الذي لقي حتفه في الهجوم وللشعب العراقي الذي يعاني من «أعمال العنف الوحشية». وقال بلينكن إنه طمأن بارزاني بأن الولايات المتحدة ستقدم الدعم للتحقيق في الهجوم وتقديم المسؤولين عنه للعدالة.
ووصف وزير الخارجية البريطاني دومينك راب في تغريدة على «تويتر» الهجوم بأنه «عمل شائن وغير مقبول... لن يغفر العراقيون للفصائل المسلحة التي تعرض استقرار العراق للخطر».
وحذرت ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، في تغريدة من خروج الوضع عن السيطرة في العراق واستنكرت «مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة» التي «تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار»، داعية إلى «ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.