محنة ليفربول... هل بدأت عندما وصل الفريق إلى القمة؟

ما أسباب التراجع؟ هل الإصابات أم ضغط المباريات أم هناك عوامل أخرى يجهلها أو يعلم بها كلوب؟

بارنيس يقضي على آمال ليفربول بإحراز هدف ليستر الثالث (إ.ب.أ)
بارنيس يقضي على آمال ليفربول بإحراز هدف ليستر الثالث (إ.ب.أ)
TT

محنة ليفربول... هل بدأت عندما وصل الفريق إلى القمة؟

بارنيس يقضي على آمال ليفربول بإحراز هدف ليستر الثالث (إ.ب.أ)
بارنيس يقضي على آمال ليفربول بإحراز هدف ليستر الثالث (إ.ب.أ)

هزيمة أخرى وتراجع في المستوى يتواصل وأخطاء متكررة مستمرة... تلقى حامل اللقب ليفربول الهزيمة الثالثة على التوالي في الدوري الإنجليزي وخسر أمام مضيفه ليستر سيتي 1/3 السبت، في المرحلة الرابعة والعشرين من المسابقة.
ما أسباب تراجع مستوى ونتائج ليفربول في الآونة الأخيرة؟ هل هي الإصابات، أم ضغط المباريات؟ وهل يكفي أن نقول ببساطة إن ليفربول سيعود إلى مستواه المعتاد بمرور الوقت، بالنظر إلى الطريقة التي يلعب بها، وبالنظر إلى حقيقة أنه يفتقد جهود وخدمات الخيارات الثلاثة الأولى في خط الدفاع - فان دايك، وجو غوميز، وجويل ماتيب – معظم فترات الموسم؟ أم أن الفريق سيتوجه نحو منعطف أكثر خطورة، بعد الهزيمة الثقيلة أمام مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد قبل أن يضاعف ليستر محنة ليفربول؟
في البداية، يجب التأكيد على أن ليفربول يواجه سوء حظ كبيراً فيما يتعلق بالإصابات، ولا أعني هنا عدد اللاعبين المصابين بقدر ما أعني أن معظم المصابين كانوا في مركز واحد وهو قلب الدفاع، حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن فيرجيل فان دايك وجو غوميز وجويل ماتيب لم يشاركوا في التشكيلة الأساسية للريدز في الدوري الإنجليزي الممتاز سوى في 22 مباراة فيما بينهم هذا الموسم. ونتيجة لذلك، اضطر المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، إلى إعادة فابينيو أو جوردان هندرسون للخط الخلفي، وهو الأمر الذي كان له تأثير سلبي كبير على قوة وصلابة خط الوسط... وزادت إصابة فابينيو من مشاكل كلوب مع خط الدفاع.
ومن المؤكد أنه عندما يقوم فريق يلعب كوحدة واحدة مثل ليفربول بتغيير جزء واحد في الآلة التي يلعب بها فإن ذلك ستكون له تداعيات خطيرة في أماكن أخرى. وبالنسبة للأندية التي تعتمد على الضغط المتواصل والمكثف على الفريق المنافس، فإن ضغط المباريات سيكون له تأثير أكبر بالمقارنة بالفرق التي تلعب بطريقة تعتمد على ضغط أقل.
لكن هذا لا يعني أنه لا توجد عوامل أخرى أدت إلى تراجع مستوى ونتائج ليفربول بهذا الشكل. ربما يكون الغضب الشديد الذي انتاب كلوب مؤخراً بمثابة مؤشر واضح على حالة الإحباط التي تسيطر عليه، وإدراكه أن ما يحدث قد يكون أكثر من مجرد فترة عابرة. وبدأ هذا الأمر بالخلاف الواضح بين كلوب ومراسل قناة «بي تي سبورت»، ديس كيلي، في أعقاب مباراة الفريق أمام برايتون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.
ومنذ ذلك الحين، دخل كلوب في خلافات أخرى مع كل من كريس وايلدر، وجوزيه مورينيو، وشون دايك، قبل أن يتحدث كلوب بشكل غريب وغير دقيق الأسبوع الماضي عن جدول مباريات فريقه بالمقارنة بمانشستر سيتي. وفي ذلك الوقت، لم يفز ليفربول إلا في خمس مباريات فقط من 14 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن التراجع كان دراماتيكياً في الآونة الأخيرة، حيث تعرض الفريق لثلاث هزائم متتالية على ملعب «آنفيلد» بعدما لم يتلقَّ أي خسارة على هذا الملعب على مدار 68 مباراة متتالية، كما لم يحصل إلا على تسع نقاط فقط من آخر تسع مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفشل في إحراز أي هدف في خمس مباريات من هذه المباريات التسع. وفي الحقيقة، لم يحدث ذلك دون سابق إنذار، حيث كانت هناك بعض المؤشرات الواضحة على هذا التراجع. فبعدما سحق ليفربول نظيره ليستر سيتي برباعية نظيفة في السادس والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) الموسم الماضي، بدأ مستوى الفريق في التراجع.
لقد كانت هذه هي نقطة القمة التي وصل إليها ليفربول، ورغم أن الفريق قد فاز في المباريات التسع التالية له في الدوري، لكنه لم يكن يؤدي بنفس القوة والحيوية والسلاسة التي كان عليها في نهاية النصف الأول من ذلك الموسم.
وكان من الواضح أن ليفربول يعاني من حالة من التشوش وعدم التركيز بعد استئناف الموسم الذي كان قد توقف بسبب تفشي فيروس كورونا، لكنه كان قد حسم لقب الدوري بالفعل. وخلال الموسم الحالي، يجب أن نتذكر أن الفريق قد خسر بسبعة أهداف مقابل هدفين أمام أستون فيلا حتى قبل إصابة العملاق الهولندي فيرجيل فان دايك، كما أن الفريق كان يعاني في تطبيق طريقة اللعب التي تعتمد على الضغط المتواصل على حامل الكرة، وكان من الواضح للجميع أن ليفربول لم يكن في أفضل حالاته منذ أكثر من عام. ربما يتمثل السبب بكل بساطة في الإرهاق، سواء البدني أو الذهني، لا سيما أن هذا الفريق يقترب من القمة منذ ثلاث سنوات، وصل خلالها إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، ثم فاز باللقب في الموسم التالي، كما حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاماً.
ربما أدرك كلوب أن الفريق بحاجة إلى جهود لاعب مختلف، لذلك تعاقد مع تياغو ألكانتارا. صحيح أن اللاعب الإسباني يتعرض للانتقادات بحجة أن الطريقة التي يلعب بها تؤدي إلى إبطاء وتيرة اللعب، لكن هذه هي النقطة بالضبط، حيث يرى كلوب أن الفريق يحتاج إلى لاعب يساعده على حماية الاستحواذ على الكرة والفوز بالمباريات بدون أن يبذل الفريق كامل طاقته بشكل مستمر. صحيح أن ألكانتارا واجه مشكلة كبيرة في الاندماج والتكيف مع الفريق، لكن يجب الإشارة إلى أنه دائماً ما يلعب في خط وسط منقوص بسبب اضطرار كلوب لإعادة لاعبي خط الوسط إلى الخط الخلفي لتعويض اللاعبين المصابين، والدليل على ذلك أن ألكانتارا لم يلعب سوى مرة واحدة فقط هذا الموسم بجوار هندرسون وفابينيو في خط الوسط - وكان ذلك في تلك المباراة التي تعرض فيها فان دايك للإصابة أمام إيفرتون.
ومن المعروف أنه إذا لم يتغير شكل الفريق لفترة طويلة، فإن الفرق المنافسة تحفظه عن ظهر قلب وتعرف كيف تتعامل معه، كما أن هذا الفريق قد يعاني من حالة من الركود. ويعتمد كلوب دائماً على طريقة 4 - 3 - 3 في كل المباريات تقريباً، وبدأ الفريق يمارس الضغط على الفرق المنافسة أقل مما يقوم به مانشستر سيتي تحت قيادة جوسيب غوارديولا. وعندما تنجح الطريقة التي يلعب بها ليفربول – كما حدث أمام توتنهام –تكون النتائج مثيرة للإعجاب، لكن عندما تفشل فإن الفريق يعاني بشدة، كما حدث أمام مانشستر سيتي.
وكما أشارت دراسة على موقع «ذا أثلتيك»، الأسبوع الماضي، فإن سبعة من لاعبي ليفربول ما زالوا يلعبون 80 في المائة أو أكثر من الدقائق التي يلعبها الفريق هذا الموسم، رغم الإصابات التي لحقت بالعديد من اللاعبين. وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن هذه هي التشكيلة الأكبر سناً في تاريخ ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما يعود السبب في ذلك إلى عمر اللاعب المخضرم جيمس ميلنر! لقد أكمل المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو عامه التاسع والعشرين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في حين سيكمل ساديو ماني عامه التاسع والعشرين في أبريل (نيسان)، ومحمد صلاح في يونيو (حزيران). بشكل فردي، لا يدعو أي شيء من هذا للقلق، لكن تزايد أعمار لاعبي الفريق ككل هو مصدر القلق، خاصة عندما يكون هؤلاء اللاعبون معاً للموسم الرابع على التوالي.
لقد تعاقد كلوب مع اللاعب الياباني تاكومي مينامينو في محاولة لتجديد الفريق وضخ دماء جديدة، لكن اللاعب لم يقدم المستويات المنتظرة منه – بغض النظر عن الأسباب – وحتى اللاعب الذي قدم إضافة كبيرة للفريق، وهو البرتغالي ديوغو جوتا، تعرض للإصابة ويغيب عن الملاعب منذ بداية ديسمبر. ربما يعيدنا ذلك إلى حيث بدأنا، وهو أن ليفربول لم يكن محظوظاً بالإصابات، لكن من المؤكد أن المحنة التي يعاني منها الفريق في الوقت الحالي قد سلطت الضوء على المشكلات الأساسية التي يعاني منها الفريق الذي ربما يكون قد بدأ في التراجع بعدما وصل إلى القمة خلال السنوات الماضية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».