ماتيتا جاء إلى إنجلترا باحثاً عن مكان مثالي

المهاجم الفرنسي شهدت حياته مطبات وعواصف كثيرة

ماتيتا في أول مشاركة له مع كريستال بالاس أمام ليدز (أ.ب)
ماتيتا في أول مشاركة له مع كريستال بالاس أمام ليدز (أ.ب)
TT

ماتيتا جاء إلى إنجلترا باحثاً عن مكان مثالي

ماتيتا في أول مشاركة له مع كريستال بالاس أمام ليدز (أ.ب)
ماتيتا في أول مشاركة له مع كريستال بالاس أمام ليدز (أ.ب)

قال المهاجم الفرنسي جان فيليب ماتيتا: «لقد نشأت في ضاحية سيفران قرب باريس، لذلك فأنا معتاد على الإهانات، فهناك الإهانات شائعة مثل قول مرحباً. عندما تلعب كرة القدم في الحي مع من هم أكبر منك سناً، فإنهم يوجهون إليك الإهانات ويضعون كثيراً من الضغوط عليك. وإذا لم تلعب جيداً، فستتعرض للضرب، لذا فأنت تلعب وأنت تشعر بالخوف. أما في ضاحية أجاكسيو، فكنت أعلم أنهم لا يستطيعون لمسي».
لقد مر ما يقرب من ثلاث سنوات منذ أن تعرض مهاجم كريستال بالاس الجديد لإساءات عنصرية من قبل الجماهير خلال إحدى المباريات الفاصلة في دوري الدرجة الثانية بكورسيكا. لقد منح ماتيتا التقدم لنادي لوهافر في الوقت الإضافي بهدف من ركلة جزاء، لكن احتفاله بالهدف - عن طريق دفع أذنيه للأمام بيديه في اتجاه المدرجات - أثار مشاجرة أدت إلى حصول ثلاثة لاعبين على بطاقات حمراء، بما في ذلك ماتيتا نفسه.
وقال ماتيتا لمجلة «سو فوت» الفرنسية في فبراير (شباط) 2019: «لقد وصفوني بالأسود القذر، وأهانوا عائلتي. كنت حزيناً وغاضباً للغاية. لكن لو أحرزت هذا الهدف 10 آلاف مرة فسوف أعيد الاحتفال نفسه 10 آلاف مرة أيضاً». وعاد ماتيتا إلى ناديه الأصلي، ليون، بعد هزيمة لوهافر بركلات الترجيح أمام أجاكسيو، بعد أن سجل 20 هدفاً في ذلك الموسم الذي لعبه على سبيل الإعارة. لكن بعدما تقدم بطلب للحصول على ضمانات بشأن وقت مشاركته في المباريات مع أحد أكبر أندية الدوري الفرنسي الممتاز، فاجأ ماتيتا الجميع باختياره الانضمام إلى ماينز في صفقة قياسية للنادي الألماني بلغت 10 ملايين يورو.
سجل ماتيتا 14 هدفاً في أول موسم له في الدوري الألماني الممتاز، وساعد منتخب فرنسا في التأهل لدورة الألعاب الأولمبية لأول مرة منذ عام 1996. تعرض ماتيتا لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب خلال النصف الأول من الموسم الماضي، لكن ذلك لم يثنِ كريستال بالاس عن التعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً، على سبيل الإعارة لمدة 18 شهراً في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع وضع شرط في عقد اللاعب يمنح النادي الإنجليزي حق التعاقد معه بصفة دائمة مقابل نحو 15 مليون جنيه إسترليني.
وجلس ماتيتا على مقاعد البدلاء ولم يشارك في المباراتين اللتين فاز فيهما كريستال بالاس على نيوكاسل يونايتد وولفرهامبتون، قبل أن يشارك في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الاثنين الماضي، والتي خسرها فريقه أمام ليدز يونايتد بهدفين دون رد. صحيح أن ماتيتا لم يترك بصمة واضحة خلال هذا اللقاء على ملعب «إيلاند رود»، لكن سالوم كوليبالي، مديره الفني السابق في نادي «جيه إيه درانسي»، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة في فرنسا، متأكد من أن ماتيتا سوف يحجز مكاناً في التشكيلة الأساسية للفريق ويقدم مستويات جيدة.
يقول كوليبالي: «إنه شخص لديه دافع كبير لتحقيق النجاح، وأنا متأكد من أنه سيثبت نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي أعتقد أنه مثالي بالنسبة له. ومن الجيد للغاية أنه لعب في الدوري الألماني الممتاز، لأنه يشبه إلى حد كبير الدوري الإنجليزي الممتاز. يتمتع جان فيليب بالقوة البدنية الهائلة، ويجب التحدي البدني، لكنني أؤكد أنه يلعب بقدميه أفضل مما يلعب برأسه. ورغم أنه يتمتع بالطول الفارع، فإنه يمتلك مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، والأهم من ذلك أنه يعرف كيف يسجل الأهداف».
بدأ ماتيتا، وهو الشقيق الأصغر من بين سبعة أشقاء، مسيرته مع كرة القدم مع نادي سيفران المحلي، لكنه رحل للانضمام إلى نادي درانسي وهو في الرابعة عشرة من عمره. لقد كان يقطع رحلة بالحافلة لمسافة ثمانية كيلومترات عبر الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس لكي يذهب إلى التدريبات كل يوم، لكن كوليبالي يتذكر أن هذا الطفل الصغير آنذاك كان يُظهر مؤشرات جيدة للغاية على أنه سيكون لاعباً جيداً، عندما كان يلعب بجوار مجموعة من اللاعبين من بينهم نجم بوروسيا دورتموند، رافاييل غويريرو، ولاعب موناكو، يوسف فوفانا.
يقول كوليبالي: «واجه جان فيليب صعوبات كبيرة في ناديه السابق، حيث لم يكن يلعب بشكل مستمر في العام السابق، لكن كان من السهل أن ترى على الفور أنه يمتلك إمكانات كبيرة. أتذكر أنني كنت منبهراً جداً لأنه كان طويلاً للغاية وسريعاً ويجيد اللعب بكلتا قدميه، كما يجيد ألعاب الهواء. لكن كان الأمر يتطلب محاولة إعادة الثقة إليه. وعندما عادت إليه الثقة في نفسه، أصبح يقدم مستويات استثنائية. وبحلول منتصف ذلك الموسم، كان جان فيليب قد أحرز بالفعل 20 هدفاً وتم تصعيده إلى الفئة العمرية الأعلى».
وبعد ذلك بعامين، انضم إلى نادي شاتورو، الذي يلعب بدوري الدرجة الثالثة بفرنسا، قبل أن ينتقل إلى ليون مقابل مليوني يورو، مع حصول شاتورو على نسبة كبيرة من إعادة بيع اللاعب بعد ذلك إلى ماينز الألماني.
وقال ماتيتا إن إصرار كريستال بالاس على التعاقد معه بعد عدة أشهر من المفاوضات أقنعه بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بدلاً من العودة إلى الدوري الفرنسي، حيث شارك في مباراتين فقط مع نادي مرسيليا.
وقال ماتيتا: «لقد أخبرني روي هودجسون بأنه كان يتابعني حتى قبل أن أتعرض للإصابة. لقد قابلت رئيس النادي والمستثمرين، وأكدوا لي أنهم يتابعونني منذ بضع سنوات، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بأنني انتقلت إلى المكان المناسب». ويؤكد ماتيتا أنه يحتفظ بمذكرات يكتب فيها كل شيء يحدث في حياته وكل ما يخطط للقيام به، مشيراً إلى أنه توقف عن إدارة حساباته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول عن ذلك: «أستعين بشخص وأدفع له بعض الأموال لكي يقول كل ما أريد قوله على لساني على حسابي بموقع (تويتر). إنني أريد أن أتجنب وسائل التواصل الاجتماعي لأنني أعلم أن قراءة كل ما يقال عني لن يكون له تأثير إيجابي».
وبالنسبة إلى كوليبالي، فإن شخصية ماتيتا لم تتغير عما كانت عليه عندما قابله لأول مرة منذ نحو 10 سنوات. يقول كوليبالي: «ما زلنا على اتصال، بعضنا ببعض من وقت لآخر، وأتواصل معه عبر الهاتف هذه الأيام. إنه شخص لم ينسَ من أين أتى، ولا يزال محافظاً على تواضعه والابتسامة لا تفارق وجهه».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».